العدد 3080 - الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 07 ربيع الاول 1432هـ

عدم تخلي الجيش عن مبارك قد يؤلب عليه المتظاهرين

مع اعلان دعمه لعملية انتقالية للسلطة تتفق مع مخططات الرئيس حسني مبارك يبدو ان الجيش المصري يلعب ورقة الولاء للمؤسسة الحاكمة غير انه ربما سيكون من الصعب عليه السير في هذا الخط في مواجهة غضب المتظاهرين كما يرى المحللون.
وتؤكد بيانات المجلس الاعلى للقوات المسلحة الدور الحاسم للمؤسسة العسكرية في حل الازمة الا انها لا تبدد التساؤلات الكثيرة المتعلقة باستراتيجيتها وباحتمال وجود صراعات داخلها.
فقد اعلن الجيش في "بيانه الثاني" الجمعة انه "في اطار ما تقرر من تفويض للسيد نائب رئيس الجمهورية من اختصاصات وايمانا من مسؤولياتنا الوطنية بحفظ واستقرار الوطن وسلامته قرر المجلس الاعلي للقوات المسلحة ضمان تنفيذ" الاصلاحات التي تعهد بها الرئيس المصري.
لكن البيان الذي قراه الناطق باسم الجيش على شاشة التلفزيون لا يتضمن اي تشكيك في بقاء رئيس الدولة في منصبه حتى انتهاء فترة رئاسته في ايلول/سبتمبر المقبل.
كما يؤيد البيان تفويض الرئيس لنائبه عمر سليمان صلاحيات رئاسية وهو الاجراء الذي يعتبره الكثيرون ذرا للرماد في العيون ومجرد خدعة تتيح لمبارك البقاء في منصبه والاستمرار في الامساك بخيوط اللعبة.
وكان رد فعل المتظاهرين، الذين توافدوا على وسط القاهرة اليوم للمشاركة في جمعة اخرى من التظاهرات الحاشدة، سلبيا على اعلان الجيش حيث راوا فيه رفضا للتخلي عن رئيس في الثانية والثمانين منبثق من صفوفه ويحكم البلاد منذ قرابة الثلاثين عاما.
وقال احد المتظاهرين لمجموعة من الجنود "خيبتم ظننا بعد ان علقنا عليكم كل امالنا". وحتى الان لم يتدخل الجيش لاخراج المطالبين برحيل مبارك من ميدان التحرير الذي يحتلونه ليلا نهارا منذ اكثر من 17 يوما.
ويرى معهد ستراتفور المتخصص في القضايا الاستراتيجية ان الاهم بالنسبة للجيش المصري هي المحافظة على النظام الذي يشكل هذا الجيش عموده الفقري اكثر من انقاذ ماء وجه الرئيس مبارك.
كما ان اصرار الرئيس على البقاء في منصبه "يثير ازمة كبرى للجيش المصري" حيث ان "هدفه ليس انقاذ مبارك لكن انقاذ النظام الذي ارسى دعائمه الزعيم جمال عبد الناصر" بعد الاطاحة بالملكية عام 1952.
ويرى معهد سترتفور ان الجيش يواجه ثلاثة خيارات:
- "عدم التدخل" في التظاهرات التي يمكن عندها ان تتخذ شكل العصيان.
- استخدام "القوات والمدرعات لمحاولة احتواء المتظاهرين مضحيا بصورته دون ان يضمن ايضا انقاذ النظام".
- "تدبير انقلاب والاطاحة بمبارك" اذا كان ذلك يحول دون غرق النظام او اطلاق النار على المتظاهرين.
ويرى عماد جاد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والدولية ان الجيش ما زال يسعى الى "الظهور كضامن وكوسيط" حتى لا يجد نفسه امام خيارات جذرية.
واضاف "هو يعلم ان النظام فقد المصداقية التي نجح هو في المحافظة عليها".
ويرى الخبير السياسي عمر الشبكي ان بيانات الجيش "لا تعكس دعما لمبارك كشخص وانما لانتقال السلطة من خلال عملية دستورية" لا تعرض النظام للخطر.
الا انه "ليس واثقا من ان ذلك سيكون كافيا" لاعادة الهدؤ لانه ايا كانت جهود الجيش للعدم التخلي عن مبارك فانه الرئيس "يبدو دائما متاخرا عن الاحداث" وفقا للشبكي.
وقال ان "الطريقة التي تحدث بها الخميس" عند اعلان تفويض صلاحياته لنائبه دون ان يترك منصبه "كانت مؤسفة ومتعجرفة".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً