العدد 3238 - الثلثاء 19 يوليو 2011م الموافق 17 شعبان 1432هـ

بيان الجمعيات الثلاث... الرأي الآخر بالبحرين

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد يومٍ واحدٍ من إعلان جمعية «الوفاق الوطني الإسلامية» الانسحاب، أصدرت شقيقاتها الجمعيات الثلاث «وعد» و «المنبر التقدمي» و «التجمع القومي»، بياناً مهماً وضعت فيه النقاط على الحروف، مؤكدةً فيه إيمانها بحق كافة مكونات المجتمع في المشاركة في رسم مستقبل البلاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

آخر ما صدر من «الوفاق» تصريح نائب رئيس البرلمان المستقيل خليل المرزوق، أوضح فيه كيف تم رفض كل النقاط الخمس المتصلة بمرئيات المعارضة، من حكومةٍ منتخبةٍ بإرادة شعبية، وبرلمان كامل الصلاحيات تشريعاً ورقابة، ودوائر عادلة ضمن نظام انتخابي شفاف ونزيه، وقضاء مستقل، حتى مبدأ «صوت واحد لكل مواطن» الذي يضمن مساواة المواطنين في أبسط حقوقهم السياسية (الانتخاب) تم التصويت عليه ضمن الكبائر والمحرمات!

لم يكن رفض كل ما تطرحه المعارضة مفاجئاً لأحدٍ من المتابعين، فتنظيم المؤتمر كان على درجةٍ من الدقة والتخطيط، بحيث هبط بحصة المعارضة بين الحضور إلى 17 في المئة. و «الوفاق» التي يعرف الجميع أنها تمثل أكبر كتلةٍ في البرلمان، وتعكس آراء أكبر كتلة انتخابية في الشارع، هبط تمثيلها إلى 1.5 في المئة! والمراقبون قرأوا في تمثيل جميع الجمعيات السياسية، موالاةً ومعارضةً، بالثلث، على أنه تذويبٌ للقضية السياسية التي تمثل جذر المشكلة وأساسها.

الجمعيات الوطنية الثلاث أوضحت في بيانها الأخير تحفظها على آليات الحوار في خطابات رسمية، وتنبهت مبكراً إلى أن هذه الآليات لن تسمح بإجراء حوار جدي، وخصوصاً في المحور السياسي الذي يمثل جوهر مطالبها. ومع ذلك ارتأت المشاركة في الحوار بنية صادقة وجدية لإنجاحه، وقدمت مرئياتها ومطالبها، من مجلس كامل الصلاحيات، وحكومة تمثل الإرادة الشعبية ودوائر انتخابية عادلة.

البيان يشير إلى أن ما تمخّض عنه المؤتمر حتى الأحد الماضي، أكد مخاوف الجمعيات الثلاث والقوى السياسية المعارضة، حيث تم رفض كافة المطالب السياسية المشروعة التي طرحتها، تحت حجة «عدم التوافق عليها»، وهو مشجبٌ فضفاضٌ يمكن أن تُعلّق عليه أية كميةٍ من الملابس. فلو استمر المؤتمر حتى يوم القيامة، فلن يحصل «توافق» في ظل هذا الانقسام الطائفي المبرمج، ليس فقط بشأن القضايا الكبرى كالمساواة وإنهاء التمييز وحل ملف التجنيس، بل حتى على مستوى القضايا الصغرى كحق تشكيل الأحزاب ومنح المجلس الثقة لبرنامج الحكومة. ودائماً سيكون هناك حججٌ وتبريرات ضد أي قبولٍ للتغيير، ليس ضد «الوفاق» والجمعيات الثلاث أو السبع المعارضة، بل لما سيحفل به المستقبل من حركاتٍ شبابيةٍ يعجّ بها العالم العربي الذي يعيش ربيعه منذ مطلع هذا العام.

الجمعيات الثلاث، وكلها لها تاريخ طويل يمتد لعقود، خلصت إلى نتائج أكدتها، في مقدمتها أن تركيبة المشاركين في الحوار لا يمثلون الشعب بأسره، وبالتالي فإنها ترفض الموافقة على مبدأ أن النتائج التي تم أو لم يتم التوافق عليها، تمثل رغبة الشعب وبالتالي البناء عليها وحدها، أو اتخاذها ذريعة لإلغاء المطالب السياسية الجوهرية. كما أن مجرد رفع التوصيات لا يعطي أية ضمانات حقيقية وجوهرية بأن التوصيات التي لم يتم التوافق عليها سوف تؤخذ بالاعتبار. والأهم أن المطالب التي تقدمت بها الجمعيات الثلاث تمثل جوهر المطالبات السياسية لقوى المعارضة، منذ الخلاف على تفسير الميثاق فيما يخص صلاحيات المجلسين (البرلمان والشورى)، وهي مطالب ثبت أن وراءها جماهير عريضة لاتزال تتمسك بها، وبالتالي سيتعذر القبول بنتائج الحوار دون التوافق عليها.

