العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ

الديمقراطية الوراثية!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

عبر اللبنانيون بطريقة واضحة أمس الأول عن وجهة نظرهم تجاه الانتخابات النيابية عندما هجروا عملية التصويت، وفضلوا البقاء في بيوتهم على الذهاب إلى مراكز الاقتراع. فالناخب البيروتي يائس من حدوث أي تغيير في الوضع الراهن، مثلما هو محبط من الطبقة السياسية التي لم ولن تتغير وتدعي في الوقت نفسه حرصها على التغيير.

وبانتهاء الانتخابات في لبنان يبدأ عهد جديد، لن يكون جديدا بالطبقة السياسية التي تحكم البلاد. فمن المقدر سلفا أن هذه الطبقة ستعيد إنتاج نفسها عبر الاستحقاق الانتخابي، فتعود هي هي. فانتخابات بيروت كما هي في باقي المناطق محسومة النتائج مسبقا، ولصالح لائحة الحريري الابن، وتعاطفا مع الحريري الأب، ولذلك انسحبت القوى التقليدية برمتها تصويتا وترشيحا.

عدم تفاؤل المتطلعين بـ "العهد البيروتي الجديد"، يتمثل في كون سعد الحريري، لا يملك أي خبرة سياسية، بل ربما لا يعرف بيروت بالقدر الكافي، فالرجل عاش معظم أيامه في السعودية يتابع مصالح والده وشركاته، وكل شرعيته تنحصر في كونه ابن رفيق الحريري ويجلس على مخزون هائل من مليارات الدولارات ورثها عن والده.

فكيف يمكن أن يترأس الحريري الابن رئاسة وزراء لبنان، ويتعاطى مع تعقيدات الملف اللبناني السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهو لا يملك الخبرة الكافية التي تؤهله لهذه المهمة الصعبة؟ مهلا لم السؤال، فالانتخابات برهنت أن الديمقراطية وراثية في لبنان، الابن يرث الأب، والزوجة ترث الزوج، والأخت ترث الأخ، وسعد ليس استثناء في جميع الأحوال.

نحن هنا لا نشكك في فوز الحريري الابن ونزاهة العملية الانتخابية، ولكن كل المؤشرات تدل على أن المصالحة المأمولة في لبنان مازالت مؤجلة، وان حدة الانقسامات تتسع، ولذلك بات من الصعب على أي مراقب محايد أن يشعر بالتفاؤل

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً