العدد 3171 - الجمعة 13 مايو 2011م الموافق 10 جمادى الآخرة 1432هـ

نهب الأسلحة الليبية الصغيرة ربما يهدد المنطقة

ديفيد لويس comments [at] alwasatnews.com

.

تقشعر الأبدان في الغرب من مجرد فكرة أن يضع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يده على صواريخ أرض جو ليبية لكن تدفق الأسلحة الصغيرة من جديد وعودة مقاتلين متمرسين قد يمثلان التهديد الإقليمي الأكبر. وحتى الآن اقتصرت تداعيات الحرب الأهلية في ليبيا على منطقة الجنوب على عودة موجات من العمال المهاجرين. لكن الحكومات في منطقة الساحل تعتقد أن مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي استقبلوا قوافل أسلحة من بينها صواريخ من طراز (اس ايه-7) مسروقة من مخازن السلاح المهجورة الخاصة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويتطلب استهداف طائرات بتلك الصواريخ تدريباً وانتقال خلايا القاعدة إلى مناطق قريبة من المدن ولذلك يعتقد خبراء أن من المرجح استخدام أية أسلحة ثقيلة في الدفاع في حالة تعرض الإسلاميين المتشددين لهجمات محمولة جواً. غير أن المناطق النائية والتي تكون مضطربة عادة في دول مثل موريتانيا ومالي والنيجر حيث ينشط الإسلاميون إلى جانب متمردين ومجرمين محليين ومهربين معرضة بشدة للتأثر بتداعيات الصراع في ليبيا. ويقول المسئول الكبير بمركز كوفي عنان الدولي للتدريب على حفظ السلام في غانا، كويزي انينج: «الوضع في ليبيا يمثل بعض المشاكل لدول غرب إفريقيا». وأضاف «من الطبيعي أن بعض الأسلحة قد تصل إلى أيادي شريرة... لا توجد سيطرة حكومية في الأجزاء الشمالية (من منطقة الساحل على أطراف ليبيا)». خرج تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي من عباءة الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال العام 2007 وتحت ضغط من الجيش الجزائري في الشمال كثف نشاطه في منطقة الصحراء. ويقول محللون إن التنظيم الذي يعتقد أن عدد أعضائه لا يتجاوز بضع مئات استغل سوء التنسيق بين الحدود ليشن هجمات من وقت لآخر على جيوش محلية ويخطف مواطنين غربيين ما أدر عليه حتى الآن ما بين 50 و70 مليون دولار من الفدى. وسلطت فورة من النشاط الدبلوماسي بالمنطقة في الآونة الأخيرة الضوء على المخاوف الملحة بشأن التداعيات التي ستترتب على الوضع في ليبيا. كما زادت المخاوف من شن عمليات انتقامية بعد قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. ويعتقد زعماء مالي وتشاد أن أسلحة منهوبة وصلت إلى قواعد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي وحذر الرئيس التشادي من أنها قد تصبح القوة الأفضل تسلحا بالمنطقة. وتحدث مسئول جزائري عن عدة قوافل. ويقول آخرون إنه لا يوجد ما يثبت هذا بعد غير أن قلة هي التي تعتقد أن حصول التنظيم عليها سيتطلب جهداً نظراً لارتباطه بعلاقات وثيقة بشبكات تهريب السلاح وامتلاكه المال الوفير الذي جمعه من الفدى. وقال مدير الطوارئ بمنظمة هيومان رايتس ووتش، بيتر بوكارت، الذي قضى أسابيع يوثق ترسانات الأسلحة المنهوبة في ليبيا «هناك ما يكفي (من الأسلحة) في الأنحاء بحيث سيكون من السهولة الشديدة بمكان أن يحصل عليها الحريصون على هذا». ووجه معظم التركيز إلى صواريخ (اس ايه-7) التي تطلق من على الكتف والتي استخدمتها عناصر القاعدة في محاولة فاشلة لإسقاط طائرة إسرائيلية في كينيا العام 2002. وقال بوكارت «هذا مبعث قلق رئيسي لأن هذا أحد الأسلحة المفضلة لدى جماعات القاعدة» مشيراً إلى أن المقاتلين في العراق أظهروا كيف يمكن تحويل الأسلحة المسروقة إلى قنابل. ويقول خبراء إن المسئولين يعون جيداً أن المخاوف من شن هجوم «مذهل» للثأر من قتل بن لادن حقيقية تماماً لكن مدى الصواريخ من طراز (اس ايه-7) قصير وبالتالي يجب أن ينقلها المتشددون من قواعد نائية بالصحراء إلى أماكن قريبة من المطارات في مدن كبرى إذا أرادوا استهداف طائرات.

وقال دبلوماسي يتابع أنشطة التنظيم: «ستكون أكثر فائدة على الأرجح كأسلحة دفاعية». وبعد عمليات خطف معظمها انتهازية أثبتت هجمات هذا العام في نيامي ونواكشوط طموح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في استهداف العواصم. لكن خبير مكافحة الإرهاب بمركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية نيك برات يقول إن هذا السلاح في حد ذاته يمثل عقبة. وأضاف برات الذي تشمل خبرته العسكرية المشاركة في جهود أميركية سرية لتسليح المجاهدين في أفغانستان: «ليس سلاحاً تمسك به وتطلق النار منه... المشكلة الكبرى هي أن التدريب عليه يستغرق وقتا طويلا». وأضاف أن «الصواريخ السوفياتية القديمة في منطقة الصحراء تشكل قلقاً أمنياً أقل من شاحنة مليئة ببنادق الكلاشنيكوف». وربما لا تتدفق الأسلحة فقط إلى الجنوب. وانتشرت تقارير على نطاق واسع بأن القذافي يجند مقاتلين وخاصة من بدو الطوارق لتعزيز قواته. ويقول مسئولون إن بعض هؤلاء المجندين الجدد، فضلاً عن مقاتلين من المنطقة يعملون في صفوف القوات الموالية له منذ فترة طويلة سيعودون إلى ديارهم ذات يوم. وكانت عودة مقاتلين لهم خبرة إلى أجزاء مهمشة من مالي والنيجر من العوامل التي ساعدت على قيام حركات تمرد في التسعينيات. ومازالت حكومتا مالي والنيجر تسعيان جاهدتين لمداواة الجراح بعد أحدث انتفاضات العامين 2007 و2009. وقال خبير الشئون الإفريقية بجامعة الدفاع القومي بالولايات المتحدة اندريه لوساج: «هناك نمط تاريخي لا نريد تكراره». ويعتبر شمال مالي في ظل الفقر المدقع والعزلة اللتين يتسم بهما معرضاً لهذا الخطر بدرجة كبيرة. وحوله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى قاعدة خلفية واندمج مع القبائل المحلية من خلال الزيجات وسعى إلى دق إسفين بين الحكومة والسكان المحليين. وتنتشر شبكات التهريب المربحة أيضاً في هذه المنطقة القاحلة ما يقوض القانون والنظام ويذكي الفساد. وفي الأسبوع الماضي حاول رئيس مالي أمادو توماني توري الحصول على دعم شيوخ القبائل وحذرهم من مخاطر تدفق الأسلحة والمخاوف من أن يجند تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مقاتلين جدداً. ويقول لوساج: «يجب أن يكون شيوخ القبائل على وفاق مع الحكومات الوطنية حتى لا يتوافر الدعم الشعبي لأي حركة... حتى لا تكتسب شعبية»

العدد 3171 - الجمعة 13 مايو 2011م الموافق 10 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً