العدد 3065 - الأربعاء 26 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ

«التمييز الإسكاني»!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

تعودنا في البحرين أن يتحدث الكثير من المواطنين عن التمييز على أسس مختلفة يصفها البعض على أنها طائفية وآخرون على أنها عائلية أو حتى مناطقية، إلا أننا نقف اليوم أمام تمييز آخر بوابته «بيوت الإسكان»، التي أصبحت اليوم سهلة المنال على بعض المواطنين وعصية على آخرين، فصار لدينا مواطنون درجة أولى يحصلون على منازل العمر من الإسكان وطلباتهم ليست أقدم من 2002، فيما مواطنون آخرون يبدو أنهم من الدرجات الدنيا «إسكانياً»، لايزالون ينتظرون وطلباتهم من 92 و93.

اليوم لا نتحدث عن إشكالية الأقدمية/المناطقية في توزيع لمشروعات الإسكانية، لكننا نتحدث عن مبدأ المساواة بين المواطنين الذي نحر من الوريد إلى الوريد في تحصيل بيوت الإسكان، نتحدث عن العدالة بين المواطنين بغض النظر عن مناطقهم وانتماءاتهم ومذاهبهم وأيدلوجياتهم.

هل يعقل أن تغرق البحرين في مثل هذا النفق المظلم، الذي وان أصبح ذا فائدة على بعض المواطنين، إلا أنه سبب الألم والشعور بالظلم لآلافٍ آخرين، فأية مواطنةٍ عادلةٍ تلك، التي تحظى فيها طلبات إسكان حديثة بمنازل في مناطقهم، فيما يبقى مواطنون آخرون ينتظرون 15 عاماً وأكثر يحلمون ببيت حتى لو على جزر حوار ولا ينالونه؟

كان مشروع امتدادات القرى مشروعاً رائداً، لو أنه سار بالتوازي مع المشروعات العامة أو بالعدالة بين جميع القرى والمدن، أما أن يكون مدخلاً للظلم الاجتماعي والتمييز بين المواطنين فذلك أمر غير مقبول.

ما ذنب أي مواطنٍ إذا لم تحوِ منطقته أو قريته أو مدينته مساحاتٍ خاوية للبناء عليها، فهل يحرم مواطنو العاصمة في المنامة والنعيم والقضيبية والحورة من الإسكان لأن قدرهم جعلهم مواطنين هناك، وهل ينتظر أهالي الرفاع ومدينة عيسى كف القدر لتنتشلهم من سنوات الانتظار لأن أراضيهم العامة شحيحة؟

وهل يبقى الولد أو البنت ينامان مع والديهم إلى أن يصلا إلى طولهم في سترة لأن الحكومة لا تملك مالاً للدفان هناك؟!

أليس جميع المواطنين متساوين؟، أم أن هناك مواطنين درجة أولى، وآخرين في الدرجة العاشرة؟

إذا كنا نتكلم عن «وطنٍ واحد»، فلابد أن يكون هناك «إسكان واحد»، وإذا كنا نلوم الحكومة مرة واحدة على سياساتها في التعامل مع المواطنين، فنحن نلوم النواب عشر مرات لمجاراتها في هذا الأمر، فأصحاب السعادة النواب بدلاً من أن يعيدوا السكة إلى طريقها، تسارعوا وتسابقوا إلى اخذ الغنائم من «الإسكان» كلٌ بحسب طاقته وجهده، وتحولت المشاريع الإسكانية إلى مشاريع امتدادات للدوائر الانتخابية.

اليوم، أغلب النواب شغله الشاغل كيف يستخرج هذه الأرض لأهالي دائرته فقط، ويقاتل الوزارة من أجل إسكان دائرته فقط، وبدل أن يكون هم النائب بحجم الوطن، صار همه حدود دائرته وحدها، وليت كل النواب في ذلك سواء، الدائرة التي حظيت بنائب ضعيف أو باله في وادٍ آخر، يصبح قدر المواطنين فيها أن ينتظروا إلى أن يشاء الله، وقد يسترد المولى أمانته ويبقى الحال هو الحال!

نقول للحكومة وللنواب معاً، آن الأوان لتفكروا بشعبكم لا وفق المناطق ولا الدوائر الانتخابية، اعدلوا بين مواطنيكم، سياستكم الإسكانية خاطئة وقد أرهقت البلاد والعباد وحان الوقت لتراجعوها، بلدنا صغير فلا تشطروه أكثر مما هو مشطّر ومقسم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3065 - الأربعاء 26 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:20 م

      حــســـبـــــنا اللـــــــــــــــــــــه ونعــــــم الوكيل

      حسبنا الله ونعم الوكيل
      حسبنا الله ونعم الوكيل
      حسبنا الله ونعم الوكيل
      ساكنين شقه ايجار ندفع يها 250 دينار
      ومولاقيين نلبس وناكل

    • زائر 9 | 8:06 ص

      فى واحد بخيل !!!

      اقول انا ما اشرب بيبسى ,,, بس اذا ببلاش بشرب ؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 8 | 1:28 ص

      بلد التمييز لا بلد التميّز

      الحمد لله لو أن هناك مسابقة للتمييز في العالم لتبوأت بلدنا الدرجة الأولى من غير منافس إلا ربما إسرائيل وجنوب أفريقيا سابقا ام الأن فجنوب أفريقيا قفزت ولو تدريجيا على هذا الملف وتجاوزته
      أما نحن فهناك تكريس وإمعان في التمييز في كل شاردة وواردة في السكن في الوظائف في الوزارات في المناصب في في إلخ هذا بدل التميّز الذي
      هو مقياس الإرتقاء ويعمل به في كل دول العالم
      وهذا المقيا ملغي لدينا لأنه لا يعمل في ظل التمييز أمران متناقضان

    • زائر 7 | 12:48 ص

      الصالحي

      انا اقول ان طلبات 92 و 93 يرفعون علي الاسكان قضيه في المحكمه مو تقولون احانا في دوله القانون خل القانون ياخذ مجراه وصدقوني بتكسبون القضيه والله يعني معقوله طلبات 2002 يحصل بيت وواحد طلب ماله قبل عشر سنوات عن 2002 ما يحصل وين العدل بين المواطنين وين وزير الاسكان وين الاستاذ ماهر اللي ينصف بين الناس وين او وين....

    • زائر 6 | 11:58 م

      طلبي منذ 1986

      ايها القرا الاعزا الموضوع له صله بالحبرالمنشور منذوايام بتوزيع وحدات اسكانيه الى فئة معينه وهم العسكريين وانا دخلت هذه الفلل وهي بمواصفات عاليه ..انا طلبي في وزراة الاسكان منذ 23فبراير1986

    • زائر 5 | 11:38 م

      حرام ياجماعة

      كل امتدادات القرى صارت لأهلها... وكان من ضمنهم ناس طلبياتهم الاسكانية فوق عام 2000.. معقولة يعني ان صاحب طلب 2003 يحصل بيت وش حلاوته بس لانه مسوين الاسكان في منطقته والناس الباقية مايحصلون على شي بس لانهم خارج عن المنطقة؟...اي وطن هذا اللي نتكلم عنه اذا كل شخص اعتبر قريته حكر عليه... اذا كان جدي..ز فانا اول واحد اطالب بطرد اهالي القرى من العاصمة والمدن... وخلهم يجوفون ليهم بيوت في قراهم

    • زائر 4 | 11:08 م

      انا متزوج 1987

      انا متزوج سنة 1987 وطلبي سنة 1993 والى الان ما في ولا حتى طبيلة هذا عدل يا وزارة الاسكان
      الله كريم وناس سنة 2002 حصلوا على بيوت والعذر ما في مخصصات اسكانية للعاصمة ليش ما قالوا قبل وطلعوا اهالي العاصمة على مدينة حمد وخلوهم في المنامة ولا محرق غير لاهالي المحرق هم مواطنين واحنا اهالي العاصمة مو مواطنين مالنا حقوق او انهم يسون فينا مثل اللي سو حق الاوليين وودوهم مدينة حمد يودونا المحرق

    • زائر 3 | 10:50 م

      !!!!

      عوجة يابو علي والطبق مكشوف!!!
      آآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. تبغي أطول من هالآه

    • زائر 2 | 10:46 م

      تمييز اسكاني في وادي

      كأن اللي يشتغلون كمدرسين و قضاة و دكاترة ليس لهم رب نفس اللي يحمون الوطن .. تمييز وظيفي

    • الروح الهادئة | 10:10 م

      ....

      مقالك يا ولد المدحوب أشجاني .. شوي وأصيح
      مع اني مو من المنتظرين بس والله حرام كل هالتفرقة .. أعرف وحده تزوجت 2009 وحصلت منزل في وادي السيل! والسبب معروف ما ابي اقوله واختي المتزوجة من 98 لحد الآن ما طلع لهم شي! صح ان 98 طلب أجدد من غيره بس الفرق بينه وبين 2009 مقدار 11 سنة
      خلها على الله ..

اقرأ ايضاً