العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ

عزة الدوري... مسلسل الرسوم المتحركة!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

«أما عن نفسي فقد افتقرت إلى الله .. فتوكلت عليه وألجأت ظهري إليه.. فأنا في بحبوحة الجهاد أقف بين الجنتين، وأخطب الحسنيين جنة الشهادة ثم الالتحاق بركب المنعم عليهم عند مليك مقتدر، وجنة النصر العظيم الذي سيغير تفاصيل الحياة على كوكبنا ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...

كانت تلك العبارات الإيمانية للمجاهد عزة الدوري، القائد الميداني للمقاومة العراقية، فالقائد الرباني، والملهم من الله «صدام حسين»، يجر نفسه، وأعوانه السبعة في محاكمة تاريخية، يستعطف فيها القاضي للحصول على قلم رصاص، أو على «ممحاة» أو «براية» !

اختتمت إحدى جمعياتنا السياسية نشرتها بصورة لـ «عزة الدوري»، معنونة اسمه ب «المجاهد»!. ويتضح من السياق العام أنها محاولة للتبشير بالنصر الذي سيحققه الدوري. سأدلي باقتراح بسيط لتحقيق هذا النصد المدتقب. بحسب التقارير الاستخباراتية، فإن «الدوري» هو الآن «شهيد» ما بين الأرض والأنقاض، يقطن بحبوحة من جنة الخلد، ولا أعتقد أن سيناريو النصر قد ذكر أن الإرادة الإلهية ستتدخل بفيلق نووي، او جيش من الملائكة يقودهم «الدوري» إلى النصر.

يحتاج البعث - ولا أريد أن تفهم اقتراحاتي كشماتة أو استهزاء..لا سمح الله - إلى أن يعمل قواه التخيلية إلى حدود أوسع وأكثر رحابة، فهذا النزوح للفلسفة الإسلامية في الجهاد والتبشير قد لا يكون كافياً، فالإسلاميون أنفسهم لم يتحصلوا على شيء جراء هذه السلسلة الطويلة من الأدعية والتباشير.

قد يكون من المفيد توظيف «الأسطورة» في الخطاب البعثي الجديد، كأن نقول إن الدوري «رفع إلى الله»، وأن «صدام حسين» المسجون هو مجرد «شبيه» صنعته الاقدار لحكمة لا يعلمها إلا الراسخون في عفلق.

يحتاج هؤلاء مثلاً إلى البحث عن جسد «الدوري» الطاهر بين أنقاض «الفلوجة» أو «العمارة»، والذهاب به إلى تلك العالمة الفرنسية التي تقوم بعمليات الاستنساخ، ستكون أسطورة الرفع الإلهي مقبولة، إذا ما انتظرنا ثلاثين سنة مقبلة، حتى موعد الرجوع بالنصر المؤزر.

قد يكون من المفيد للقوى البعثية أن تحاول الرجوع بأعمار أفرادها المئوية إلى الوراء كثيراً، إذ إنني أنصح بمشاهدة برامج «الرسوم المتحركة»!، فالغرائب التي تحتويها هذه الرسوم هي ما قد تجدي في تخريج البعث من جديد بالنصر المنتظر.

ولا ضرر من توظيف بعض العملاء الجدد بالتعاون مع شيخ الإسلام «بن لادن» في اختطاف أحد معدي برامج الرسوم المتحركة في هوليوود، بهدف إنتاج مسلسل جديد للأطفال، فلنسمه «دوري... مان»، أو أي شيء خارق للعادة.

وسبحان من يحيي العظام وهي رميم. فقد تتحول عظام الدوري المحطمة إلى رجل جديد لا يموت، ولا تؤثر فيه الأسلحة، فيتجه إلى مقر محاكمة «الرئيس» ليبث فيه من روحه البعثية الطاهرة. ومن هنا يبدأ مسلسل الأطفال الموعود..

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً