العدد 2444 - الجمعة 15 مايو 2009م الموافق 20 جمادى الأولى 1430هـ

قاسم: مصلحة البلد تقتضي حوارا منتجا

أكد الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أن «مصلحة البلد وأمنه وتقدمه، بحاجة إلى حوار منتج في انتظار الإصلاح، لا أي نوع كان من الحوار ولو كان استغلاليا واستغفاليا وتهدئة للخواطر».

وقال قاسم: «إن الإصلاح أصبح ضرورة سياسية وليس مطلبا شعبيا فقط، وكل يوم يتأخر فيه الإصلاح يترك انعكاسات خطيرة غير محسوبة على واقع الساحة».


في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق:

قاسم: كل المناورات السياسية بلا إصلاح عملي لن تجدي نفعا

الوسط - عبدالله الملا

أكد الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أن الإصلاح أصبح «ضرورة سياسية وليس مطلبا شعبيا فقط، وكل يوم يتأخر فيه الإصلاح يترك انعكاسات خطيرة غير محسوبة على واقع الساحة. وقد يكون الحوار مقدمة منتجة للإصلاح، لكن قد يكون حوارا ولا ينتج، فالحوار ليس مقدمة منتجة حتما، وكل المشكلة في غياب الإصلاح المتوقف على الإرادة السياسية ممن يملكون القرار، وهذه الإرادة لا تتوقف على الحوار، وقد تتخلف عن الحوار المفعل - لو فعل - وهذه قضية لها أكثر من شاهد عملي صارخ، وأن الحوار قد يكون والنتيجة تأتي على مستوى الصفر».

ونوه قاسم في ثنايا حديثه بأن «مصلحة البلد وأمن البلد وتقدم البلد، في انتظار الإصلاح، لا أي نوع كان من الحوار ولو كان استغلاليا واستغفاليا وتهدئة الخواطر، ومهما كان فإن كل المناورات السياسية بلا إصلاح عملي، لن تجد نفعا بين الأزمات القائمة بين الحكومات والشعوب».

وتطرق قاسم إلى ما تعرض له المواطن جعفر كاظم إبراهيم من ضرب مبرح أخيرا، مشيرا إلى أن «الضرب المبرح المدمي لجعفر بن كاظم إبراهيم، وبالطريقة التي حدثت له واختطافه وحوادث أخرى، يعني تدشينا لمرحلة من الفوضى الأمنية التي تهدد المواطنين في هذا البلد. فاليوم خطف وضرب في الشارع، وغدا يرى المواطنون جثثا في الشارع على غرار ما يحدث في العراق على اختلاف الفاعل».

وتابع «رواية الداخلية ضعيفة للحادث هزيلة جدا لا تصمد أمام الرأي، فرجل في الأربعين تختطفه سيارتان، تعترضه سيارتان، يضرب ضربا مبرحا أولا في منطقة مأهولة، ويقاد إلى مكان مجهول وهو معصوب العينين، ويضرب إلى حد غيابه عن الوعي، ثم يعاد إلى المنطقة التي اختطف منها، وكل هذا من أجل سرقة هاتف، وهذا كلام لا يصدقه الأطفال فضلا عن الرشد. هذا والرجل لا يعرف له عدوا خاصا ولا يتهم أحدا من الناس العاديين كما هو تصريح الوزارة عنه».

واستطرد «الحادث كلام من ابن عم الكلام - لغة غير مباشرة - ولغة مجازية عملية عدوانية من جنس لغة إياك أعني واسمعي يا جارة، وهي لغة لشعب بكامله، والداخلية التي تجيد أن تضع يدها في كل الفاعلين في القضايا الأمنية التي تمس أمنها، عودتنا أنها لا تجيد الصنع في أمن المواطن العادي والتي تكررت، فهل تعمل هذه المرة لكشف النقاب عما جرى للرجل الأربعيني والجهة التي استهدفته؟ هل من جهة محايدة لتقصي الحقيقة؟ إذا كان ذلك فله دلالة، وإذا لم يكن كذلك فلعدم كونه دلالة، ولنرى ماذا ستفعله الداخلية».

وانتقل قاسم للحديث عن حملة مناهضة التجنيس قائلا: «ملف التجنيس واحد من ملفات الأزمة التي تؤرق هذا الشعب وتسحق مصالحه، والحملة الوطنية لمناهضة التجنيس جهد يبذل على طريق حل هذا الملف، فمقدار اهتمام الشعب للتجنيس واحتراقه بنارها، فعليه أن يبذل أقصى جهد في صالح التخلص من هذه الأزمة».


