العدد 3099 - الثلثاء 01 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الاول 1432هـ

رفقاً بشباب دوار اللؤلؤة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أكثر التعبيرات شيوعاً في الشارع السياسي البحريني هذه الأيام هو «دوار اللؤلؤة»، أو بشكل أكثر دقة «شباب دوار اللؤلؤة»، فما أن يرد الحديث عن أي شكل من أشكال الحوار المطروح اليوم على بساط البحث، أو يفتح أحد الحاضرين موضوعاً سياسياً يمس الأوضاع الراهنة في البحرين، محاولاً رسم السيناريوهات المتوقعة لتطور الأوضاع، أو استقراء لما سوف تؤول إليه، حتى يجد الجميع أنفسهم، بوعي أو بدون وعي يصلون إلى دوار اللؤلؤة، وينتهي الحوار إلى ما معناه «أن الأمر والنهي بيد أولئك الشباب» المناوبين في ذلك الدوار الذي لا يستطيع أحد، بغض النظر عن موقفه منه، سلبياً كان أم إيجابياً، أنه ينكر أنه دخل تاريخ البحرين السياسي المعاصر، وسوف يترك أولئك الشباب بصماتهم واضحة ومضيئة على ذلك التاريخ الذي ستحدد مساراته القادمة ما ستنتهي إليه الأمور في ذلك الدوار.

ما ينبغي التأكيد عليه هنا، أن شباب البحرين، سواء كانوا في الدوار أو في مناطق أخرى من البلاد، هم من يصنع اليوم الوقائع على أرضية الشارع السياسي البحريني، وليس في وسع أحد، أو من حقه، إنكار هذه الحقيقة التي تفقأ عيون من يحاول القفز فوقها. ومن الطبيعي أن يكون شباب الدوار في موقع القلب من تلك العملية التاريخية.

لذلك ليس من المستغرب أن تتجه أنظار الجميع، والبعض منهم سهامهم، نحو ذلك الدوار والشباب المرابطين فيه، والذين يسعى البعض إلى هضم حقوقهم، في حين يحاول البعض الآخر التسلق فوق ظهورهم، ولا يتورع آخرون عن محاولات توريطهم.

ولو حاولنا رصد مواقف القوى السياسية المختلفة، منطلقين في ذلك من دعوة سمو ولي العهد للحوار الوطني، من أولئك الشباب، فيمكن تلخيصها في النقاط الآتية:

1. سمو ولي العهد ذاته الذي، تحاشى علناً، ونحن أيضاً ليس في وسعنا التأكد إن كان هناك أي شكل من أشكال الاتصالات غير المعلنة، ومخاطبة شباب الدوار والتعرف على مطالبهم، التي ربما من الخطأ الاعتماد، على ما تنقله وسائل الإعلام منها، والتي تتحين الفرص لالتقاط ما يناسبها من شعارات تسمعها أو يافطات تصورها.

لذا نناشد سموه أن يتجشم عناء ركوب الطريق للدوار أو استدعاء قاطنيه من الشباب كي يتوجهوا إليه، كي يصغي إليهم، ويتعرف مباشرة على معاناتهم، دونما حاجة إلى وسيط ينقلها. نأمل أن لا يساور سموه أي شك في تعطش شباب الدوار إلى آذان مسئولة مخلصة تنصت إليهم، وتتفهم مشكلاتهم التي يعانون منها، والتي ليست بالضرورة سياسية في مجملها.

ندعو سموه، حرصاً على سلامة المشروع الإصلاحي، ورفقاً بشباب الدوار، أن يمد قناة الاتصال والتواصل المباشرة كي يطلع على ما يدور في الدوار بشكل مباشر دون أي تشويه أو تحريف، فصاحب الحق أفضل من بوسعه أن يتحدث عنه.

2. الجمعيات السياسية السبع، ومعها القوى الأخرى المتحاورة معها، والمنضوية تحت إطار المعارضة العريض، التي لا تكف عن استخدام «مطالب الدوار»، والتي ليس من حق أي فرد أو طرف سياسي أن يمنعها من طرح مطالبها، لكن نناشدها ومن أعماقنا أن تتوقف عن استخدام «شباب الدوار»، وسيلة للتعبير عما تحاول أن تصل إليه من أهداف، أو أن تنتزعه من مطالب. ليس القصد هنا بتر العلاقة بين «شباب الدوار» وتلك الجمعيات، فكلاهما صنوان لشجرة واحدة، لكننا أيضاً نتوخى من الجمعيات السياسية أن تضع بعض الخطوط الفاصلة بينها وبين شباب الدوار كي تحمي استقلالهم، وتحافظ هي على أهدافها. لا يستطيع أي أحد الافتراء على الجمعيات السياسية، و «تلبيسها» أي شكل من أشكال التهم التي تمس طهرانية علاقتها مع أولئك الشباب، لكننا بالقدر ذاته، نرى ضرورة وضع الخطوط الفاصلة، رفقاً بالشباب، وحرصاً على عدم خلط جميع الأوراق التي قد تصيب سلبياتها، بقصد أو بغير قصد، الجميع.

