العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ

المصريون... وثورة الحريات

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قراءة الأحداث السريعة والمتتالية التي تحدث في أرجاء مصر منذ الثلثاء الماضي وحتى لحظة كتابة هذا المقال توضح حقيقة مخجلة لواقع عربي صفته الرئيسية حالة الإحباط التي تعيشها الشعوب العربية وخاصة الشباب مع اختناق لمساحات الحرية والضيق في العيش والاستهانة بالكرامة.

المصريون قالوا كلمتهم أمام تهميش وظلم وفساد مستشرٍ وصل إلى حد لا يمكن السكوت عليه، وقالوا وهم يعلمون أن ذلك لن يكلف أكثر مما كلفهم من حياتهم التي ضاعت في صمت لسنوات طويلة.

لقد قمع من قمع وسقط من سقط وعُذِب من عُذِب وسُجن من سُجن، والآن يستنشق المصريون حريتهم ولم يعودوا يقبلون بمصادرة حقوقهم تحت أي عذر كان.

المصريون خرجوا في الشوارع بكل فئاتهم ليعلنوا رأيهم الذي حجر عليه، وليسمعوا من لا يريد أن يسمع صوتهم وخاصة في أوساط الشباب الغاضب الذي لم يعد يهاب الخوف.

العالم المصري أحمد زويل قال لقناة «الجزيرة» أمس بأن الشباب المصري الذي يتظاهر اليوم ليس مؤدلجاً ولا مسيساً. وأضاف بأن «لا يمكن حل الازمة في مصر بتغيير الأشخاص دون تغيير النظام».

كلام زويل يعكس الواقع المستجد، وهو يتحدث عن شباب مصر الذي مل الوعود والمزايدات والاذلال وسياسات الاخضاع التي انهكت الشعب في ظل استمرار عقلية أمنية.

إن ما يريده الشباب المصري في ثورتهم هو انقاذ وطنهم ديمقراطياً، بعيداً عن الايدلوجيات، وهذا يعني أن الشارع العربي انتقل إلى مرحلة جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل. إن البعض تحدث عن جموع من « البلطجة» و»المرتزقة»، ولكن هذه الجموع لا علاقة لهم بالمصريين الشرفاء الذين كونوا لجاناً شعبية لحماية المصالح العامة، والمتاحف، بينما حاول المتضررون من التغيير إشاعة الفوضى والعبث لتبرير عودة القبضة الأمنية، وخنق البلاد حتى من تدفق المعلومات والاتصالات .

لقد قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في دافوس أمس الأول(الجمعة) بأنه لا جدوى من حبس الناس أو تقليل وصولهم الى المعلومات، وأشارت أنه «يجب أن نصل الى حوار سلمي في مصر... استقرار الدولة يشكل بالطبع أهمية كبيرة جداً ولكن ليس على حساب حرية الرأي»

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3068 - السبت 29 يناير 2011م الموافق 24 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 10:20 ص

      ابنتى ريم

      لن يسمح حلفاء مصر العرب والغربيين بما فيهم امريكا واسرائيل بسقوط النظام الحاكم بسهولة وذالك لسببين 1- الخوف على امن اسرائيل وانهيار ما يسمونه عملية السلام التى يرعاها النظام المصرى 2- حتى لا تكون ثورة الشعوب وغضبها نهج وقاعدة لعزل الحكام اذا ما ارادت بالاحتجاجات .

    • زائر 9 | 2:55 ص

      مواطن عربى مسلم

      مذا يريد الشباب غير الوظيفة والسكن والاستقرار فى الحياة وتكوين الاسرة والامان والحريه الثقافيه واحترام من الدولة لهم .
      التحركات والمطالبات لاترجوا اخذا مناصب الحكام وانما يصبون الى التغير الجذرى والعيش بكرامه وعزة وفى اوطن وضمان الحريات الدينيه والثقافيه وعدم مصادرة الراى الاخر واغلاق المواقع بسبب الراى والراى الاخر .
      نرجوا ازالة كلمة لا وممنوع من الديمقراطبات العربيه .

    • زائر 6 | 1:27 ص

      نحن حبات البذار (2)

      نحن نعلمْ أن أطلالَ القبورْ ستُغطِّى ذاتَ يومٍ بالسَّنابلْ وسينْسى النَّاس أحزانَ القرونْ وسينسون السَّلاسلَ والمقاصلْ والمنافي والسُّجونْ وسنكسو الأرضَ يوماً بالزُّهورْ وستأسو الفرحةُ الكبرى جراحاً في الصُّدورْ فرحة النصر إذا جاء الربيع نحن إذ نحيا فمن اجل الربيع وإذا متنا فمن اجل الربيع (الشاعر المصري الراحل نجيب سرور)

    • زائر 4 | 12:28 ص

      عجبي

      الحكومات التي لم ينطق جهازها الرسمي الاعلامي ووقفت على الحياد مفهوم تصرفهم اما الغير مفهوم من بعض الحكومات العربية التي تساند الرئيس المصري ضد الشعب

    • زائر 2 | 11:22 م

      الدول العربية

      رأينا كيف تعامل و تعاطف رؤساء الدولة الغربية مع الشعب المصري وتأيدهم للمظاهرات السلمية الداعية للتغير و كيف طالبوا الرئيس المصري في ترجمة وعوده الى أفعال يلمسه الشعب. و في المقابل سمعنا كيف رؤساء الدول العربية توالت لكي تسأل عن مبارك غير مكترثة لإرادة الشعب الظامئ للحرية و العدالة و العيش الكريم.

    • زائر 1 | 10:39 م

      غريب امر الحكومات العربيه

      ولا حكومه عربيه وقفت بصدق مع الشعب المصري الأبي واعجبي حتى من الصحافه العربيه كتاباتها خجوله بما يجري في مصر !!! شكرا لكي يا ريم الورده على مقالك الجميل

اقرأ ايضاً