تكفير المسلمين

وتوجه قاسم بحديثه إلى ما عنونه «تكفير المسلمين» مشيرا إلى أن «الحكم بالإسلام أو بالكفر من أخطر الأحكام، وهما حكمان موضوعهما واضح في الكتاب والسنة، والحكم على أي أحد بالكفر من أكبر العدوان إذا تجاوز كتاب الله وسنة رسوله (ص) وهو جاهلية وفتنة كبرى. أما أن يحكم أحد الناس من موقع ديني رسمي كبير على ملايين المسلمين بالكفر على مسمع من العالم كله فضلا عن المسلمين فهو فتح باب شر كبير على الأمة، وإعلان حرب على أبنائها وإباحة للدماء والأعراض والأموال التي حرم الله وصانتها شريعته، وفي ذلك أكبر خدمة للكفر المتربص بالإسلام والمسلمين».

وتابع «في الوقت الذي ننكر بأشد درجات الإنكار التعاطي مع السب واللعن والطعن بين المسلمين صحابة كانوا أو غير صحابة، فإن التكفير بالمسلم لجريمة أكبر وأخطر، ولو كان التكفير من السهولة بحيث من سب مسلما أو لعنه ظلما حكم بكفره لخرج من الإسلام خلق كثير من المذاهب وفي كل العصور ولخرج عدد كبير من الصحابة أنفسهم عن الإسلام».

وقال «عجبا أن يحكم ذوو المناصب الدينية الرسمية الكبيرة بالكفر على ملايين المسلمين المصلين الصائمين الملتزمين بأصول الإسلام وفروعه، ببرودة أعصاب حكما فاسدا في كلٍ من كبراه وصغراه. فكبراه، وهي أن من سب مسلما كفر، مخالفة لقواعد الإسلام وأحكامه بالضرورة، وأما من حيث صغراه وهو أن علماء الشيعة يسبون ويشتمون ويتعبدون بلعن الصحابة، فأنّى لصاحب الفتوى أن يتيقن بأن كل عالم شيعي شغله وتعبده بالسب والشتم لهذا وذاك من الصحابة. أليس هذا من الرجم بالغيب، هذا العالم الشيعي في بيته، وما أدرى هذا المفتي والمتفوه بالباطل أنه يتعبد بشتم هذا الصحابي وذاك، حتى يعطي حكما كليا بكفر كل عالم شيعي. ولو تواجهت جوامع المسلمين ومساجدهم بالتكفير، لاحترقت هذه الأمة في أيام، ولم يمهلها عصف الفتن عن الهلاك أكثر من ذلك».


داعيا قادة الرأي والعلماء إلى إشاعة ثقافة التسامح بين الناس

الجودر: لا نرى حوارا جديا ولا أطروحات وطنية

قال خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر، في خطبة الجمعة أمس، «في هذه الأيام تطرح مسألة الحوار الوطني، هذه الدعوة الكريمة التي أطلقها جلالة الملك قائمة على أساس في التحاور مع فئات المجتمع، أولا: أن يكون حوارا عقلانيا متزنا يراعي مصالح الوطن والمواطن وأوضاع المنطقة المتوترة، ثانيا: أن الحوار يجب أن ينطلق من السلطة التشريعية بغرفتيه (النواب والشورى)، ثالثا: أن تسبقه شروط مانعة أو محاولات اقصائية لبعض القوى والفعاليات»، مستدركا «أما وقد قاربنا الشهر من الإعلان عن الدعوة للتحاور الوطني فإنا لا نرى حوارا جديا، ولا نرى أطروحات وطنية».

وأضاف الجودر «الأغرب أننا نسمع بعض الفعاليات المجتمعية وهي تضع شروطا تعجيزية أو مشاريع استباقية في محاولة منها لعرقلة الحوار الوطني». قائلا: «إن على قادة الرأي والعلماء والدعاة إشاعة ثقافة التسامح بين الناس، قولا وعملا، بالزيارات واللقاءات والحوارات، فهذا هو الأساس في استقرار الدول والمجتمعات». وأوضح «لقد أرسل الله تعالى لهذه الأمة نبيا ورسولا يأمر بالعدل والقسط والإنصاف، وينهى عن الظلم والجور والتعدي، (لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)، نبي هذه الأمة يدعو للتعايش الإنساني والتسامح الديني بين البشر باختلاف أديانهم ومعتقداتهم وألوانهم وألسنتهم، فالجميع من نفس واحدة، وعالم اليوم أحوج ما يكون لهذا التسامح الديني، فجميع الصراعات والحروب كان منشأها ذلك التعصب الديني، أما اليوم والعالم يسعى للأمن والاستقرار بعد أن تحول إلى قرية صغيرة بسبب ثورة التكنولوجيا وتقنية المعلومات فإن التسامح أصبح هو نقطة الارتكاز في العلاقات بين شعوب العالم، والإسلام بمبادئه وقيمه وتعاليمه العظيمة قد ربى أتباعه على ثقافة التسامح مع المختلف عقائديا ومذهبيا وفكريا، فقد جاء عن نبيكم محمد (ص) انه قال: (دخل رجل الجنة بسماحته)».

وختم بالقول: «إننا اليوم في حاجة ماسة لإشاعة ثقافة التسامح بين البشر، التسامح الديني بأن نحترم أديان الآخرين، وشعائرهم الدينية، وممارساتهم الثقافية»، فهذا عمر يطبق التسامح الديني بوضع الوثيقة العمرية للنصارى في بيت المقدس قائلا فيها: (أن لا تسكن مساكنهم ولا تهدم ولا ينقص من أموالهم شيء ولا يكرهون على دينهم). وإذا طرح التسامح فإن الحوار يسير في جانبه».


القطان يدعو إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم

دعا خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان أمس إلى الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم، مشيرا إلى أنهم من أهم الفئات. وأكد ضرورة تأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.

وقال: «اهتمت الشريعة بأفرادها، وأمرت بالعدل ووجهت لإعطاء كل ذي حق حقه، فالمجتمع المسلم كل فرد فيه جزء لا يتجرأ منه، يتمتع بكامل حقوقه». وأكد أن «ذوي الاحتياجات الخاصة، هم شريحة من شرائح المجتمع وفئة عزيزة من فئاته على قلوبنا. ولهم حقوق أخرى انفردوا بها لحاجتهم. وينطلق حقهم أولا من أسرهم التي نشأوا فيها، فالواجب على الأسرة من مؤسسيها الزوج والزوجة حسن الاختيار عن الرغبة بالزواج، لأن الوراثة سبب رئيسي للإعاقة، فالطفل قد يرث الإعاقة من قرابته... ومن حقوق الولد على والديه مراعاة الاستقامة والسلامة من العيوب».وتابع «ثم تأتي أهمية العناية بالمولود منذ أن يكون جنينا في بطن أمه، وحمايته من الإعاقة، فقد أباح الإسلام للحامل أن تفطر إذا خافت ضررا على ولدها، ومن هنا لابد على الأم أن تحافظ على جنينها وتبتعد عن كل ما يؤثر على تكوينه، فتعاطيها للتدخين والخمر والمخدرات سبب رئيسي للضرر، ثم إن تعاطيها للدواء من دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى ولادته معاقا». وأضاف «لذلك ينبغي على الأبوين الحرص على سلامة الجنين(...) وإذا رزق الله الوالدين الولد وكتب له الله تعالى أن يكون معاقا، فعليهما أن يعملا على تأهيله، وعلى المجتمع أن يعمل على أن يكون هذا العضو فاعلا في المجتمع. ولقد ساوى الدين الحنيف بين السليم والسقيم والصحيح والمعاق، ولم يفرق بين أحد منهم في الحقوق والواجبات. وقد أكد النبي (ص) هذا الأمر: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). ونهى الإسلام المؤمنين عن السخرية أو الاستهزاء بأي فرض بسبب ألم أو عاهة ألمت به».

وأرد ف القطان «لهذا يا عباد الله، فإننا نقول بكل اعتزاز إن الإسلام والمجتمع المسلم هو أول من اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، ورفع عنهم الحرج والمشقة، وسعى إلى تحسين الصورة القاتمة في المجتمع والمساواة في الحقوق والواجبات إلا ما دعت الحاجة إليه، وبين الإسلام أن البلاء الذي ألم بهم إنما هو ابتلاء من الله تعالى الخبير الحكيم وهو أرأف بعباده من الوالدة على ولدها. أيها المؤمنون، إن الإسلام ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة مختلفة جدا عن نظرة الأمم الأخرى، وأصحاب العاهات يجب أن يلقوا من الدولة والمجتمع كل الرأفة والرحمة، تأسيا بقوله (ص): «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

وأضاف «احتل المعاق في الحياة الإسلامية مكانته اللائقة به، ولعب الكثير منهم دورا مهما، ونرى الصحابي الجليل عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن حتى أصبح مرجع الأمة في العلم الشرعي على مر الزمان، وأصبح المبصرون يسألونه في المسائل على رغم ملكهم للبصر. ونرى الصحابي الجليل عمر بن الجموح، وكان رجلا شديد العرج، وكان له أربعة أبناء يشهدون مع الرسول (ص) المشاهد، وعندما كان يوم أحد حبسه أبناؤه وقالوا له إن الله عذرك، وأتى رسول الله (ص) يقول إن أبناءه حبسوه لكي لا يلتحق برسول الله (ص) وقال: أتمنى أن أدخل بعرجتي هذه الجنة. وأخذ موقعه في الجيش في مقدمة الجيوش حتى سقط شهيدا. وهذا صحابي آخر، معاذ بن جبل، يختاره الرسول (ص) ويرسله إلى أهل اليمن ليستخدمه عليهم. ولم يقتصر هذا السلوك من الاحترام على عهد النبوة بل تجاوزه إلى عصر الخلفاء والدول الإسلامية».

العدد 2444 - الجمعة 15 مايو 2009م الموافق 20 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً