العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ

تفاوض الضعيف

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مساء أمس وأمس الأول كشفت قناة «الجزيرة» جزءاً من 1600 وثيقة عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، واستعرضت تلك الوثائق مداولات بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، تقدم خلالها الجانب الفلسطيني بتنازلات لم يسبق لها مثيل بشأن مدينة القدس، من بينها التنازل عن أجزاء أساسية في البلدة القديمة، وكذلك إرجاء الحديث عن الإشراف على الحرم الشريف، وربما تسليم ذلك إلى لجنة دولية، وهناك المزيد من ما طرحته الوثائق التي ستستمر «الجزيرة»، ومعها صحيفة «الغارديان» البريطانية في نشرها وتحليلها خلال الأيام المقبلة.

النقطة المهمة هي أن المفاوض الفلسطيني - كما أشار المحللون - يبدو ضعيفاً جداً، ومستعداً للتنازل، بل وعرض الخدمات وإطلاق المسمى اليهودي على القدس «أورشليم» من دون أن يأبه لذلك الجانب الإسرائيلي، في الوقت الذي يقف الوسيط الأميركي متفرجاً (ومنحازاً)، حتى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصف الوضع الفلسطيني وكأنه فصل من فصول «التراجيديا الإغريقية»، أي الدراما المأساوية التي تنتهي بمعاناة بطل الرواية المسرحية من المصائب والآلام الفادحة التي تقع عليه.

وإذا كان أحد التحليلات المطروحة لمحتويات الوثائق المسربة أن المفاوض الفلسطيني ضعيف جداً، فإن المؤتمر الصحافي الذي عقده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية(فتح) ياسر عبدربه يؤكد هذا الضعف الشديد، إذ إن أداءه تركز على إلقاء اللوم على الآخرين، وإطلاق عبارات ضد مسئولين في «الجزيرة» وضد أشخاص قابلتهم القناة، متهماً مسربي الوثائق «بشن حملة سياسية ضد السلطة الفلسطينية في محاولة لتشويه موقف السلطة والإضرار بالرئيس محمود عباس بالتزامن مع الحملة التي تشنها إسرائيل بزعامة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان». لقد استخدم عبدربه مصطلحات تذكرنا بالخطاب العربي الذي سمعناه قديماً في الإذاعات (قبل عصر الفضائيات والإنترنت) عندما كانت المعلومات تسير في اتجاه واحد فقط.

المادة التي تطرحها الوثائق ستغير الكثير من الرؤى والتوجهات بلاشك، وهي تصلح أيضاً لأن تكون مادة للأكاديميين لإجراء البحوث التي يمكن من خلالها استخلاص نصائح وإرشادات لمن يفاوض وهو ضعيف، وكيف أن تنازله بالطريقة التي تحدثت عنها الوثائق لا ينفع في شيء سوى في إضعافه أكثر، وإبرازه بمظهر لا يليق أمام الذين يفاوضهم، ومن ثم يظهره بشكل هزيل ومخجل أمام الرأي العام عندما تنكشف الأوراق.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 10:45 ص

      لا انتصار انفرادى على القوة

      التاريخ علمنا وكذلك التجربة ان الطرف الاقوى هو من يفرض شروطه واملاءاته على الطرف الاضعف وهذه لعلها سنة الحياة لذلك من الخطا ان توحى للاخرين بالانتصار على من هو اقوى منك نفوذا وقوة

    • زائر 10 | 5:17 ص

      مقال تاريخ 12 يناير 2011 للدكتور

      دكتور يعطيك العافية، مقال رائع ابداع ،
      يرجى من القراء الكرام قراءة المقال للدكتور عن تونس بتاريخ 12 يناير 2011 فشل التنمية اولا
      ويشوف الاحداث في تونس بتاريخ 14 يناير 2011
      بالنسبة للمفاوض الفلسطيني تسجل تحت بند الخيانة وليس لها عنوان اخر

    • زائر 9 | 4:43 ص

      عشنا و شفنا

      اليوم ظهرت الخبايا من قناة الجزيره عن السلطه الفلسطينيه وهي اليوم لاتعلم كيف ترأب الصدع لان الصدع اكبر من ان يرأب , ولا مصلحه للجزيره غير أنها تريد للرأى العام ان يعلم ما لا يعلم ؟! والدور على من يبجل بالحرب والمحوا من الخارطه وغيره الذي سيمحو تل ابيب , لايكونوا مثل السلطه أو اسوء ... الله يستر من المستخبي ولي جاي .

    • زائر 8 | 3:52 ص

      عاشقة القدس

      "المفاوض الفلسطيني ضعيف جداً"
      صدقت يا دكتور..والضعف اذا وصل الى اقصى درجاته تحول الى خيانة..
      وهذا الكلام ينطبق على امة "لا إله إلا الله" شعوبا وحكومات..
      اسرائيل وعرابتها امريكا تلهي الامة الاسلامية ببعضها البعض وبالشئون الداخلية كي تحقق مآربها وتستحوذ على القدس..

    • مواطن مستضعف | 2:23 ص

      على ذمّة قناة الجزيرة أيضاً!!

      بعض عناصر السلطة الفلسطينية تربطهم بالعدو الصهيوني علاقات و معاملات و صفقات مشبوهات تحت طاولات المفاوضات!!

    • زائر 6 | 1:48 ص

      هذا ما تريده الحكومات العربية وتوابعها من الشعوب الخانعة

      ما يحز في النفس أن الكثير من الشعوب الخانعة تنتقد حزب الله والمقاومة الفلسطنية لأنهم رفضوا التطبيع واختاروا نهج المقاومة وحققوا ما لم تحققه الدول العربية مجتمعة والغريب أن بعضهم ليس لديه سوى كلمة إيران والتبعية لإيران
      على الأقل التبعية لإيران رفعت رؤسكم كعرب وحققت ما لم تحققوه منذ الإحتلال وإيران بمواقفها هذه تدفع الكثير ولكنكم صم بكم عمي

    • زائر 5 | 12:23 ص

      كيف يفاوض وراتبه منهم ؟؟؟

      ذكرتنا دكتور بأيام الدراسة والتي كانت تستخدم عبارات عدة ممتاز وجيد جدا وجيد وفوق المتوسط وضعيف وضعيف جدا حتى اني اتذكر احد المدرسين المصريين عندما قال لاحد الطلبة انت ضعيف جدا واحلق شنبي لو فلحت ونجحت هذه السنة لكن الطالب رد عليه بأنك لايوجد لديك شنب اصلا . ولذلك اقول كما قال الطالب لكنني استبدلها بكلمة اخرى وهي المروءة والشجاعة التي فقدت ممن ارتموا في احضان الصهيونية العالمية فاصبحوا يشاطرونهم التجارة في معضم السلع وما دور السلطة الى دور الشرطي والحامي لتلك الشرذمة والدليل اذهب لترى سجونها

    • زائر 2 | 10:44 م

      جتنا فرص كثيرة لم نستغلها

      والسبب ضعف المعارضة الحالية التي استسلمت وقدمت مزيد من التنازلات بحجج لا يقبلها العقل

    • زائر 1 | 10:06 م

      كفو على الجزيرة

      اهلا دكتورنا العزيز، هناك فئة في العالم دائما ضعيفة لانها ارادت ان تكون ضعيفة، المسيح، البوذيين، الاشتراكيين، اليهود، الشيعة والكثير من الفئات دائما اقوياء في حكمهم الا هذه الفئة من الناس بجلت على الهوان والذل، انظر الى اسرائيل كيف تفاوض، انظر الى ايران كيف تفاوض، انظر الى الصين كيف تفاوض، انظر الى السوفيت كيف يستغلون الفرص و و و و، بالمقابل انظر الينا في كل موقع دائما ضعفاء لاننا اردنا ان نستثري على حساب شعوبنا، والله من وراء القصد

اقرأ ايضاً