العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ

تصعيد حملة مكافحة عولمة الليبرالية الجديدة

حظيت منظمات المجتمع المدني الأوروبي الناشطة في مكافحة عولمة الليبرالية الجديدة، بتأييد عريض لمطالبها القوية في وجه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية العالمية الجارية، وذلك أثناء دورة المنتدى الاجتماعي العالمي في داكار (6 - 11 فبراير/شباط 2011)، التي تعد خطوة جديدة نحو «عالم آخر ممكن».

وفي هذا، تستند شرعية مطالب المنظمات المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي إلى الدعم الهائل التي تتمتع به من جانب العمَّال والفلاحين في جميع أنحاء العالم، ومؤخراًَ إلى تأييد حكومات اعتادت حتى وقت قريب على مناصرة ظاهرة عولمة الليبرالية الجديدة.

وأعرب هوغو براون من منظمة «فرض الضرائب على المعاملات المالية لمساعدة المواطنين» (أتاك) عن ارتياح المجتمع المدني الأوروبي «لتأييد الحكومات الأوروبية مطالبنا الأساسية، مثل فرض ضريبة على المعاملات المالية».

لكنه حذر في حديثه لوكالة إنتر بريس سيرفس من أنه «على الحكومات الأوروبية أن تدرك أن الأزمة العالمية لا يمكن حلها بمجرد إعلانات نوايا. النظام (القائم) لا يمكن إصلاحه، ولابد من استبداله بنظام آخر».

يذكر أن «أتاك»، العضو المؤسس للمنتدى الاجتماعي الأوروبي، واحدة من أبرز هيئات المجتمع المدني المعارضة لليبرالية الجديدة، والمطالبة بفرض ضرائب على المعاملات المالية لمساعدة المواطنين في مختلف البلدان على مواجهة تداعيات الأزمة العالمية.

وتكمن المبادرة في اقتراح طرحه الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، جيمس توبين، يدعو إلى تقاضي رسوم صغيرة على جميع المعاملات المالية المضاربة، لتمويل مشروعات التنمية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

وتعليقاً على بعض الأقوال بأن المنتدى الاجتماعي العالمي هو «سوق أو معرض للمنظمات غير الحكومية» دون تأثير حقيقي في السياسة العالمية، قال براون، إن المنتدى يحتاج إلى تعبئة الأهالي وتوعيتهم إلى أن الوسيلة الوحيدة لحمل الحكومات والشركات على تغيير سلوكها، هي الضغط الشعبي الجماعي والمنظم.

هذا، وقد أصبح الوعي بتداعيات الأزمة العالمية ومواجهة نظام الليبرالية الجديدة، محط اهتمام متصاعد في سياق أبرز القضايا المطروحة على المنتدى الاجتماعي العالمي على مدى العشر سنوات الأخيرة، بما يشمل رفض التجارة الحرة وإدانة الزراعة المكثفة وخصخصة الخدمات العامة.

ومن هذه القضايا مطالب العمَّال المعدمين والذين لا يملكون الأراضي في البلاد النامية، ورفض الزراعة المكثفة والإنتاج الصناعي للمواد الغذائية، والمصاعب الناتجة عن الأزمة البيئية العالمية.

فقد نفذت الدول الصناعية، خلال النصف الأول من العقد الماضي، مذهب رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، القائل بأنه «لا بديل» لعولمة الليبرالية الجديدة، فيما تمسك المنتدى الاجتماعي العالمي منذ بدايته بمبدأ «عالم آخر ممكن»

العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً