بعد أكثر من عام على توقعه سلسلة من الاغتيالات السياسية وعدم الاستقرار قرر العراف اللبناني الشهير ميشال حايك عدم البوح للبنانيين المتوترين بتنبؤاته.
وقال الشاب الذي يبلغ من العمر 38 عاماً انه لا يريد أن يكون حاملاً للأخبار السيئة بعد الآن.
وكان حايك توقع في ديسمبر / كانون الاول من العام 2004 أن حدثاً كبيراً سيهز منطقة في وسط بيروت وستعاني هذه المنطقة تبعاته لفترة طويلة.
وفي فبراير / شباط 2005 قتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في انفجار شاحنة على مشارف وسط المدينة ما اشعل موجة من التظاهرات ضد الوجود السوري في البلاد بسبب الاشتباه في تورط دمشق في عملية الاغتيال.
وتلت اغتيال الحريري سلسلة من التفجيرات التي استهدفت سياسيين وصحافيين لبنانيين ما زاد من حال عدم الاستقرار في البلد الذي كابد حرباً أهلية طاحنة بين العامين 1975 و1991.
وفي كل عام يتابع آلاف اللبنانيين قراءات حايك ليلة رأس السنة التي تبث عبر التلفزيون ولكن حايك اصاب كثيرين بخيبة أمل هذا العام عندما رفض الكشف عن تنبؤاته الجديدة.
وقال ان بعض تنبؤاته قد تسببت في نشر حال من الذعر بين اللبنانيين وبالنظر إلى الحوادث التي وقعت منذ أن باح بآخر استبصاراته فانه يفضل أن يكتم عن الجمهور الكثير من تنبؤاته.
وشرح حايك الذي كان يتحدث من منزله بمنطقة قرنة شهوان شمالي بيروت كيفية عمل قدراته التنبؤية.
وقال حايك: «بالنسبة إلى الحاسة وكيف تعمل فأنا لست لدي طريقة لأرى من خلالها والمسألة ليست مسألة معيار ما، ليست لدي آلية ولا آلة معينة»، وأضاف «ليس لدي لا زمان ولا مكان اتبعه لأرى، لست بحاجة إلى جو معين ولا إلى ثياب معينين، ولا إلى كتب أو بخور أو شمع، لست بحاجة إلى طقس جميل ولا حمية معينة. وليس هناك من طقوس معينة، الحاسة ليست تشغيلاً أو عدم تشغيل، أنا وعلى قدر ما أفهم أملك حاسة غريبة والحاسة الغريبة التي أملكها تلتقط موجات من هذا العالم، في بعض الاحيان التقط موجة».
وفي بعض الاحيان التقط صورة، أيام التقط موجة صوتية. أيام صوتاً وصورة، في أيام التقط رموزاً وأشكالاً وخرائط متشابكة في هذا الكون. هكذا تعمل الحاسة.
و على رغم أن الكثير من اللبنانيين يعتقدون أن معظم تنبؤات حايك تتحقق فان بعضهم يرفض التصديق بأن حايك يمتلك قدرات استبصار حقيقية.
وقال جورج سركسيان من أهالي بيروت: «ليس لدي ايمان بهكذا أمور. ميشال حايك أو غير ميشال حايك، لا اؤمن بالتكهنات، انها تصدر عن شخص مثلي ومثلك، لا أعلم من أين يتنبأ بهكذا أمور».
ولكن آخرين يؤمنون حقاً بقدرات التنبؤ لدى حايك ويدافعون بضراوة عن أشهر عراف في لبنان بل وقد يكون الأشهر في الشرق الاوسط.
وقال المواطن اللبناني خليل أيوب: «صحيح أن ليس كل شيء يتوقعه من الأمور الجيدة، لكن هذا شيء جميل. والتوقعات هي هبة من الله».
البعض قال انه كذاب وهو يختلق هذه الامور ولكن الأيام اثبتت انه وعلى العكس على حق وأحرز مستوى من التوقعات عالياً جداً بنسبة 18 من 20».
ويقول حايك انه يريد من الناس ان تفهمه بشكل أفضل وأن تدرك انه لا يصنع الحوادث وانما «يستبصرها» فقط. ولا يعتبر حايك ان تنبؤاته تنافي الدين أو المشيئة الالهية. واضاف «أنا أحب أن أكون محطة فرح للناس ولا أريد منهم أن يفكروا أن وجهي وجه شؤم والكثير من الاشخاص لا يفهمون انني لا اصنع الحوادث أنا فقط اقرأها ولا أريد أن أكون وجه عاطل يسبب الضرر للناس وهناك حزن في داخلي ولا أريد أن أبني شهرتي على دم الناس الذين ماتوا ودم الابرياء والشهداء، أنا أريد ان اوصل رسالة اقول فيها ان الانسان يستطيع ان يدخل عالم الماورائيات واذا أصبح يعرف أكثر عن حياته اليومية ولو شيئاً بسيطاً يكتسب مزيداً من التوازن.
هذا الشيء لا يتنافى ولا يتعارض مع الدين وليس ضد الله، هذا هو هدفي، أنا أقرر متى يجب أن أتكلم وعندما أشعر بضرورة الكلام، وبالنتيجة ليس لدي شيء أخسره ولا كتاب أسوقه وليس لدي مكتب انتظر العالم بالدور تقصدني لأصلح لها حياتها».
وذاع صيت حايك في منتصف الثمانينات عندما توقع انفجار المكوك الفضائي الأميركي (تشالنغر)، وتوقع لاحقاً مقتل الأميرة ديانا في حادث سيارة في العام 1997.وقال حايك انه لا يعرض خدمات التنبؤ على الناس العاديين لكنه يعمل «مستشاراً» لشركات اجنبية في أميركا واستراليا ولندن منذ ثمانية اعوام
العدد 1250 - الإثنين 06 فبراير 2006م الموافق 07 محرم 1427هـ