العدد 3116 - الجمعة 18 مارس 2011م الموافق 13 ربيع الثاني 1432هـ

قاسم المطالبة بالحقوق والإصلاح السياسي قائمةٌ لن تسقط... ولا عدول عن الخط السلمي

في أول رد فعل له بعد اعلان حالة الطوارئ

قال الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس، إن «المطالبة بالحقوق والإصلاح السياسي قائمةٌ لن تسقط في ظل أي ظرفٍ من الظروف، لأن منشأها الضرورة الملحة والضغط الشديد، وها هو الشعب باقٍ على كلمته».

وأضاف «الحكومة التي تحكم هذا الشعب، وهو يصرّ على هذه الكلمة وما وراءها من شعور أكيد شديد، بين خيارين، بين أن تسحقه سحقاً بدباباتها وتقصفه بطائراتها في تصفيةٍ جسديةٍ عامة وبين أن تعترف له بالعزة».

وبيّن قاسم أن «الصوت المطالب بالإصلاح والحقوق لا عدول له اليوم أو غداً عن الخط السلمي في الممارسة، وليس له إيمانٌ بأسلوب العنف الذي تجرّهُ إليه السلطة وتدفعه إليه دفعاً لا هوادة فيه، والخيار السلمي كان خيارنا من أول يوم»... وأشار في خطبته الى عدة قضايا.

وأشار قاسم الى ما يجري حاليو بالقول ان "المأساة دامية ومؤلمة (...) والتضحيات والدماء والجراح والآلام ثمنٌ يدفعه المظلوم دائماً حين تصطدم صرخته بروح الأنانية والتحكم والاستئثار، ولو أنصف الناس بعضهم بعضاً كما أمر الله سبحانه لما سالت دماء، وما تراكمت آلام، ولما شقيت أممٌ ومجتمعات. وإن ابتلاء العباد في الأرض سنة لله ـ تبارك وتعالى ـ وهي من مقتضى حكمته وعلمه بما يصلحهم أو يفسدهم، ومن ذلك الابتلاء بالغنى والفقر، والأمن والخوف، والشدة والرخاء، والبأساء والضراء، وهو يعلم أن الضربات إنما تهشم الزجاج، أما الحديد فتصقله وتزيده صلابة، وبذلك تكون الابتلاءات في خاتمتها رحمةً بالمؤمنين وشقاءً على غيرهم، لأن إيمان المؤمن يرتفع به عن مستوى الهشاشة، ويقيه من الذوبان، وقلبه متصل بمعدن العزة والقوة التي لو كان للقدم الحق بداية لكانت قبله وقبل أي بداية، ولو كان للأبد نهاية لكانت بعده وبعد كل نهاية. فمن أراد قوة النفس، وقوة الصبر والتحمل، والابتسامة في أشد الشدائد، والاطمئنان في أحلك الظروف، فليطلب كل ذلك من قوة الإيمان. ونسأل الله الكريم أن يهب لنا ذلك".

وأضاف: المؤمن كالجبل الأشم، يبقى على طريق الله واثقاً راضياً، ثابتاً مؤمناً بقيمته، شاعراً بالربح في كل الظروف، لا تفعل فيه العواصف والكوارث والهزات العنيفة إلا مزيداً من الثبات والثقة والتجذر، لأنه لا يستمد معنوياته من الظروف المقيمة أو العابرة، وإنما من إيمانه بقدرة الله وثقته بها ولجئه إليها وهي القدرة التي لا تهن ولا تتخلى عن متعلقٍ بها ولا تغيب، «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب».

معقبا "صحيح أن لأهل الأرض قوة حديدٍ ونار، ولكنها محكومة لقدر الله، ثم لا سلطان لها إلا على الأجسام، والإنسان روحٌ وعقلٌ وقلبٌ وإرادة قبل أن يكون جسماً، والقابل للتهشم إنما هو الجسم أما المؤمن في داخله الإيماني فغير قابل للتهشم والانصهار".

وقال "إن العنف الذي مارسته السلطة في هذه الأيام، قد أدى بصورة بيّنة إلى شرخ واسع خطير غير مسبوق بين جهة الحكومة والشعب، ومع استمرار نهج العنف الذي وقع عليه اختيار السلطة لا يستطيع أحد التكهن إلى أي حدٍّ ستصل من خلاله الأمور".

وأكد ان "المطالبة بالحقوق والإصلاح السياسي قائمةٌ لن تسقط في ظل أي ظرفٍ من الظروف، لأن منشأها الضرورة الملحة والضغط الشديد (...) والإصلاح لا يصح أن يكون شكلياً ولا باهتاً ولا سطحياً، لأن إصلاحاً بهذا اللون وبهذا المستوى غير قادرٍ على حل المشكل، وأن يوقف تداعي الأمور، ولا يوجد على هذه الأرض من يسمع لمثل هذا الإصلاح. والصوت المطالب بالإصلاح والحقوق لا عدول له اليوم أو غداً عن الخط السلمي في الممارسة، وليس له إيمانٌ بأسلوب العنف الذي تجرّهُ إليه السلطة وتدفعه إليه دفعاً لا هوادة فيه، والخيار السلمي كان خيارنا من أول يوم".

وأوضح "لقد أصبح الوضع الأمني في البحرين محكوماً بكامله لقبضة جهةٍ رسميةٍ معينةٍ محددة، وعليه فإن أي اختراقٍ غامضٍ لأمن أحدٍ من أبناء هذا الشعب، وتعدٍّ خفي على نفسٍ أو مالٍ أو عرضٍ لمواطنٍ أو مقيم، ليس إلا من مسئولية هذه الجهة وهي المحاسبة على ذلك. أقول هذا في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات مكشوفة جدية، مصحوبة بحملات إعلامية تحريضية، ونقل خبري فيه قوة، ورسائل نصية تتهدد أكثر من واحد بالتصفية الجسدية، فليس الكلام هنا من فراغ، فلتتحمل الجهة التي أوكل إليها أمر الأمن كل المسئولية"

العدد 3116 - الجمعة 18 مارس 2011م الموافق 13 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 5:41 ص

      حفظك الله يا شيخنا الجليل

      نعم سلمية سلمية كما رددتها

    • زائر 8 | 3:19 ص

      صبرا صبرا

      سلت ياشيخنا المجاهد وسنبقى على عهودنا ومقاومتنا لن نستسلم وسنطالب حتى اخر الدهر لن نتوقف ابدا

اقرأ ايضاً