3. الانتهازيون والمتسلقون، وكي نضع الأمور في نصابها، ولكي نضع النقاط على الحروف، نحن لا نقصد هنا قوى المعارضة بمختلف تلاوينها وأطيافها، لكننا نشير بأصابع الاتهام إلى من لا ينتمون إلى ذلك التجمع السياسي الذي أشرنا إليه أعلاه، ممن يحاولون ركوب الموجة، وتحقيق مكاسب شخصية، من خلال الدخول تحت عباءة «شباب الدوار».

هذه القوى الانتهازية المتسلقة، من مصلحتها المنطلقة من أنانيتها الذاتية المفرطة، ادعاء نوع من أنواع العلاقة مع الشباب، والترويج لما ينادون به، لا لشيء سوى جني المكاسب المادية والمجتمعية عن طريق عدم الكف عن ذلك الادعاء، وبذل كل ما في وسعهم من أجل إقناع الآخرين بوجود تلك العلاقة الوهمية التي خلقتها تلك القوى. ندعو تلك القوى الانتهازية والمتسلقة، رفقاً بالشباب، أن تتوقف عن مثل تلك الادعاءات، لأنها تلحق الضرر بهم، سواء أرادت تلك القوى أم أبت.

4. قوى الأمن المندسة والمتسترة بأردية الوطنية التي تخفي وراءها حقيقتها الأمنية البشعة، وهي التي تعمل على تأجيج الصراع، ورفع سقف مطالب الشباب، من أجل توريطهم في شعارات متهورة، تبرر في مراحل لاحقة كل أشكال القمع التي ربما تلجأ لها تلك القوى كي تلحق أكبر الضرر بأولئك الشباب. نطالب تلك القوى الخبيثة أن تكف يدها عن أولئك الشباب، وتوقف نشر سمومها في صفوفهم.

وفي نهاية المطاف، ونحن نرفع كل أشكال الاحترام لأولئك الشباب المخلصين الذين يحاولون بصدق رسم طريق مضيئة في تاريخ البحرين المعاصر، نناشد الشباب أنفسهم، ورفقاً بأنفسهم أن يحاولوا التمعن في ما أوردته تلك النقاط الأربع

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3099 - الثلثاء 01 مارس 2011م الموافق 26 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 5:01 ص

      الله يحفظ البحري

      الله يحفظ البحري

    • زائر 14 | 3:18 ص

      بنت الفردان

      نعم .. شبابنا بحاج لدعم والاخذ بيدهم نحو مطالبهم المشروعة .. وين الي يقول رسالتي للشباب ويبي يحكم عقلهم لانهم ماحسوا بالي عانيناه علشان نكبر مااحد حس فيينا ونحن ندخل اكثر من مكان ومكان نبحث عن عمل ونلاقي من يتربع على الكراسي غير مؤهلين واجنبي مجنس له حق الكرسي ونحن نمحو بعبراتنا نرفع من كرامتنا ويشجع كل واحد فينا الاخر لكي لا نقف بالامل .ز شباب هم من اضاعوه ونحن من سنحتضن الشباب بصدورنا لهم رب يحميهم

    • زائر 10 | 2:18 ص

      سلمت

      سلمت وسلم قلمك الحر

    • زائر 9 | 1:33 ص

      سيد

      كلام الشرفاء واحرار الضمائر

    • زائر 8 | 1:24 ص

      كثر الله من أمثالك

      يعطيك العافية .. أنا بس أطلب أن مقالك يوصل لولي العهد ويستجيب للإقتراح المكتوب إنه يتجهة شخصياً ويسمع المطالب من غير الجواسيس ما يوصلون له صورة غلط عن الحاصل في الدوار .. ومن غير ما ناس تركب على ظهور ناس .. وهو الحاصل في كل مكان .. شبعنا فساد وظلم ومحسوبية واسطه وصوتنا ما يوصل إلا عبر قنوات بيروقراطية اضيع مطالبنا وحقوقنا وتستفيد أهيا وتنسف مطالب الإنسان البسيط.
      على فكرة أنا بنت من بنات لمحرق وضد الطائفية

    • زائر 7 | 1:15 ص

      شكرا اخي

      احيي فيك هذه الروح والرغبة في حماية شباب الثورة

اقرأ ايضاً