العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ

أجندة "الوفاق"

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحديث عن أجندة جمعية الوفاق ليس أمرا سهلا، ذلك لأن "الوفاق" تمثل طيفا متنوعا، وهي نبعت أساسا من الشارع البحريني الذي انتفض في تسعينات القرن الماضي، وهي لذلك مثقلة بالكثير من القضايا والهموم التي كانت ولاتزال تحرك الأجواء السياسية. كنت أتحدث باسم ذلك الشارع المنتفض "ما بين 1994 حتى 2001"، وأأمل في أن أكون مخلصا دائما وأبدا لتلك الجماهير المحبة لوطنها والمضحية من أجله. وأعتبر نفسي حاليا ناصحا "وقابلا للنصح أيضا" ومعينا لهم "على الخير" ما استطعت إلى ذلك سبيلا. إنني من المؤمنين بضرورة وجود من يمثل الشارع البحريني الذي انتفض قبل عشر سنوات، وهو الشارع الذي ساهمت انتفاضته في تحريك ملف الإصلاحات. ولذلك، فإنني من الذين عملوا، وسيستمرون في العمل، على المحافظة على "الوفاق" في أن تمارس عملها السلمي، لكي تعبر عن طموحات وآراء الطيف الذي تمثله. عندما تحدثت مع رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بعد مسيرة سترة لم أجد سوى الشخص الذي عرفته دائما... محبا لوطنه، حاملا لهموم الشارع، وساعيا لتحقيق المطالب المعيشية والمبدئية المطروحة. وفي اعتقادي أن الشيخ علي يستطيع أن يوجه دفة الوفاق فيما لو خف ضغط الشارع عليه. إن من حق الشارع أن يضغط، ولكن التأجيج المستمر، والخطاب الذي تستخدمه بعض الأطراف، والبيئة الغامضة التي تنتعش فيها الإشاعات والأقاويل غير الموثقة، كل ذلك ساهم في دفع الوفاق إلى التحرك بشكل أوحى إلى الدولة بأنها "أفلتت" الزمام، وأن إدارتها أصبحت تحت رحمة المشككين والذين يصرون على استخدام الخطاب التحريضي بصورة مبطنة أو معلنة. الحديث مع المقربين للقرار الرسمي يكمل الصورة التي كنت أشك في انتشارها بشأن الوفاق. فهناك رأي يرى أن أجندة الوفاق هي إحراج الدولة وإهانة هيبتها والتشهير بها دوليا "حتى الخبر المحلي، مثل مسيرة سترة، أصبح دوليا في عصرنا المعولم بالفضائيات ووكالات الأنباء والإنترنت". ولذلك، فإن فتح القنوات الحوارية لن تكون منه فائدة لأن هناك من سيضغط على الوفاق باتجاه التأجيج "وربما المصادمة" مع السلطة. على أن هذه الفكرة ليست دقيقة "على رغم ضجيج بعض الخطابات"، والشيخ علي سلمان لديه لغة هادئة، وقد صرح بأنه يقف مع مشروعات التنمية والفورمولا، وأنه ليس مع إضعاف هيبة الدولة، وأن كل ما يطرحه هو فتح قناة للحوار يستشعر جديتها لكي يستطيع من خلالها إقناع إدارة الوفاق وجمهورها بأنهم جزء إيجابي من اللعبة السياسية، وأنهم يستطيعون السير مع القيادة السياسية في مواقع الاتفاق، وهي كثيرة، والاحتفاظ بالحق السلمي "وغير الضار بهيبة الدولة" في الاعتراض على ما لا يتفق مع المطالب المعيشية والمبدئية التي تعمل من أجلها الوفاق. هناك أيضا صمام أمان يتوافر للدولة وللشارع السياسي الذي تمثله الوفاق، وهو الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي صرح في خطبة الجمعة بأن الحوار والعمل السلمي والابتعاد عن الصدام هو الخيار الاستراتيجي. والشيخ عيسى لم يتطرق إلى الموضوعات الحساسة بصورة مباشرة، وفي حين قرر التصدي شخصيا للقضايا المطروحة، فإن أكثرية الشارع الشيعي سيستمع إليه. ستبقى هناك مجموعة تستمر في إصدار البيانات التي تهدف إلى خلق التصادم والتشنج، ولكنها - بمجموعها وبمختلف أصنافها - ربما تؤثر على 10 في المئة من الشارع الشيعي. لقد احترمت القيادة السياسية مقام الشيخ عيسى قاسم وأرسلت إليه اثنين من أهم شخصيات الدولة قبل ليلة واحدة من مسيرة سترة، ولكن يبدو لي أن الرسائل التي تبادلها الطرفان في ذلك الوقت الحرج لم تكن كما ينبغي. فقد فهم الجانب الرسمي أن الشيخ عيسى يقول إن الشارع لا يستمع إليه عندما ضرب مثلا عن علاقة الأبناء بالآباء في هذا العصر، على رغم أن ما كان يقصده الشيخ عيسى هو أن دخوله على الخط يتطلب أن يقتنع جمهوره بأن باستطاعته الحديث مع القيادة السياسية عن الشئون العامة بصورة أكثر جدية مما هو الحال الآن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً