العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

حددوا لعيدك يوماً وأنت العيد كله

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الام عاطفة جياشة، وعلى الأم يقع العبء الأكبر في الحياة اليومية، فهي التي تجعل من البيت واحة غناء ومكاناً هادئاً، وهي الملجأ الآمن لجميع أفراد الأسرة، ولا تقتصر تأثيراتها على الأطفال والأبناء، وإنما تشمل الزوج أيضاً، إذ تترك بصماتها الواضحة في حياة الرجل، إذ تجعله أكثر إبداعاً وإنتاجاً، أليس «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة»؟

ومن منطلق ان العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية وليست تنافسية، نستطيع إنصاف المرأة وضمان حقوقها، ونستطيع أن نقول إلى الأم: «أنت من جئت بنصفي المجتمع، وأنت عماده، فلا تمييز بين الاثنين (ذكر أو أنثى) فقد خرجا من بطن واحد.

الأم هي اليد الحانية التي تنغمس في الفؤاد وتبلل البراعم والورود الذابلة كي تصحو. والأم هي البذرة الطيبة التي تينع سنابل عطاءاتها في كل مكان وزمان. والأم هي مملكة الحنان.

يوم 21 مارس/ آذار من كل عام خصص للاحتفال عيداً للام، ولكن في الحقيقة ان قيمنا الإسلامية كانت أسبق من كل الحضارات والمبادئ والنظم في تكريم الأم وإعطائها مكانتها الحقيقية، والتي دون الحاجة إلى أحد في ان يعلمنا مكانة أمهاتنا، فقرآننا زاخر بالآيات التي تبرز مكانتها، قال رب العزة: «ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليا المصير» (القمان: 14).

وعندما سأل الرجل النبي (ص) عن أحق الناس بحسن صحابته، أجابه الرسول الكريم: أمك. وسأله ثم من؟ قال: أمك. وأعاد السؤال ثم من؟ فرد عليه (ص) أمك... ثم أباك. وفي حديث آخر قال (ص): «الجنة تحت أقدام الأمهات».

أي مجتمع متحضر لا يمكن أن ينشد الرقي والتقدم والأمن والأمان وهو يتجاهل دور الأم، فهي كنز العواطف وينبوع المحبة والعاطفة، والحجرة الأولى في حياتنا التي احتضنتنا بكل العطف تسعة أشهر دون تأفف أو ملل. إنها الرئة الأولى في حياتنا، والنبضة الأولى في خفقات قلوبنا... لها منا ألف تحية وهي تقف شامخة رغم كل ما تلاقيه نتيجة قسوة قلوبنا، رغم بخلنا عليها ولو بساعات لرؤيتها.

اليوم «عيد الأم»، وعلى رغم قناعتي بأن كل الايام هي للأم، عندما نقنن أحساسنا وفرحتنا بأمهاتنا في يوم واحد فإننا نظلم أنفسنا ونظلم جنتنا، فحقوقهن لا تؤدى في يوم أو عمر بأكمله، حتى وإن حددوا لك يوماً أسموه «عيدا»... فأنت العيد كله يمه

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً