العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ

«السوريالي الأول» للعيبي أصدرته «الدوسري للثقافة»

صدر حديثاً عن مؤسسة الدوسري كتاب «السوريالي الأول» للكاتب العراقي شاكر لعيبي.

يقع الكتاب في 175 صفحة من القطع المتوسط ويتناول الكتاب أبي العبر الهاشمي سوريالياً، ضم الكتاب أشعاره النثرية وجاء بمقدمة غنيّة يقول فيها الكاتب:

«بين حقبةٍ وأخرى من تطوّر الشعر العربيّ الحديث يُعاد الاعتبار لظواهر أدبيّة قديمة و»شعريات» مُهْمَلة كما لأصوات ظلتْ حتى الحين مركونة جانباً، وفي أحسن الأحوال اعتبرتْ طرفةً لا غير. نتذكر في هذا السياق العودة المحمومة للشعر والنثر الصوفيين (النفري مثلاً)، وللشعراء الزنادقة، ولأدب الرحلة الثري الغنيّ، وللأدب الأيروتيكي، حكايةً وشعراً ونثراً، وغير ذلك من الأنواع الشعريّة والسرديّة العربية (المقامات، وألف ليلة وليلة....) التي فُحصتْ من جديدٍ على ضوء المتغيّرات المفهوميّة والنظريّة واللسانيّة المُحايثة.

إن لهذه العودة أكثر من دلالة في تاريخ الأفكار والأنواع الأدبية، لأنها تشير إلى أن السيادة التي تُمنح عادةً لنوعٍ أدبيّ أو ضربٍ شعريّ أو ممارسةٍ وجوديةٍ ليست مطلقة الأهمية، وأنه لا يجب فهمها إلا في سياق لحظةٍ سريعةٍ من التاريخ. هذا الأخير يمكن أن يعيد ترتيب الأولويات بل بإمكانه قلب الطاولة مُظْهِرَاً ما لم يكن يُرَى من العناصر المخفيّة تحتها.

وفي الحقيقة بَرْهَنَ تاريخ الشعر العربيّ أن هناك الكثير من الظواهر والنصوص المهمَّشة مما يمتلك قيمة نصيّة عالية ومما يُقدِّم الأدلَّة على مُناهَضَةٍ شبه تامةٍ للأسلوب المنمَّط الثابت الذي قُعِّد بوصفه (الأسلوب الوحيد) الرفيع الجدير بالنهج على منواله. تلك النصوص تقف على شاطئ بعيدٍ مهجورٍ، بينما تقف على الشاطئ المقابل المُزدَحم، النصوصُ الجاهزةُ الوفيرةُ الغزيرة. ثمة مغزى لن يفوت على أحد يقع في أننا لن نتذكَّر اليومَ الكثيرَ من شعراء النمط والعمود المُقِيْم. سيتساءل المرء كيف أنه لا يعرف أو يعترف بشاعرٍ مثل العباسيّ محمود الوراق رغم أن كبار مؤلفي ونقاد العصر أمثال المبرد والأصفهاني والجاحظ والتوحيدي والعسكري والوشّاء والجرجاني والدينوري والثعالبي وابن الشجري وابن المعتز والسيوطي كانوا يستشهدون بشعره، لأنه فحسب كان يتبع النهج المقبول والحكمة المزعومة».

ويضيف المؤلف: « لعل أبا العبر مثال على هذه (المُناهَضَة) التي يجب أن نقول إنها كانت «واعية»، الأمر الذي يمنحه أهمية مُضاعَفَة في سياق تاريخٍ شعريٍّ يُنافح عن فخامةِ اللغة ورصانتها من جهةٍ، ويَرْكُن من جهة أخرى، إلى عقلنة المعاني. إزاء الرصانة ذهَبَ نحو الرطانة، وأمام العقل فضَّلَ عالماً خارجاً مما يمكن أن يسميه علماء النفس (باللاوعي) وإنْ بأشكاله الجنينيّة الملائمة لزمنٍ مضى».

يعتبر هذا الكتاب بحثاً غنياً للمكتبة العربية اذ يتناول جانباً مهماً من الدراسات التاريخية حداثياً ويسلط الضوء على جزء مهم من ثقافتنا العربية بالرجوع إلى ظواهر أدبيّة قديمة و»شعريات» مُهْمَلة كما عبر عنها مؤلف الكتاب في مقدمته.

العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً