العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ

البحرين تسعى إلى خلق قاعدة لـ «رأس المال الجريء»

غداً المؤتمر الأول للاستثمار الجريء

تهدف مملكة البحرين إلى خلق قاعدة متينة لصناعة رأس المال الجريء كمحرك اساسي لتنويع الاقتصاد الوطني وتطويره من خلال خلق أسواق جديدة وإنشاء شركات متنوعة تستقطب التكنولوجيا إلى المملكة.

ويقام غداً المؤتمر الأول لرأس المال الجريء تحت شعار «بناء صناعة إقليمية للاستثمار الجريء والمساهمات الخاصةس بتنظيم الجمعية الخليجية لرأس المال الجريء، تحت رعاية سمو رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.

وبرزت مؤسسات مالية في البحرين استهدفت عبر مشروعاتها الاستثمار في رأس المال المخاطر كبيت التمويل الكويتي الذي اختار 11 مشروعاً في قطاع الألمنيوم من ضمن 16 فرصة استثمارية عرضت في ملتقى الاستثمار الذي نظمه مكتب الامم المتحدة لترويج الاستثمار والتكنولوجيا «اليونيدو» في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى جانب الكثير من المشروعات الاستثمارية والدخول كشريك محلي مع رواد الأعمال.

كما أسس مستثمرون خليجيون مصرفاً إسلامياً جديداً «فينشر كابيتال بنك»، رأس ماله المدفوع 66 مليون دولار في البحرين لتمويل المشروعات الناشئة والواعدة. كما يسعى بنك البحرين للتنمية إلى تطوير خدماته وآلية تمويله للمشروعات الناشئة وخصوصاً فيما يتعلق برأس مال المخاطر.

وشجعت مبادرات الاستثمار في صناعة رأس المال المخاطر إلى تشجيع وتحفيز المؤسسات المالية للدخول في الصناعة وبث روح الحماس بالدخول في مشروعات المخاطرة.

وقال رئيس مكتب الامم المتحدة لترويج الاستثمار والتكنولوجيا «اليونيدو» في البحرين هاشم حسين لـ «الوسط»: «إن التجارب التي تخوضها بعض المؤسسات المالية في استثمار رأس المال المخاطر ستكون القاعدة لصناعة رأس المال الجريء في مملكة البحرين من خلال بث روح المبادرة في المؤسسات المالية والاندفاع نحو المخاطرة في استثمار الاموال».

وأوضح ان رأس المال الجريء يوفر المال لرواد الاعمال والذين يمتلكون الحماس لاستثمار افكارهم وابداعاهم واختراعاتهم في مشروعات اقتصادية وبالتالي يسهم بشكل اساسي في تنويع الاقتصاد ونشوء اقتصاديات جديدة. واشار إلى ان الشركات المالية عندما تدخل في في صناعة راس المال المخاطر يكون لديها نظام إدارة سليم وقوي، ما يسهم في نجاح المشروعات ونموها في المنطقة.

وذكر أن رأس المال المخاطر يلعب دوراً كبيراً في تحريك الاسواق المالية (البوصة)، إذ ان الجهة الممولة بعد فترة من نجاح المشروع تقوم ببيع حصتها لصاحب المشروع أو بيعها في البورصة ما يشجع الحركة في الاسواق المالية.

وأكد أن المؤسسات المخاطرة برأس المال لديها شراكة مع رؤوس مال خارجية تقوي وتعزز من دور الشراكة والمساهمة في الصناعة والدخول في مشروعات مع رواد الاعمال وأصحاب الافكار الاستثمارية.

وذكر أن رأس المال المخاطر هو تمويل اسلامي لما فيه من المشاركة بالربح والخسارة بين الجهة التمويلية وصاحب المشروع ما يشجع الشباب في إنشاء مشروعاتهم الخاصة وبالتالي نشوء قاعدة عريضة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمتص الايدي العاملة وتحسن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، إذ تعطي فرصة لكل الافراد من استثمار افكارهم وابداعاتهم واختراعاتهم وتحويلها إلى واقع اقتصادي تعود بالفائدة على الجميع.

ومن جهته كان عضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس المؤتمر أحمد السري قال لـ «لوسط»: «هناك كثير من الشباب يحتاجون إلى رأس المال لبدء عملهم لكنهم لا يجدون من يقرضهم او يساعدهم إذ ان البنوك لا تقرض وتجازف باموال المودعين لديها فتطلب الضمانات كرهن الأرض بينما هذا الشاب لا يملك هذه الضمانات وبالتالي لا يستطيع ان يحقق طموحه وتأسيس مشروعه».

وأوضح «ان رأس المال الجريء هو الذي يدخل كشريك مع الشاب ويوفر له الاموال ويساهم معه في إنشاء المشروع والمجازفة من دون ضمانات، فإذا نجح المشروع ربح الاثنان، وإذا فشل خسر الاثنان، وهذا هو المصطلح الاسلامي للمضاربة واستخدم هنا مصطلحاً جرئياً إذ ان رأس المال هنا يخدم ويجازف في سبيل احياء نشاطات اقتصادية والاستفادة في حال نجاح هذه النشاطات. واكد ان صناعة الاستثمار الجريء والمساهمات الخاصة في تحقيق أهداف لدول الخليج أصبحت واقعاً مطلوباً لتنويع مصادر دخلها الاقتصادي لتقليل الاعتماد على عائدات النفط وخلق فرص عمل عالية المستوى لمواطنيهم».

واكد أن صناعة راس المال الجريء يأتي كعلم ومهارة تستطيع توزيع نسبة المخاطرة وتتحكم فيها، وتضع اموالها في المكان الصحيح.

وأشار إلى ان دول الخليج بدأت تتوجه إلى صناعة رأس المال الجريء، وهو امر واضح من خلال تركيزها على عنصرين مهمين في خططهم الاقتصادية، الأول الاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والثاني التركيز على اقتصاد المعرفة وهذا امر مهم جداً، إذ انه عند التحول إلى اقتصاد معرفة يعني انشاء اقتصاديات جديدة سيكون لرأس المال الجريء دور كبير في انشائها وتطويرها. واكد ان صناعة الاستثمار الجريء سيهيأ البيئة المناسبة للعلماء والمخترعين عودتهم إلى العالم العربي من خلال توافر الاموال الازمة لبحوثهم وتحويل افكارهم إلى مشروعات، إذ ان اهم لحظة لدى المخترع هو ان يرى اختراعه بين الناس، وبالتالي تنردم الهوى بين أصحاب المشروعات التكنولوجية (المخترعين والعلماء) وبين الجهات الممولة الجريئة لقيام أعمال تجارية مبتكرة.

العدد 1263 - الأحد 19 فبراير 2006م الموافق 20 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً