العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ

بعد مقتل بن لادن... السفارة الأميركية تغلق أبوابها في باكستان

وسط تساؤلات بشأن دور إسلام آباد في العملية

إسلام آباد، لندن - أ ف ب، رويترز 

03 مايو 2011

أعلنت السفارة الأميركية في باكستان أمس (الثلثاء) غداة مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان بأيدي قوات كوماندوس أميركي، إن السفارة وقنصليتي الولايات المتحدة في باكستان أغلقت أمام الجمهور «حتى إشعار آخر».

وأوضحت السفارة في بيان «إن سفارة الولايات المتحدة في إسلام آباد وقنصليتي لاهور وكراتشي أغلقتا أمام العمليات اليومية للجمهور حتى أشعار آخر» خصوصاً العمليات المتعلقة بالتأشيرة. وأضاف البيان إن هذه الممثليات «تبقى مفتوحة للشئون الأخرى وللخدمات الطارئة للمواطنين الأميركيين».

وقال المتحدث باسم السفارة، البرتو رودريغيز «اتخذنا هذا الإجراء كإجراء أمني وسنبلغ الجمهور في الوقت المناسب وستتم إعادة دراسة الأمر بانتظام».

وفي ثاني رد فعل خليجي على مقتله، اعتبرت دولة الإمارات العربية المتحدة أن مقتل بن لادن «خطوة إيجابية» لكنها أكدت في الوقت ذاته أن مقتله «لا يعني نهاية الإرهاب».

ونقلت الوكالة الرسمية عن مساعد وزير الخارجية للشئون السياسية، طارق الهيدان قوله إن مقتل بن لادن «خطوة إيجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب مؤكداً ضرورة استمرار التعاون بين مختلف دول العالم للقضاء على هذه الظاهرة».

وأضاف أن «مقتل بن لادن لا يعني نهاية تنظيم القاعدة والإرهاب (...) فالحيطة والحذر واجبان للحفاظ على أمن الإمارات وشعبها»، مشيراً إلى أن الإمارات «لعبت دوراً مهماً خلال العقد الماضي في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف واستهداف المدنيين».

وأعلنت وسائل الإعلام الباكستانية أمس إن قتل زعيم تنظيم «القاعدة» سيسبب إحراجاً للسلطات التي تواجه ضغوطاً كبيرة لتفسير كيف استطاع بن لادن أن يعيش في هذا البلد من دون اكتشافه لأعوام. وأشار بعض المعلقين إلى أن واشنطن ستقوم بتحرك لإظهار استيائها لدى السلطات.

وكان يعتقد منذ فترة طويلة إنه يختبئ في الحزام القبلي الباكستاني الذي تسوده الفوضى في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع أفغانستان. وكتب الرئيس الباكستاني آصف على زرداري في صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول قائلاً إنه لم يتم إشراك قوات الأمن الباكستانية في العملية. ولكن وجود بن لادن على بعد بضعة كيلومترات من منشأة عسكرية رئيسية قد يقوض سمعة الجيش والمخابرات الباكستانيين.

وقالت صحيفة «ذا نيوز» في مقال افتتاحي «إخفاق باكستان في اكتشاف وجود أهم رجل مطلوب في العالم أمر مروع». وقالت صحيفة «ديلي تايمز» إن «كيفية تمكنه من الاختباء هناك من دون أي عمل من جانبنا أمر سيصعب إقناع الأميركيين به». وذكرت صحيفة «دون» أن هذه العملية «تثير عدداً كبيراً من الأسئلة بشأن مستوى التعاون مع المخابرات والجيش الباكستانيين. هل تم الوثوق فيهما؟ وإذا كان الأمر كذلك فإلى أي مدى؟ هل تم مشاورتهما أو تم إخطارهما فقط؟ هل لعبا أي دور في العملية».

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمس أن بلاده ستواصل العمل مع باكستان لمكافحة التشدد رغم تساؤلات مثارة بشأن من كان يعرف أن بن لادن مختبئ داخل البلاد على مقربة من العاصمة. وقال كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «الاختيار الأفضل هو التعامل مع باكستان والتعامل مع المتطرفين لا إظهار علامات اليأس والابتعاد... هذا سيكون اختياراً كارثياً».

كذلك رحبت الصحف العراقية الصادرة صباح أمس بمقتل بن لادن على أيدي قوات أميركية خاصة، إلا أنها رأت أن هذا الأمر لا يعني «نهاية الإرهاب والعنف» في العراق والعالم. وكتبت صحيفة «الدستور» المستقلة، في افتتاحية بعنوان «بن لادن ميت قبل مقتله» إن «القتيل (...) أشاع فكراً ونشر بذوراً لن تنبت إلا القتل والتدمير والتطرف».

وأضافت «ما يجب إدراكه على رغم أهمية الحدث وصداه الكبير على أداء خلايا التنظيم و قياداته، أن موت بن لادن لا يعني انتهاء الإرهاب وعودة السلام للعالم الذي يفترض البعض إنه سيكون أكثر أمناً»

العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً