العدد 1270 - الأحد 26 فبراير 2006م الموافق 27 محرم 1427هـ

باحثون: شعر الملا عطية اتسم بغلبة الحزن وقوة الخيال

في «الندوة النقدية» ضمن فعاليات مهرجانه

تناول المنتدون في مهرجان الملا عطية الجمري الأول بقرية بوري وفي ليلته الثانية خلال الندوة التي حملت عنوان «قراءة نقدية في شعر الملا عطية» جوانب شعر الجمري وأهم ما تميز به، والتأثيرات التي أثرت في كتابته للشعر، مؤكدين أن شعره كان يمتاز بالانتقال بالشعور إلى ساحة الحوادث التي يكتب عنها وكأنه موجود في زمانها على رغم مرور مئات السنين عليها (واقعة الطف مثالاً). كما أشار المنتدون الى أن شعره غلب عليه جانب الحزن والألم نتيجة المصاعب التي كابدها في حياته.

وتناول الباحث البحريني زكريا العويناتي في ورقته بعنوان «الصور الخيالية في شعر الملا عطية»، بعضاً من الإيحاءات الجمالية والصور البلاغية التي امتاز بها شعر الملا، موضحاً «أنه تم حصر أشعار الملا عطية التي يتناولها الخطباء على المنابر الحسينية وكانت النتيجة أن هذه الأشعار لا يتجاوز عددها الخمسة عشر بيتا، باستثناء القصائد التي كانت للمواكب الحسينية»، مشيراً إلى «أن الدراسة كشفت عن أن قصائده تنطوي على صور الحزن والألم، والقوة والشجاعة، والرتبة والمنزلة بالإضافة إلى الجمال، والدهر الخائن، والموت كما أنها لم تخل من صور الانكسار والهزيمة».

وأضاف العويناتي «ان الملا عطية لم يكن منفصلا عن المصادر التي استقى منها صورهُ. وتلك المصادر هي النبي محمد (ص) وأهل بيته (ع)، كما أنه تأثر بالكثير من المصادر التي قوت من مخيلته»، مستعرضا الكثير من تعريفات الخيال. ليقوم بعدها بشرح بعض الصور الخيالية التي وردت في شعر الملا عطية، مشيراً إلى «أن أشعاره احتوت على صورة الحزن والألم في 375 صورة وهي أكثر صور الحزن، بالإضافة إلى 86 صورة للعين، كما أن صور الظواهر الكونية كانت في 30 بيتا أما صورة المرتبة والمنزلة فكانت في 121 بيتا، وجاءت صورة الجمال في 59 بيتا والدهر الخائن في 26 بيتا مستعرضا هذه الصور في بعض أبيات الملا عطية و الشعراء الذين تأثر بهم».

من جهته، تناول الشاعر البحريني الشيخ عبدالهادي المخوضر محور دراسة معمقة عن نفسية الشاعر الملا عطية، موضحاً «أن هناك طريقتين لدراسة أنواع التأثير على نفسية الشاعر، منها التأثير الخارجي لجسمه مثل وجود عاهة في جسده وهذه قد تصور الإبداع كتحد لحاسة قد فقدها»، مشيراً إلى «أن الطريقة الثانية هي النظر في حياة الأديب والحوادث التي يمر بها الشاعر وقد يلجأ إلى دراسة البيئة التي عاش فيها الشاعر وتحليل نتاجه وهناك أيضا طريقة أخرى وذلك بتحليل نتاجه من دون دراسة حياته والبيئة التي عاش فيها». مشيراً إلى «أن للإبداع أسباباً كثيرة منها الشهرة وحب الشاعر أن ينشغل به الناس وقد تكون الحاجة المادية هي التي تدفع حال الإبداع لدى الشاعر».

