العدد 3062 - الأحد 23 يناير 2011م الموافق 18 صفر 1432هـ

المرأة في مواكب العزاء (2)

الشيخ محمد الصفار mohd.alsaffar [at] alwasatnews.com

انتهيت في مقالي السابق إلى أن الأماكن المقدسة، والمناسبات المقدسة ليست خطاً أحمر عند الشيطان، لأن ساحته هي النفس الإنسانية في أية حالة كانت، من هنا كان التأكيد على ضرورة أن تكون الضوابط مرعية لو كان هناك داعٍ لحضور المرأة في مواكب عزاء الرجال.

وهنا لابد من التنبيه لأمور مرتكزة في إفهام الناس, وقد أشار إليها الفقهاء بخصوص مواكب العزاء.

الأول: رعاية الستر والعفة

فالمرأة التي تحضر العزاء عليها استحضار القيم والمبادئ التي من أجلها بذل صاحب المناسبة حياته رخيصة، ومن أجلها ضحى بكل غالٍ ونفيس، ومن تلك القضايا المهمة تمسك المرأة بدينها وحجابها وعفتها.

إن حضور النساء في صورة متسيّبة - لا سمح الله - قد تؤدي إلى الوقوع في الحرام، ولو بالنظر إلى ما حرم الله النظر إليه منهن, وقد يتمادى الأمر فتتكون بعض العلاقات المحرمة.

من زاوية أخرى فإن من العفة أن تكون رقابة الإنسان لعينه شديدة ومحكمة في مثل هذه الأماكن، فلا ينبغي للرجل المعزي أن يرمي بنظره حيث شاء مع وجود نساء مشاهدات أو مشاركات في مواكب العزاء، وكذلك لا ينبغي للمرأة أن تجول بنظرها في صفوف الرجال بتمعن وتفحص، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: «النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفاً من الله أعطاه إيماناً يجد حلاوته في قلبه».

ومثله في الكافي، عن أبي عبدالله الصادق (ع) أنه قال: «النظر سهم من سهام إبليس مسموم».

لباس المرأة:

من المهم أن تستحضر المرأة وهي ذاهبة للمشاركة في مناسبة دينية حزينة أهداف تلك المناسبة وقيمها، كما أن من المهم أن تتفهم أنها حسب فرضنا تشارك في موكب أو عزاء يحضره الرجال كما في العراق والبحرين ولبنان مثلاً، ولذلك عليها أن تختار لباساً يكشف عن حزنها للمناسبة، وأن تنتقي لباساً يمثل جهة من القيم التي استشهد من أجلها صاحب المناسبة بمعنى أن يكون لباساً محتشماً، وليس فيه من الزينة والألوان ما يلفت نظر الرجال.

فمن الواضح تماماً عدم معقولية أن تخرج امرأة للعزاء وهي في لباس يقرب للتزين والفرح، أو أن تكون في لباسها غير محتشمة، وهي تتحرك لمناسبة دينية وقيمية الدافع لإقامتها هو تأكيد روح الفضيلة والصلاح في المجتمع.

الندب واللطم:

هناك بعض الندبيات أو (الردَّاديَّات) كما يصطلح عليها فيها نوعٌ من التأوُّه، أو الكلمات العاطفية التي صاغها شعراء العزاء مليئة بعاطفة جياشة مليئة بالحزن والحسرة، لقد صيغت على شكل خطابات تطلب فيها ليلى من ابنها أن تضمّه وتقبله، أو تتحدث عن الرباب وهي تطلب من طفلها الرضيع أن يشرب من لبنها بعد أن شربت الماء وذرّ صدرها كما يتحدث به بعض الشعراء والرواديد، إلى غير ذلك من المقولات والمقاطع المسموعة في المواكب والمليئة بما يشبه هذه العبارات التي تستدر الدمع والحزن، ومع ذلك فهي غير صالحة لأن ترددها المرأة بمحضر الرجال، إذ ربما توجد بعض الأحاسيس غير الحميدة.

كما أن للرجال طرق عديدة للطم على صدورهم، بعضها هادئ ومناسب للمرأة لأنه لا يخرجها عن وقارها وحشمتها، وبعضها الآخر لا تناسب النساء بمحضر الرجال خوفاً من خروج المرأة بتفاعلها مع العزاء عن حالة الوقار والسكينة.

وفي استفتاء لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني يمكن ملاحظته على موقعه يقول: «ومن العفة أن لا يبدو صوت المرأة في حالة مثيرة للرجال كما يحصل في بعض اللطميات العاطفية الحزينة, ومن العفة أن تحافظ المرأة على وقارها لو أرادت اللطم فلا تلطم بطريقة الرجال, ومن العفة أن لا تمعن النظر في الرجال, وأخيراً من العفة حشمة اللباس».

ختاماً أرجو أن تسعفني الأيام لإكمال هذا المقال...

إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"

العدد 3062 - الأحد 23 يناير 2011م الموافق 18 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 1:55 ص

      اشوف ما في شيء

      اشوف ما فيها شيء النساء تتوجه لتعزية

    • زائر 8 | 1:47 ص

      البدع يالشيخ

      بلامس تطبير لرجال واليوم الدوس على التار لنساء بتقول شعيره

    • بنت بحرون | 1:11 ص

      صح لسانك يا شيخ

      لقد كنت في العراق في زيارة الأربعين في العام قبل الماضي وكان وجود النساء عادياً و غير شاذ في المواكب بسبب التزام النساء بالعباءة الزينبية وبالحشمة والوقار في التصرف و خلوهن من جميع مظاهر الزينة. بالنسبة للبحرين الوضع يختلف، حيث تتعمد كثير من الفتيات، وأغلبهن صغيرات، لبس العباءات الملفتة ووضع الزينة والأهم القيام بتصرفات لا تتناسب مع قدسية المناسبة، لذلك أرى أن الأفضل عدم تواجدهن لمنع الفتنة والمحافظة على قدسية المواكب.

    • زائر 6 | 1:09 ص

      المراة في .......

      شيخنا توجد مواضيع مثل:
      المراة في العمل
      المراة في البيت
      المراة في المدرسة
      المراة في الشارع
      المراة في السوق
      المراة في الحديقة
      المراة في الجيش
      شيخنا هذه مواضيع منتهية الصلاحية، في حياتنا امور اهم العدالة الديمقراطية التعليم .... الخ

    • زائر 5 | 12:45 ص

      يسعد صباحك شيخنا

      موضوعك مثل من سئل عن حرمة قتل البرغوث والدماء تسفك والأعراض تهتك بحق العترة الطاهرة هناك مواضيع وقضايا ملحة في الوقت الحالى عن موضوعك الذي شبعنا منه والحمد لله شعبنا واعي ومتدين ومثقف في هذه الأمور .

    • زائر 4 | 12:18 ص

      شكرا ياشيخ

      جزاك الله خير الجزاء يا شيخنا العزيز
      لاداعي أصلا لذهاب النساء في مواكب الرجال لهن اماكن مخصصة في الحسينيات لا نخلق مبررات لهن حتى يتواجدن في العزاء ، في تركيا بلد العلمانية والكل يرى التركيات كيف يشاركن بكل عفة وحترام لبمادئ الحسين الذي من اجلها قدم الغالي والنفيس ، فلا داعي ان نبرر
      وشكرا

    • زائر 3 | 12:15 ص

      صباح الخير

      المفروض النساء لاتذهب لعزاء الرجال فمآتم النساء تصبح شبه خاليه الا من المخلصات المحتشمات الاتي لم تغرهم هذه الدنيا الفانيه المواسيات لمولاتنا الزهراء وقليل ماهم

    • زائر 2 | 9:21 م

      شكراً..

      خير للرجال أن لا يرين النساء..
      و خيرٌ للنساء أن لا يرين الرجال..
      يقدرون يعزون في المواتم..
      مافي عزا إلا في مواكب الرجال؟!

    • عنب احمر | 8:44 م

      عنب احمر

      في الاساس لاداعي لتوجه النساء الى العزاء
      قيامهم بواجباتهم تجاه الزوج والاولاد افضل بكثير من الذهاب الى مشاهدة العزاء
      حتى المعزين انفسهم لايفقهون معنى العزاء بل لا يؤثر فيهم
      الاهم من العزاء هي الاستفادة بقدر المستطاع من ثورة الامام الحسين من اخلاقها وايثارها وتضحياتها
      ولكن للاسف ظلت عاشوراء مجرد حزن وتنتعي الحكاية كل عام
      استوعبواا يانساااااااااااااء

اقرأ ايضاً