العدد 3054 - السبت 15 يناير 2011م الموافق 10 صفر 1432هـ

تحية إلى الشعب التونسي

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

أوجه هذه التحية العطرة إلى الشعب التونسي ليس فقط لأنه اسقط نظاما قمعيا جثم على صدره سنين عديدة، بل لأنه أعاد لنا الأمل بعد أن أصابنا اليأس من صحوة الشعوب العربية وهي تعاني الويل من فشل العديد من الحكومات العربية في مواجهة القضايا الوطنية والقومية بجدية ونكران ذات.

كم كنا سنحترم الرئيس التونسي «الفار» إذا قرر بنفسه التنحي، عندما هب الشعب التونسي في غمضة عين هبة رجل واحد، وتحمل مسئولية فشل حكومته في تحقيق تنمية وإصلاح سياسي وعد به كثيرا، التنحي وترك الساحة لمن يستحقها دليل قوة وليس ضعفاً وإطلاق تسميات مغلوطة وتوهمات بأن انتفاضة شعب هي «عمل إرهابي» لم تنفع زين العابدين شيئا على رغم البطش والتقتيل الذي مارسه زبانيته في حق المقاومين الشرفاء لحكمه.

التحية أوجهها ثالثة للشعب التونسي وهو لم يستسلم لمناورات النظام السابق في محاولة لإجهاض الانتفاضة في مهدها ومحاولته على رغم فرار الرئيس السابق سرقة الانتفاضة الشعبية وحماية بقية رموز النظام وسارقي قوت الشعب من مواجهة العدالة التي حرموها عن أبناء الشعب التونسي الأبي.

التجربة التونسية الفريدة من نوعها في منطقة شمال إفريقيا تعيد لأمتنا الأمل في قدرة الشعوب العربية في استرداد حقوقها ليس من بعض الأنظمة القمعية فقط بل من القوى الاستعمارية السابقة لاستعادة أرضنا المسلوبة في فلسطين والجولان السوري المحتل، وحماية الدول التي تواجه التآمر الدولي وزرع الفتن مثل العراق والصومال ولبنان ومصر والسودان واليمن من شر الفتن والغدر.

الحكم ليس تشريفا بل تكليف وأمانة على من يقدم على تحملها أن يكون عند حسن ظن شعبه وهناك أمثلة ضربها قادة عظام في العالم قدموا مصلحة شعوبهم وبلادهم على مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم الحاكمة واستقالوا في ظل أوضاع مفصلية قاهرة من تلقاء أنفسهم حماية لمصالح الأوطان العليا، فهل نشهد مثل هذه التجارب في منطقتنا العربية أم ستتواصل الانتفاضات الشعبية؟

انتفاضة تونس لم تكن وليدة الغلاء والبطالة فقط بل هي نتاج سياسة فاشلة مارسها نظام متسلط في ظل غياب تخطيط يواكب احتياجات ومتطلبات البلاد، الأمر الذي خلق بطالة ضخمة من حملة الشهادات الجامعية العليا كان من الممكن بقليل من الجهد والتفكير أن تحول إلى قوى منتجة إذا عدلنا من أسلوب التعليم لتقديم المهني على حساب الأكاديمي وتلك لعمري مشكلة تواجهها كل البلدان العربية التي تعج بجيوش من العاطلين خاصة حملة المؤهلات الجامعية

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 3054 - السبت 15 يناير 2011م الموافق 10 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:20 ص

      نوال عطية

      تحية نضالية لكل الثوار و لكل الاحرار لكل الشهداء لكل من يقول لا للظلم والاستبداد. الأمة العربية فخورة بالتونسيين الأبطال هذا الشعب الذي ازال احد رموز الظلم والاستبداد.

    • زائر 1 | 12:31 ص

      احذروا

      احفظوا المكتسبات كل خطوه بتعفل ودراسه

اقرأ ايضاً