وأضاف المخوضر «يلاحظ على شخصية الملا عطية الشجن والانكسار بشكل واضح، فهل شخصيته كما هو شعره وهو يحاول أن يعكس ذلك في شعره؟»، مردفا «وكما يروي أبناء الملا عطية فهو شخصية رقيقة في كل حياته، ولابد أن تكون هذه الشخصية انفعالية سريعة الغضب كما أن المقربين منه ينقلون عنه بأنه كان يبكي وهو يكتب شعره، والتفسير الأمثل هو محنته في حياته وهجرته»، واستعرض بعض جوانب حياة الملا عطية، مؤكداً «أنه كان يعيش المصيبة وكأنه حاضرا فيها»، مشيراً إلى أن «شعر الملا عطية غلبت عليه المصيبة وخالف الواقع في بعض جوانبه».

إلى ذلك، تناول الأديب السعودي عبدالخالق الجنبي الجانب التاريخي في شعر الملا عطية الجمري من خلال أرجوزته الهجرية، مشيراً إلى أن «من يعرفون أن الملا عطية الجمري كان يكتب الشعر العربي الموزون باللغة الفصحى هم قلة، لأنّ غالبية المعجبين به إنما عرفوه من خلال شعره الشعبي الموزون».

موضحاً «أن الملا عطية كان له شعرٌ عربيٌّ موزون كتبه باللغة الفصحى لا يخلو من ذلك الإبداع والطلاوة، وتلك النكهة الزكية التي اشتهر بها هذا الشاعر المحلق حتى أنه كتب منظومة سماها بالمنظومة الهجرية بلغت قريباً من الـ 500 بيت من الشعر العربي الموزون هذا، بالإضافة إلى بعض القصائد الأخرى التي قالها في مختلف أطوار حياته المليئة بالإبداع والإبهار». مستعرضا تاريخ و أسباب تسمية المنطقة التي عاش فيها الملا عطية وهي بني جمرة، ومعرفا بكيفية تعرفه على المنظومة الهجرية والتي أرجع الفضل فيها إلى الباحث التاريخي سالم النويدري، كما استعرض الجنبي بعض أشعار الملا عطية المكتوبة باللغة الفصحى.

وتناول الباحث التاريخي سالم النويدري فنون الشعر الشعبي وأوزانه في ديوان الجمرات الودية للملا عطية الجمري، موضحاً «أن الهدف من البحث هو التعرف على المستوى الإيقاعي في شعر الملا عطية المتمثل في ديوانه الجمرات الودية بأجزائه الستة». وقام بشرح الإيقاع وتعريفه، مشيراً إلى «أن قراءة ديوان الجمرات الودية من شأنها أن تطلع الباحث على الفنون الشعرية التي برع في نظمها الملا عطية ومدى تنوعها من حيث البناء الشعري و الوزن الشعري»، محدداً الفنون في الجمرات بأربعة فنون هي «المربع الشعري، الموال، الموشح، المقطوعات الشعرية».

وبين النويدري «ان ما يفرق الفن الشعري الشعبي عن الآخر هو عدد الأشطر ونظام بنائه أما الأوزان الشعرية في كل من المربع الشعري والموشح فهي مختلفة أما الموال فقد اختص النظم فيه ببحر البسيط»، مستعرضا كل فن والأوزان التي يحويها والبحر الذي ينتمي لها الوزن. وتطرق إلى تاريخ الموال إذ ذكر «أن تاريخه يعود إلى العصر العباسي وأن له اسماً ثانياً هو الزهري»، كما أن تاريخ «الموشح يعود إلى القرن الثالث من بعد الهجرة وبدأ عند الأندلسيين».

يذكر أن فعاليات مهرجان الملا عطية الأول والذي ينظمه مأتم الإمام الباقر(ع) في منطقة بوري ستستمر لمدة 7 أيام وتشتمل على مسرحية ومجالس حسينية ومعرض للكتاب، بالاضافة الى النواب

العدد 1270 - الأحد 26 فبراير 2006م الموافق 27 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً