العدد 3191 - الخميس 02 يونيو 2011م الموافق 01 رجب 1432هـ

الريّس مبيقدرش!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مازال مصير الرئيس المصري المخلوع مثار جدلٍ كبيرٍ في الشارع المصري، بين من يطالب بالإسراع في محاكمته، ومن يطالب بالعفو عنه بعد مصادرة كل الأموال التي استولت عليها عائلته خلال ثلاثين عاماً.

حتى الآن، فإن ثلاثة أرباع المصريين يميلون إلى الرأي الأول، والربع الباقي يميل إلى الرأي الثاني بحسب استطلاع أخير. والمجلس العسكري يأخذ ذلك بالحسبان، إذ أعلن قبل يومين أن محاكمته ستكون في الثالث من أغسطس/ آب.

في الأسبوعين الماضيين، كانت هناك حملة استعطاف للعفو عن الرئيس المخلوع، يقودها غالباً المنتفعون من الفترة السابقة. ومن أبرز الأوتار التي عزفوا عليها حالة الرئيس الصحية، حيث لم يعد قادراً على المشي أو الحركة أو التنفس أو الأكل أو حتى الابتسام! لقد صوّره إعلاميّوه رجلاً مشلولاً مغلولاً أشبه بالمومياء.

النيابة العامة قامت بانتداب لجنة من المتخصصين في أمراض القلب والحالات الحرجة لإعادة تقييم وضعه الصحي، وتقرير مدى إمكانية نقله إلى مستشفى السجن بدل بقائه في منتجعه الفخم بشرم الشيخ.

اللجنة الطبية، للتوثيق، تم تشكيلها من مجموعة من الدكاترة: محمد مختار جمعة أستاذ القلب وعميد كلية طب الأزهر سابقاً، رامز رؤوف جندي رئيس قسم القلب بكلية طب جامعة عين شمس، أسامة محمد أستاذ الجراحة بالمعهد القومي للأورام وجامعة القاهرة، أحمد عبدالعزيز أستاذ طب الحالات الحرجة والقلب بكلية الطب جامعة القاهرة، عميد طبيب أمين فؤاد شاكر رئيس قسم القلب بالمركز الطبي العالمي، عميد طبيب أيمن السباعي رئيس قسم الكلى والسكر بالمركز الطبي العالمي. أي إنها لجنةٌ على مستوى عالٍ، وليست أي كلام.

اللجنة توصلت في تقريرها إلى أن فخامة الرئيس السابق حسني «يعاني من نوبات متكررة من ارتجاف أُذَيْني متكرّر مصحوب بانخفاض حاد في ضغط الدم وقصور لحظي في الدورة الدموية للمخ؛ ما يؤدي إلى فقدان لحظي للوعي، واختلال بضربات القلب البُطَينية متعددة المصدر وبشكل متقارب والتي تهدّد بحدوث ارتجاف بُطيني وهو المسبّب للسكتة القلبية المفاجئة، وزيادة في معدلات هذه النوبات عند تعرض المريض للضغوط النفسية، بالإضافة إلى أورام بالقنوات المرارية والبنكرياس» كما جاء في التقرير، علماً بأنه سبق أن أجريت له عمليةٌ في ألمانيا لإزالة المرارة قبل عام.

اللجنة قامت أيضاً بإجراء فحص للرئيس (السابق) بغرفته في العناية المركّزة، وتبيّن لها أنه «يعاني من وهن وضعف وحالة اكتئاب نفسي واضحة وضعف بالعضلات، ولا يستطيع القيام من الفراش دون مساعدة، وأجريت له أشعة على الشرايين السباتية أظهرت وجود ضيق مؤثر بالشريان السباتي الأيمن والأيسر». بمعنى أنه بعد ثلاثة أشهر من خروجه من السلطة، سقط فريسةً لكل أنواع الأمراض النفسية والجسدية دفعةً واحدة. وصدق القائل: «مسكينٌ ابن آدم، مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ العمل، تؤلمه البقّة، وتنتنه العرقة، وتقتله الشرقة»، ومع ذلك كان يتصرف في مصر وكأنه من المخلّدين، ونسي أن لو دامت لغيره لما وصلت إليه.

الرئيس الذي كان يتحكم في مصر كما يتحكم بالخاتم في إصبعه، أصبح عاجزاً كالمومياء. ولم يجد من يطالب شيخ الأزهر بإصدار عفوٍ عنه إلا الحاخام الصهيوني عوفاديا يوسف، الذي اشتهر بفتاواه العنصرية بقتل الحشرات العرب وسحق رؤوس الفلسطينيين الثعابين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3191 - الخميس 02 يونيو 2011م الموافق 01 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً