العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ

ظلم ذوي القربى

محمد طاهر العصفور comments [at] alwasatnews.com

-

من المألوف حين ترى مذبحة وقعت في قطاع غزة أو في الضفة الغربية على أيدي الجيش الصهيوني، أن يسارع الناطق باسم البيت الأبيض إلى إعلان تفهم بلاده اتخاذ «إسرائيل» التدابير الأمنية لحماية نفسها، وان هناك جماعات إرهابية تحاول تقويض هذه الدولة. وينسحب ذلك على إطلاق القذائف العشوائية، سواء وقع ضحيتها الأطفال مثل ما وقع لإيمان حجو أو للكبار، وسواء في ذلك استهدف الأطفال عن سابق إصرار وتعمد، مثلما حدث للشهيد محمد الدرة، أم للكبار الذين يقتلون بدم بارد، وما يرافقه من إزهاق أرواح واقتحام مخيمات وتشريد للعوائل الفلسطينية، وإجلائها من مناطق سكناها، والعبث بمقدراتها وإتلاف محاصيلها الزراعية... إلخ. وفي الوقت الذي نتحدث عن شهداء يقعون ضحايا لهذا العدوان الإسرائيلي المتواصل، فان وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن قتلى.

وحين ننتقل إلى المستوى السياسي وطيفية تعاطي القوى العظمى مع ما أفرزته صناديق الاقتراع، فإننا نصطدم بعدم رضا تلك القوى عن نتائج تلك الانتخابات، وتضغط على حركة حماس من أجل الاعتراف بـ «إسرائيل» حتى تمسك بزمام السلطة.

وعلى رغم فوز الحركة في الانتخابات واختيار الشارع الفلسطيني لها، فإن الآخر البعيد يظل يمارس عربدته إلى حد انه يحاول إطفاء أنوار الديمقراطية بيديه، حتى يحافظ على استراتيجيته وموازين قواه في المنطقة.

وإذا كنا جميعاً نمتعض مما يقع على الأخوة الفلسطينيين الذين يتعرضون للمذابح والقتل الجماعي بشكل يومي، ونستنكر هذا الصمت العالمي تجاه هذا الشعب، فمن الأحرى بنا أن نتأمل ملياً فيما يحدث في العراق، ونرى كيف تدير وسائل الإعلام العربي ظهورها لما يقع هناك من قتل ومذابح وسفك للدماء، واستهداف للمدنيين العزل وقتلهم بدم بارد. فتتحدث وسائل الإعلام عن «قتلى» في العراق، أوقعتهم السيارات المفخخة، وفي اعتبار وسائل الإعلام العربية انهم مجرد قتلى، لأنهم وقعوا بأيدي «المقاومة الباسلة»، التي لم تقو إلا على أناس عزل فقراء، يخرجون من الصباح طلباً للقمة العيش فيتربص بهم القتلة في الشوارع، أو يذبحونهم على الهوية لأنهم من هذا المذهب المحدد... كل هذا تغفله وسائل الإعلام العربية.

وفي الوقت الذي جرت انتخابات شارك فيها ملايين العراقيين، ليختاروا ممثليهم ونوابهم، ترى بعض الأطراف تستنكف من الإقرار بهذا الفوز وتحاول فرض أجندتها الخاصة، على رغم تمثيلها القليل نيابياً، ولأول مرة تجري محاولة الفرض على الأكثرية تسليم وزارات السيادة للأقلية.

ان تجاهل الإعلام العالمي لما يقع من مجازر في الشعب الفلسطيني، وإغفال بعض وسائل الاعلام العربي للفوادح والنوازل التي تقع للشعب العراقي، توضح الوجه المظلم للأداء الإعلامي القريب والبعيد، وإن كان... وظلم بني القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

العدد 1277 - الأحد 05 مارس 2006م الموافق 04 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً