العدد 3084 - الإثنين 14 فبراير 2011م الموافق 11 ربيع الاول 1432هـ

صلاح حسين: نروج للثقافة بأسلوب محبب... و «قليل دائم خير من كثير منقطع»

«اقتصاد المعرفة» في سوق «المقاصيص»... صاحب أول مشروع بيع للكتب المستعملة

صلاح حسين يرتب الكتب في مكتبته
صلاح حسين يرتب الكتب في مكتبته

ارتبط اسم سوق المقاصيص أو «السوق الشعبي» كما يحلو للمتأنقين وصفه ببيع الخرداوات والمعدات المنزلية والكهربائية والملابس والطيور ونحوها بأسعار زهيدة، غير أن الشاب صلاح حسين أعطى مفهوماً جديداً ومبتكراً لتسويق المعرفة انطلاقاً من سوق المقاصيص التي ترتادها مختلف الطبقات الاجتماعية بغرض التجول في ربوع هذه السوق النابضة بالحياة للشراء أو لمجرد الفرجة فحسب، «مكتبة صلاح الشعبية» باتت اليوم محطة يقصدها أكاديميون وشعراء ومثقفون وكتاب وأساتذة وطلاب جامعة وصحافيون في قلب هذه السوق، فما هي قصة هذه المكتبة التي اكتسبت فرادتها بحكم موقعها وأسعارها؟ هنا لقاء مع صاحب المكتبة صلاح حسين:

الأخ صلاح منذ متى وأنت تمارس مهنة بيع الكتب المستخدمة؟

- بدأت عملي في سوق المقاصيص كبائع أدوات منزلية منذ العام 1997 لفترة بسيطة، ثم أخذت اعرض بضعة كتب للبيع الى أن جاءني صاحب مكتبة الأندلس، وعرض علي شراء مكتبته لتصفية المشروع، ترددت في البداية ولكن عدد الكتب والسعر الزهيد الذي طلبه مني شجعني على خوض المغامرة، وفعلاً قمت بشراء الكتب التي ملأت 4 شاحنات بمبلغ لا يتجاوز 3000 دينار وكانت هذه صفقة مربحة ومن هنا كانت البداية.

الغريب في مشروعك أنه مرتبط بمكان يقصده الناس للتبضع في أشياء بعيدة عن الثقافة والتعليم وما شابه... ما مغزى اتخاذك لسوق المقاصيص مقراً لنشاطك التجاري؟

- على العكس، هناك إقبال كبير من قبل جميع الشرائح الاجتماعية التي تقصد هذه السوق لشراء الكتب وهذا ما تشهد به التجربة، أحاول أن اعرض الكتاب وأقوم بتسويقه بطريقة محببة الى الزبون والاهم من كل ذلك أقوم ببيع الكتب بأسعار زهيدة وقد تكون رمزية جدا.

من هم زبائنك في الأغلب؟ وهل لديك زبائن من خارج البحرين؟

- زبائني من الشرائح الاجتماعية كافة، من نواب في البرلمان، وأساتذة جامعة ومعلمون وكتّاب وشعراء وصحافيون كما ان هناك شريحة كبيرة من طلبة الجامعة من كلا الجنسين، أما بخصوص زبائني من خارج مملكة البحرين، فأكثر زبائني من السعودية والكويت وقطر، ولدي تواصل مستمر معهم إذ أقوم باطلاعهم على جديد الكتب التي تصلني.

من أين تأتي بالكتب وهي في غالبيتها كتب مستخدمة كما ألاحظ؟

- أتعاون مع مكتبات تجارية، فلي تعاون وثيق مع عدد من المكتبات التي تبيعني الكتاب الذي يعاني من صعوبة في التسويق، فأقوم بشراء كميات كبيرة منه بسعر مناسب، وأنا بشكل عام أملك «قلبا قويا» في المجازفة، فعدد كبير من صفقاتي مع أصحاب المكتبات التجارية اعقدها بكم الكتب وليس بالكيف، بمعنى انني أتفاوض على السعر مع صاحب المكتبة ولكني في النهاية اعطيه السعر الذي احدده من دون أن أقوم بفتح الصناديق الكارتونية، وهذه طبعا مجازفة كبيرة، فإما أن تكون الكتب نفيسة وقابلة للتسويق وإما أن تكون كتباً لا قيمة لها ولكني ولله الحمد أوفق في اغلب الأحوال... طبعا هناك نوعية أخرى من الكتب هي الكتب المستخدمة فكثير من أصحاب المكتبات الخاصة يبيعون كتبهم بأسعار مناسبة وأقوم ببيعها بنصف أو ربع القيمة الحقيقية للكتاب، وهكذا يجري العمل.

ألاحظ أنك استحدثت ركنا خاصا بالقرطاسية وكتب الأطفال؟ هل هو مؤشر إلى صعوبة في تسويق الكتب؟

- لا أبدا، ولكن من المهم أن يحصل الزبون على كل ما يطلبه من مكان واحد، تنويع النشاط أمر ضروري للحفاظ على التنافسية وكسب نوعيات جديدة من الزبائن، أقوم مثلا ببيع كتب الأطفال بمبلغ 100 فلس وأرى أنه «قليل دائم خير من كثير منقطع». ومن هذا المنطق أدعو وزارة الثقافة إلى أن تدعم نشاطنا، فنحن نؤدي خدمة وطنية جليلة وأتمنى من الوزارة أن تقوم بتوفير الدعم والمساندة اللازمة من خلال إشراكنا في معارض الكتاب من دون رسوم. وفي الحقيقة ان الإعلام بجميع أشكاله لم يقصر معي، فقد كتبت معظم الصحف عن المكتبة وكذلك تلفزيون البحرين أجرى معي لقاء كما أن لي مشاركات عديدة في راديو البحرين.

ألا تعاني سوق الكتاب من ركود برأيك؟

- هذا الكلام صحيح الى حد كبير، الإنترنت اليوم طغى على اهتمامات الشباب، واصبح الشاب يحصل على المعلومة بشكل سهل وسريع، ناهيك طبعا عن السعر المكلف نوعا ما للكتب، فدور النشر اليوم تبالغ في سعر بيع الكتاب بحكم غلاء كلفة إنتاج الكتاب وارتفاع سعر الورق. من هنا نحاول أن نقدم أسعاراً تنافسية نضمن بها حالة الرواج والانتعاش للكتب والثقافة في أوساط الشباب والمهتمين.

طيب دعني أسألك... أنت تعمل في مجال بيع الكتب ولكن هل تقرأ؟ هل تعرف عن المنتج الذي تبيعه؟

- نعم أقرأ... ودائما يوجد في سيارتي كتاب أقرأه وقت الفراغ.

ماهي المجالات التي تقرأ فيها؟

- أقرأ في الأغلب في مجال علم النفس والأدب لأنها تساعدني في التعامل مع الزبائن والناس وتعطيني أفكاراً لمشاركاتي المنظمة في راديو البحرين.

ماهي قصة مشاركاتك في راديو البحرين؟

- أشارك في اغلب البرامج التي يبثها راديو البحرين، الثقافية والدينية والاجتماعية، واحب كثيراً توجيه النصائح للمستمعين وخصوصا الشباب مثل ضرورة استغلال الوقت والابتعاد عن المخدرات والممارسات الخاطئة واملك 162 شريط كاسيت لمشاركاتي الصوتية هذه.

أخيراً ماهي ابرز المواقف الطريفة التي تعرضت لها في نشاطك بالمكتبة؟

- من اطرف المواقف التي أتذكرها أن احد المعلمين كان يأتيني بشكل أسبوعي لكي يشتري الكتب، وكان في كل مرة يدخل في مساومة شرسة معي حول سعر الكتاب، ثم يشرع في تصفح الكتاب ويقول كيف تطلب مني سعرا مرتفعا والكتاب لا توجد فيه صفحة 25؟ فاضطر الى بيع الكتاب له بسعر رمزي جدا... إلا أن الحادثة صارت متكررة بنحو يثير الشك، بعدها كلفت أحد الأصدقاء بمراقبته واكتشفت أنه يقوم بتمزيق ورقة من كل كتاب يريده ويضعها في جيبه.

زبون آخر كان يأتيني بكتب ويعرضها علي للبيع، فأقوم بشرائها الى أن اكتشفت في إحدى المرات ان الكتب التي يبيعها كان يسرقها من مكتبتي، وقد اشتريت منه بمبلغ يصل الى 600 دينار.

العدد 3084 - الإثنين 14 فبراير 2011م الموافق 11 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:34 م

      بحراني

      الله يعطيك الصحة والعافية ياااارب

    • زائر 1 | 9:26 ص

      صراحة انسان خلوق في تعاملة مع الزبائن

      و الاسعار مناسبة
      و احب اقدم له الشكر

اقرأ ايضاً