العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

نظام مؤلم لعمل أكثر وأجر أقل للنساء

هيلاري رودام كلينتون comments [at] alwasatnews.com

قد تدهشكم معرفتكم لواحد من أكبر الأسواق نموا في العالم. فلقد سمعتم بالفرص التي تتاح في بلدان مثل الصين وفي مناطق مثل آسيا وبصناعات كالتكنولوجيا الخضراء، لكن هناك سوق رئيسية ناشئة لم تلق الاهتمام الذي تستحقه، ألا وهي المرأة.

هناك اليوم أكثر من 200 مليون امرأة رائدة أعمال في العالم. وتكسب النساء دخلا يزيد عن 10 تريليونات دولار كل سنة، ويتوقع له أن يزيد خمسة تريليونات خلال عدة سنوات قادمة. ثم إن مداخيل النساء في كثير من البلدان النامية تزيد بنسبة أسرع من نمو دخول الرجال. إن مثل هذه الحقائق يجب أن تقنع قادة الحكومات والأعمال في العالم بالنظر إلى الاستثمار في المرأة كاستراتيجية لخلق فرص عمل ونمو اقتصادي.

صحيح أن الكثيرين يفعلون هذا. ومع ذلك فإن حومة هؤلاء النساء الموهوبات غير مستغلة بالقدر الكافي ومتدنية الأجور وأقل تمثيلا في أوساط العمل والمجتمع.

تؤدي النساء في العالم ثلثي الأعمال ولكنهن يكسبن ثلث الدخل فقط ويمتلكن أقل من 2 في المئة من الأرض. وهناك ثلاثة مليارات نسمة لا يملكون الوصول والحصول على الخدمات المالية الأساسية التي نعتبرها تحصيل حاصل مثل الحسابات المصرفية وحدود التسليف، ومعظمهم نساء.

ومن المؤكد أننا نرى تأثير استبعاد النساء في الشرق الأوسط حيث افتقار المرأة إلى الحصول على التعليم والعمل قد أعاق التنمية الاقتصادية وساهم في اندلاع الاضطراب الاجتماعي.

ونحن إذا استثمرنا في تعليم المرأة ومنحناها الفرصة في الوصول إلى الائتمان الاقتراضي أو بدء عمل صغير، نكون قد زدنا وقود محرك تقدم المرأة وأسرتها ومجتمعها. فالنساء يستثمرن 80 في المئة من دخولهن في عائلاتهن ومجتمعاتهن.

التأثير المتمدد

عندما تحصل المرأة على تعليم متساو ورعاية صحية وحرية للبدء بعمل تجاري فإن الفوائد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تمتد كتموجات إلى خارج بيتها.

نحن في وزارة الخارجية الأميركية نقدم الدعم للنساء حول العالم كعنصر حاسم في سياسة الولايات المتحدة الخارجية. وندمج ريادة أعمال المرأة في أجندتنا الاقتصادية الدولية ونعمل على تعزيز وصول النساء إلى الأسواق من خلال قانون النمو والفرص في إفريقيا ومبادرة السبل إلى الرخاء ومؤتمرات ريادة الأعمال للنساء.

وسوف تستضيف الولايات المتحدة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ للعام 2011 وذلك من أجل تعهد نمو وزيادة الفرص أمام النساء في المنطقة كلها. ونحن نعمل مع القطاع الخاص على تقديم منح للمنظمات المحلية غير الحكومية المخصصة للنساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم.


سد الفجوة

نحن نشجع الحكومات والقطاعات الخاصة على استخدام الأدوات التي في متناولها لتحسين الائتمان والخدمات المصرفية والتأمينية لعدد أكبر من النساء. ونسعى من خلال مبادرتنا النسائية الإلكترونية: «إم وِمن» إلى البدء في سد الفجوة الجنسانية في الحصول على التكنولوجيا الجوالة التي من شأنها تحسين الرعاية الصحية وتعلم القراءة والكتابة والتعليم والفرص الاقتصادية.

إن هذا يشكل التركيز المحوري في دبلوماسيتي للتواصل. فحيثما ذهبتُ في العالم أجتمع بالحكومات والمنظمات الدولية والجماعات المدنية للتحدث في السياسات الاقتصادية التي تساعد البلدان على النمو من خلال توسيع وصول المرأة إلى الأعمال والتمويل.

وقد تبنت هذه المهمة شركات أميركية كبرى عديدة كرسالة خاصة لها. فمؤسسة إكسون موبيل تتولى تدريب النساء رائدات الأعمال لمساعدتهن في المطالبة بسياسات تخلق مزيدا من الفرص. وأنشأت شركة كوكا كولا برنامجا طموحا هو برنامج «5 في 20» لتمكين وتدريب 5 ملايين امرأة جديدة من رائدات الأعمال في العالم بحلول العام 2020.

تحسين الوصول

بدأت مجموعة شركات غولدمان ساكس مبادرة «10 آلاف امرأة» لفتح المجال أمام النساء اللواتي لولا ذلك لا يحصلن على تعليم في مجال ريادة الأعمال. أما مؤسسة إرنست ويونغ فتعمل على استغلال الطاقة الإنتاجية للمرأة من خلال برنامجها «اكتساب النساء» لمساعدة رائدات الأعمال الإناث في تعلّم استراتيجيات النمو من بعض أنجح قادة الأعمال في الشركات الأميركية في أنحاء العالم وهي ملتزمة بزيادة الإنتاجية وبدفع عجلة النمو الاقتصادي وتسخير طاقة الأسواق الناشئة من خلال تنوع أكبر.

وكما قال روبرت زاليك، رئيس البنك الدولي، فإن «المساواة الجنسانية اقتصاد ذكي».

والحكومات الآن بصدد استصدار قوانين تدعم تمكين المرأة اقتصاديا وتزيد الوعي بحقوق المرأة، فبوتسوانا، على سبيل المثال، رفعت القيود عن الصناعات التي تستطيع النساء العمل فيها. ويسمح المغرب الآن للنساء بإنشاء أعمال والحصول على عمل بدون موافقة الزوج. وبدأت بوليفيا جهدا لإصدار سندات ملكية الأراضي إقرارا بأن النساء والرجال متساوون في حقوق الملكية.

إننا نحتفل هذا الأسبوع بالذكرى المئوية ليوم المرأة العالمي. وهي مناسبة لتكريم منجزات النساء. فلاشك في أن القرن الماضي شهد تقدما مدهشا طبقا لكل المعايير في صحة المرأة وفرصها الاقتصادية ومكانتها السياسية وغير ذلك الكثير. واليوم، هناك قيادات نسائية في كل مجال وحقل.


ترجمة الأفكار إلى أفعال

لم يسبق وأن كان هناك في التاريخ هذا العدد من القوى التي تعمل متضافرة من أجل المساواة بين الجنسين.

لكن اليوم العالمي للمرأة مناسبة أيضا لإدراك مقدار ما ينبغي أداؤه من عمل كثير تأييدا للنساء والفتيات حول العالم. وأنا أشجع كل فرد يقرأ هذا المقال على أن يفكر في ما يمكنه ويمكن أصدقاءه أن يعملوا لدعم المرأة، وترجمة الأفكار إلى أفعال.

ونحن إذا قررنا - كمجتمعات وحكومات ومؤسسات أعمال - أن نستثمر في النساء والفتيات، فإننا سنعزز جهودنا في مكافحة الفقر وفي دفع عجلة النمو وإشاعة الاستقرار. فعندما تنتعش المرأة تنتعش الأسر والمجتمعات والبلدان، ويصبح العالم أكثر سلاما ورخاء

إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:32 ص

      الى العزيزه كلنتون

      لو قرائتي تاريخ زينب بنت على لذهلتي من امراه تقود ثوره سلميه بعد فقد جميع اهلها العزيزه كلنتون في جامعه بفلو في الولايات المتحده وفي قسم التاريخ الاسلامي هناك كتاب عملاق اسمه ابن ابي طالب تصفحيه وعندما تاتيك سيره السيده زينب ستكتشفين بان نضال كل المناضلات في التاريخ الحديث لايرقى لاول عتبه من عتبات سلم الجهاد النسوي المشرف ستكتشفين ان كل ما قرائتي وسمعتي عن الجهاد هو مجرد غيض من فيض والسلام

اقرأ ايضاً