ما جرى في منطقة بلاد القديم قصته قصة، فحظر التجوال ليلاً، وحبس الأطفال والحيوانات الأليفة في المنازل، والرعب الذي دب في المنطقة بطله ضبع فار من يد صاحبه!
الحكاية تبدأ بهروب الضبع من القفص، وإذا بالأهالي يرون القطط في الشوارع بين صريع وجريح، فعلى الجدار قط من دون أذن، وهناك قط يهرول برجل مبتورة، وعلى طرف القرية حدثت مجزرة ما بعدها مجزرة في حق «السنانير»!
أحد أهالي القرية يعلق على الموضوع بقوله: «لا صار حظر تجوال في الديرة ولا شي، وما شفنا هذا الضبع الضايع، ولو شفناه ما راح نهرب تدري ليش؟ لأن الضبع لو عض واحد من أهالي الديرة كان من زمان مات، لأن لحم الأهالي مر من كثر المر اللي مروا فيه»!
القصة وما أحلاها على لسان النسوان، إذ نشرن الخبر في بقية القرى، وألفن بدايات ونهايات مخيفة لهروب الضبع، وكأن من يسمعها يظن بأنه في إحدى غابات إفريقيا أو أن أهالي بلاد القديم حوصروا من قبل مجموعة من الأسود الضارية «فلم تبق دجاجة، ولا سنور، ولا ماعز إلا وحصلت على نصيبها من الضبع الضاري»!
أفضل اقتراح أدلى به أحد المتصلين حين أشار - مازحاً - إلى ضرورة إحالة قضية الضبع الفار من العدالة إلى مجلس النواب لمناقشته بعد أن استيقظ النواب أخيراً من سباتهم وبدأوا يعطون النقاش جدية حقيقية! وقال: «قضية الضبع قضية وطنية كبيرة لأنها تمس الأمن والاستقرار ومن ثم نقترح على أصحاب السعادة النواب وضع قانون حاسم يمنع تجوال الضباع في القرى وخصوصاً تلك الضباع المجنونة الخارجة على القانون»!
عبدالله الملا
العدد 1280 - الأربعاء 08 مارس 2006م الموافق 07 صفر 1427هـ