الجمعيات الثلاث أوضحت أن تمسكها بمطالبها السياسية المشروعة إنما تنطلق من حاجة حقيقية وضرورية لإصلاح البلاد، وليست ترفاً فكرياً أو مماحكات شكلية. وتذكّر بأن «الديمقراطية والحياة الكريمة باتت قاسماً مشتركاً لانتفاضات الجماهير العربية، وشعب البحرين، بما يملكه من تاريخ وطني عريق، لا يمكن استثناؤه من هذه المسيرة». وهي بذلك تضع الحدث البحريني ضمن سياق عربي تاريخي عام.

البيان الذي تضمن خمس نقاط، آخرها التأكيد على الحاجة لتوفير أجواء سياسية واجتماعية تعيد اللحمة للوحدة الوطنية، وتقضي على مصادر التوتر والانفلات الأمني من خلال إطلاق سراح المعتقلين، وإعادة كافة المفصولين لأعمالهم، ووقف الانتهاكات الأمنية لحقوق الإنسان والتصعيد الإعلامي الطائفي المقيت.

في الختام... وباختصارٍ شديدٍ، وبكلامٍ عربي مفيد، إن بيان الجمعيات السياسية يمثّل الصوت الآخر في البحرين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3238 - الثلثاء 19 يوليو 2011م الموافق 17 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:19 م

      مثير للشفقة

      بيان الجمعيات الثلاث مثير للشفقة ، لا تعرف ماذا تريد؟؟ فهي تتحفظ على في نفس الوقت الحوار وآلياته من جهة ، وهي مستمرة فيه! أكيد ثمة ضغوط عليها ، والوفاق أيضا كان عليها ضغوط سواء للمشاركة أو للمقاطعة ، ومع ذلك انسحبت واعلنتها صراحة. الأفضل للجمعيات الثلاث ان تنسحب أيضا ، ......

    • زائر 19 | 9:22 ص

      بيان الجمعيات الثلاث ليس إلا رأيا وليس الرأي الآخر

      من فضلك يا استاذ التعبير الصحيح هو ليس بالف ولم التعريف بل هو رأي أحر وليس الرأي الآخر لأن البلد في أكثر من رأيين وكأنك تختزل جميع الآراء في كفة و رأي الجمعيات الثلاث في كفة ثانية وهذا ليس صحيحا.

    • زائر 18 | 7:43 ص

      سؤال

      الم يكن الحوار بدون سقف وبدون شروط لماذا ترفض مطالب الوفاق للنقااش

    • زائر 16 | 5:19 ص

      الصوت والرأي الآخر من يسمعه ويحس فيه ............ ام محمود

      الوفاق وأخواتها وشقيقاتها من الجمعيات الثلاث يريدون المشاركة الفعالة من أجل حلحة الأمور وايجاد مخرج آمن للأزمة واصلاح ما يمكن اصلاحه خاصة ما يتعلق بالمطلب السياسي والتعقيدات الحاصلة لأنها إذا بقيت معلقه فاننا سنرجع الى المربع الأول وستزيد المشاكل والقلاقل والتصادمات و مع تزايد أعداد المفصولين والمهمشين والذين لا يجدون لقمة العيش والسكن فالوضع قابل للتأزم
      هؤلاء الجمعيات ليسوا مدعوين لرسم مستقبل البلد لأن بعد الأحداث ظهر خطاب جديد اسمه "نحن" و "أنتم"- النظره مشكوك فيها

    • زائر 15 | 4:57 ص

      لقد تم رفض كافة المطالب السياسية المشروعة التي طرحتها، تحت حجة «عدم التوافق عليها»........... ام محمود

      صدقت يا استاذ فلو استمر المؤتمر حتى يوم القيامة، فلن يحصل «توافق» في ظل هذا الانقسام الطائفي المبرمج، ليس فقط بشأن القضايا الكبرى الملحه والخطيرة والمتأججه والمتفاقمه والمتفجره بل حتى القضايا الصغرى والبسيطه
      -
      لقد أثبت العرب جميعا وليس في البحرين فقط فشلهم في ادارة الحوارات وفي ادارة الأزمات العاصفة وفي احتواء وتقبل البعض بين المعارضة والسلطة
      الكل يتمسك برأيه ويعتقد بانه الصواب ويرى ان التنازل أو القبول بشروط معينه هو الضعف والاستسلام والمهانه
      الى ان وصلنا للطرق المسدوده والانفاق المظلمه

    • زائر 14 | 3:55 ص

      ولنا من الوفاق قدوة حسنة

      لقد دخلت الجمعيات في الحوار ايمانا منها بالقاء الحجة والمشاركة علها تجد مخرجا يتناسب وتطلعات الشعب ولم يكن هناك من مفاجئة بان تتصدى لها بعض الاطراف وبمنهجية معروفة مسبقا ولكن يا للاسف لقد رفضت الحلول الوفاقية خوفا على المطامع الشخصية وبعيدا عن الوطنية ولكن هل هذا هو الصواب فأذا خرجت نتائج الحوار دون المستوى فأين ستسير السفينة وهل الحوار كان فقط لطرح الاراء وبالتالي تتم تغييب الحل الاساسي ان مرئيات الجمعيات بالانسحاب لن يكون الا مسمارا يغرس في نعش الحوار والله من وراء القصد . حافظو على مصير شعب

    • زائر 10 | 3:05 ص

      جواب

      يقال أن هناك من الجمعيات ممن ترغب في الإنسحاب حيث أن الوفاق لم تنسحب منفردة مباشرة لكن وكما يقال لاتستطيع تلك الجمعيات ان تحمل أكثر من طاقتها فبقيت في الحوار فقط .واقول:المفروض ان تشهر رأيها مثل الوفاق وتنسحب إذا كانت راغبة في ذلك ولا تجعل القرار مدفونا في قلبها.

    • زائر 9 | 2:54 ص

      من يمثل 65% من أصوات الناخبين يمثل في البرلمان ب45% وفي الحوار ب1.6%

      تلك إذا قسمة ضيزا. رغم مقاطعة البعض من المعارضة حازت الوفاق على نسبة 65% من أصوات الناخبين أي لو أن هذا البعض صوت لربما بلغت النسبة أكثر من ذلك
      ولكن تمثيل ال65% من الناخبين هو 45% في البرلمان ثم يأتي الحوار لسيخط هذه النسبة إلى
      1.6% هذه نسبة تمثل 65%
      هل من المعقول القبول بذلك وهل من المتوقع الخروج بنتائج إيجابية في ظل إسقاط الوزن الحقيق للمعارضة في الحوار
      ماهكذا تورد يا سعد الإبل كونوا منطقيين ولو قليلا فالعالم ينظر إليكم

    • زائر 8 | 2:48 ص

      تعديل الوضع السياسي

      يا اخ زائر 4 لو صلح الجانب السياسي سوف يصلح الجانب المعيشي، لو فيه شئ نأكله وماعندنا أمن ولا كرامة ما قيمة هذه العيشة المذلة.
      اما الجمعيات الثلاث اقول على القوة والله يعينكم ويوحدكم لما فيه خير هذا الشعب ويقوى الجميع من المعارضة (الجمعيات السبع)

    • مواطن مستضعف | 1:51 ص

      سيستمرّ الحوار بأي حال!! (الحكومة)

      أي .. لينسحب من ينسحب و ليبقى من يبقى .......لا ضير!!

    • زائر 6 | 1:49 ص

      الاينسف ماتم الاتفاق عليه لاشروط والسقف مفتوح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      آخر ما صدر من «الوفاق» تصريح نائب رئيس البرلمان المستقيل خليل المرزوق، أوضح فيه كيف تم رفض كل النقاط الخمس المتصلة بمرئيات المعارضة، من حكومةٍ منتخبةٍ بإرادة شعبية، وبرلمان كامل الصلاحيات تشريعاً ورقابة، ودوائر عادلة ضمن نظام انتخابي شفاف ونزيه، وقضاء مستقل، حتى مبدأ «صوت واحد لكل مواطن» الذي يضمن مساواة المواطنين في أبسط حقوقهم السياسية (الانتخاب) تم التصويت عليه ضمن الكبائر والمحرمات! مع من اخي السيد مع اكثرية تعرف الحق لكنها لحسابات ضيقة تشيح عنه الوجه وتأكل ثمرات وتضحيات الاخرين

    • زائر 5 | 1:35 ص

      إذن لماذا لا ينسحبون ؟!

      "الجمعيات الثلاث أوضحت أن تمسكها بمطالبها السياسية المشروعة إنما تنطلق من حاجة حقيقية وضرورية لإصلاح البلاد، وليست ترفاً فكرياً أو مماحكات شكلية" إذن ما الجدوى من الاستمرار في الحوار وتدبيج البيانات فقط لرفع العتب وإعلان البراءة أمركم عجيب ومثير للشفقة وغير مقنع لاعضاء هذه الجمعيات ومنتسبيها وهذه الخلاصة لم تكن مفاجاة للناس كانت معروفة سلفا فاحفظوا ماء وجوهكم قبل فوات الفرصة وبقيت أيام ، ومثل هذا التبريرات لاتقنع أحدا البتة لان التاريخ لايرحم

    • زائر 4 | 1:35 ص

      نتمنى قبل الأنسحاب

      تعديل الوضع الأجتماعي والمعيشي للمواطن , ليس من العدل النظر للجانب السياسي فقط , لماذا يا جمعيات لا تنظرون للجانب المعيشي للمواطن ؟ ارجوا طرح الوسط وجهة النظر هذه لأن المواطن ينتظر ذلك.

    • زائر 1 | 9:19 م

      سلمت يداك سيد

      انا اعتقد بأن اذا ما نجح الحوار سوف تكون هناك نتائج ........ والستار رب العالمين والجمعيات الثلاث في اعتقادي في طريقها للأنسحاب!!

اقرأ ايضاً