العدد 3130 - الجمعة 01 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ

ما وراء ريموند ديفيس

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

مع إطلاق سراح ريموند ديفيس، المقاول العامل مع وكالة الاستخبارات الأميركية والمعتقل في باكستان منذ شهر، مقابل تقديم تعويضات لأسَر الرجلين القتيلين، نغلق الباب على أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الأحداث التي أفشلت الثقة والتواصل بين حكومات الولايات المتحدة وباكستان.

يعتبر فقدان أناس حياتهم أمراً مأساوياً، وتُظهِر الخلافات حول الحقائق والحوافز أن الوقت قد حان من فترة طويلة لإجراء حوار صادق حول مصالحنا وعملياتنا الأمنية الوطنية. ويجعل الغضب الواسع في كلا المجتمعين من الواضح أننا بحاجة ماسّة إلى جهود جادة طويلة الأمد لجميع شعوبنا معاً.

وفي بؤرة العاصفة الحالية، بدأت مجموعة متنوعة مكونة من أربعين أميركياً وباكستانياً من خارج الحكومتين وإنما لهم تأثير عليهما، تعمل على إعادة بناء الشراكات بناءً على مصالح متكاملة وقيم مشتركة. نحن نركّز على الأمور التي تهم الأميركيين والباكستانيين العاديين، كالتعليم وفرص العمل والأعمال الابتكارية ومساءلة الحكومة.

إلتقينا للمرة الأولى في لاهور. أتينا من جامعات وأعمال ومنظمات غير حكومية والإعلام وبيوت الخبرة والفكر. يعاني العديد منا من القلق حول احتمالات الحوار البنّاء، والالتزامات الجديدة المعقولة أن تأتي من منبر مكوّن من قادة أميركيين وباكستانيين في لحظة موتورة كهذه.

تناقشنا في حادثة ديفيس وتحدّينا فهم بعضنا بعضاً حول من خان من خلال السنوات الثلاثين الماضية. ثم تراجعنا خطوة إلى الوراء ووجدنا أننا اتفقنا على مجموعة من الأولويات الواضحة والملحّة: إحضار المزيد من الصدق إلى الحوار الأمني بين حكومتينا وتوسيع وتعميق الروابط بين شعبينا وبناء شراكات جديدة في قطاعات نملك فيها نقاط قوة واحتياجات متكاملة. ركّزنا في البداية على التعليم والزراعة والحاكمية.

يحتاج نظام التعليم الحكومي في باكستان إلى الإصلاح. ولكن له قيادة ابتكارية بشكل متميز ونجاح في المدارس الخاصة والمستقلة.

تخدم المدارس المستقلة وشبه الخاصة في كافة أنحاء البلاد أكثر من ستة ملايين طالب، ويخطط التربويون الأميركيون والباكستانيون منا للعمل معاً في كلا البلدين لتحسين وتوسيع الشراكات العامة الخاصة وفي الوقت نفسه تحسين نوعية التعليم.

تاريخياً، جاء العديد من أفضل طلبة باكستان إلى الولايات المتحدة لتحصيل دراساتهم العليا، وقد عادوا إلى باكستان بوجهات نظر إيجابية حول الولايات المتحدة وروابط قوية مع جامعاتها. وخلال العقد الأخير، اختار المزيد من الباكستانيين الدراسة في أوروبا، فقد جعلت متطلبات تأشيرات السفر الأميركية وقيودها عمليات تبادل الطلبة والأساتذة أمراً صعباً.

يلتزم القادة الجامعيون الأميركيون والباكستانيون في منتدانا بإيجاد جيل جديد من شراكات التعليم العالي، وسوف يقومون معاً بإطلاق بحوث تعاونية وتبادلات بين أعضاء الهيئة الدراسية والطلبة وحوار على الإنترنت وشبكات اجتماعية تربط بأعضاء الهيئة التدريسية مع الطلبة.

وفيما وراء النظام التربوي الرسمي، شكّلت قيادات الطلبة خيطاً قوياً في حوارنا. وقد قام أحد المشاركين معنا بتعميم عملية تبادل بين القادة الشباب، ويرغب كثيرون آخرون بالمشاركة.

وفي مجال الزراعة، تعتبر باكستان واحدة من أكبر منتجي الحليب في العالم. إلا أن الماشية والجواميس مبعثرة في قطعان صغيرة متباعدة. ويرى الخبراء الزراعيون ورجال الأعمال في منتدانا احتمالات هائلة للحصول على كمية أكبر من الحليب وتحسين مستويات التغذية وإيجاد مشاريع تجارية مشتركة. وقد اتفقوا كذلك على بحث احتمالات تطوير تبادل مستقبلي في السلع في باكستان، وبوجود سوق مستقبلي محتمل ومُجدٍ، يمكن للمزارعين الباكستانيين والتجار والمستثمرين الأميركيين أن يحققوا أرباحاً.

وتكمن الحاكمية الجيدة في قلب تحديات باكستان على المدى البعيد، ويشكل انعدام المساءلة مشكلة خطيرة لبرنامج المعونة الأميركية في باكستان. تقوم شركات تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة بإنشاء أنظمة لمتابعة الأموال الموجهة للإغاثة من الفيضانات، وهناك احتمالات كبيرة لتطبيق ذلك في معونات أخرى وبرامج تنموية. ويمكن لبرامج توأمة الولايات وتوأمة المدن أن تشجّع كذلك المساءلة والمشاركة العامة من خلال ربط المسئولين المنتخبين والإداريين وجماعات المواطنين للتشارك في التجارب والمشورة.

وتشكل احتمالات الشراكات هذه مجرد جزء صغير مما ناقشناه، وقد بدأنا للتو في بحثها.

وتوجد على أجندتنا مواضيع مثل قطاع الطاقة ورأس المال المشارك والتأمين الصحي والإعلام والفنون والثقافة.

يستطيع معظم الأميركيين والباكستانيين فهم احتمالات المكتسبات المشتركة في المجالات ذات الاهتمام الكبير للأسر والأعمال والمهنيين.

تؤمن مجموعتنا أن توسيع وتعميق العلاقات بين القادة والناس خارج الحكومة، وفي الوقت نفسه التعامل بشكل أكثر جدية وصدقاً مع الفروقات بين حكوماتنا، هي أفضل السبل إلى الأمام.

نعلم أنه ستكون هناك مشاكل مستقبلية في علاقاتنا، ولكن يجب ألا تحدد هذه المشاكل علاقتنا. نستطيع أن نؤكّد وجود مزارعين ومعلمين وطلبة وأصحاب أعمال ابتكاريين وأطباء وممرضات ومسئولين محليين ومجموعات مواطنين في كلا المجتمعين لديهم مجموعة مختلفة من القصص يخبرونها.

نستطيع معاً توفير وزن مكافئ عندما تبرز التوترات على المدى البعيد. نستطيع تغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3130 - الجمعة 01 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً