العدد 3246 - الأربعاء 27 يوليو 2011م الموافق 26 شعبان 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

حياتنا والقهوة

إحدى الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وذلك لشكره والسؤال عنه وذلك عرفانا منهم لدوره في حياتهم الدراسية، حيث حققوا جميعا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب والاستقرار المادي والاجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة اخذ كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر وتركهم الأستاذ على راحتهم يشكون الهم والغم والتذمر من حياتهم ثم استأذنهم وغاب عنهم قليلا، ثم عاد يحمل إبريقا كبيرا من القهوة، ومعه مجموعة أكواب متنوعة الأشكال والألوان فمنها أكواب صينية فاخرة وأكواب زجاج عادي وأكواب بلاستيك وأكواب كريستال فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن بينما كانت هناك أكواب من النوع البسيط الموجود في أغلب المنازل.

قال الأستاذ لطلابه تفضلوا، وليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟ ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة وبعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات و»مواعين» تحوي الحياة وأما نوعية الحياة فهي (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير وعندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة.

نعم لقد أصاب هذا الأستاذ الكبير الحقيقة إذ إن هذه آفة يعاني منها الكثيرون فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين وبدل الاستمتاع بحياته مع أهله وذويه يظل يفكر بما لدى غيره ويقول ليت لدي ما لديهم وبالتالي يستمر بالهمّ والغم والتذمر وتنقلب حياته إلى جحيم بسبب مراقبة ما عند الناس وترك مراقبة نفسه وسبل تطويرها لنيل الراحة.

مجدي النشيط


فمي مطبق

 

حين لا يعي الشخص ما يقوله عليه أن يبقي فمه مطبقاً. حقاً يزعجني من يقول شيئاً لا يعنيه، ألا تفكر فيما تقوله؟ لِم تتخذ قرارات فجائية؟ قرارات اتخذتها في أوج الملل؟!

أهذا طريق للمطامع الذاتية؟ شعارات مزيفة ليست إلا، جمل بلا معنى... تلك التي تتلوها على مسامع الجميع تشكل أملاً لأحدهم فليكن ذلك ضمن نطاق المجهود الذي تبذله في صوغ الكلام أو حتى في تأليفه!

الشخصيات الازدواجية... تلك التي ترهبني، تجعلني فقط جامدة لا استوعب مقدار السلبية والايجابية فيها، أيهم أكثر أهي تميل للإيجابية؟ أم تنضح بالسلبية؟ آه... جهد كثير ذلك الذي ابذله لفهم الجميع... حتى أفكاري تلاقحت بين أفكار هذا وذاك بين الصواب في كلام هذا وعكسه.

إنني مجبرة على إقفال الموضوع، سأبقي فمي مطبقاً!

زينب سيدجميل إبراهيم


انقطعت الكهرباء منتصف الليل فاتصلت لأطلب إجازة عن العمل

 

عندما تجد نفسك مستيقظاً بعد منتصف الليل إثر انقطاع الكهرباء وفي هذا الجو الحار والمتعب تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تنهض لتبحث عن السبب، وعندما تجد الخلل والمتسبب في هذا الانقطاع هو طارئ كهربائي نتيجة الأحمال الزائدة وكثرة المكيفات التي تعمل من دون انقطاع تباشر بالاتصال لهيئة الكهرباء والماء للاستفسار والسؤال عن مدة استرجاع التيار الكهربائي وخصوصا أنك في منتصف الليل والجو العام غير ملائم للانتقال إلى مكان آخر أو الخروج خارج المنزل لتهب عليك نسمة هواء باردة! مما تضطر للجلوس مكانك وتتابع الهيئة بالاتصال.

بعد أن أصابني الملل والضجر جراء الحر الشديد وانا أفكر بكيفية الذهاب للعمل بعد ليلة متعبة بسبب هذا الانقطاع الكهربائي المفاجئ، اتصلت من جديد بهيئة الكهرباء والماء واخبرتهم من دون شعور بأنني أريد (اجازة عن العمل) لأني لا أستطيع الذهاب بسبب قلة النوم ومكر وغدر الكهرباء التي باغتتنا منتصف الليل ولم تؤجل ذلك للصباح!

وقد سألت المناوب والذي كان على الهاتف في تلك الليلة عن تسجيل المكالمات الواردة إليهم وقد اجابني (بنعم)، عندها اخبرته بأن يعرض هذا الأمر على المسئولين بوزارة الكهرباء بإصدار اجازة أو ورقة تفيد بأن فلان بن فلان قد انقطعت عنه الكهرباء ويلتمس العذر بعدم الذهاب للعمل، وقد اجابني بعد أن ضحك بخجل من خلال الهاتف أنه سيفعل وان المسئولين يستمعون لكل هذه المكالمات!

عاد التيار الكهربائي ولم استطع النوم، وقد ذهبت للعمل وأنا متعب جدا بينما هناك بعض المسئولين لا يتعرضون لهذه المواقف أبدا ويذهبون للعمل من دون تعب، واعتقد ان أطفالهم ونساءهم ينامون بهدوء وراحة بال.

سامي العنيسي


حولت قضية المطلقة اللاجئة إلى لجنة إسكانية مختصة لدراسة وضعها

 

بالإشارة إلى الشكوى المنشورة في صحيفتكم الغراء في «الوسط» ص 8 تحت عنوان «مطلقة تعيش مع أبنائها في ملجأ وتنشد وحدة سكنية من الدولة» والصادرة يوم الأحد الموافق 10 يوليو/ تموز 2011 في العدد 3228، تود وزارة الإسكان الإفادة بأنها قد رصدت موضوع الشكوى في صحيفتكم الغراء، حيث تم تحويلها إلى الإدارة المختصة للنظر في فحواها ودراستها وسيتم موافاة المواطن الكريم صاحب الشكوى بالرد على شكواه أو استفساره باتصال مباشر من قبل الجهة المختصة في وزارة الإسكان في أقرب وقت ممكن.

وزارة الإسكان


ما وراء السفر

 

سارية الوصل تمخر في اكتظاظ

وتحمل... في صلب النهار...

تلتف مع رجراج الماء...

وصوت اليم يعلو في صخب

من وراء السهل...

وعين الشمس تلتهب

تردف برمق لم يتعب

تتصبب عرقا... ترهق... تغرق

فلون الشفق يبهر...

يجتاح السماء ويغمر

هكذا تبقى تنتظر... تقاوم... تتأمل

دفء يملؤها في لحظة... فتدركه

تعبق بأريجه... بعد شتات

أودت بها الأقدار... تعبث

هدأت روحها تستجمع

سرعان ما بدأ الغد بوجه مشرق

صديقة عباس


نهضة الذات العربية

 

من أهم ما يميز الثورات العربية قيامها ضمن أفراد من المجتمع بمعزل عن الجمعيات، والتكتلات السياسية بمختلف توجهاتها الفكرية والدينية العقائدية. فما عاد العتاب الطويل وجلد الذات العربية يجدي لقيام نهضة عربية ترضي طموح المواطن العربي الذي ينظر إلى العالم المتحضر بحسرة وسؤم من الحياة القائمة لديه.

قيام الثورات ضمن أفراد آمنوا بقدرتهم على التغيير عندما ضاقت بهم الأنظمة الاستبدادية، وخنقتهم أنظمة الأحزاب والجمعيات التي لم تعد تثمر بذورها القائمة على الأنظمة المستبدة الصورية، بل بدت كطاحونة كل يطحن ما يقابله، وها نحن في دوامة خرجنا منها بصفعة كلفتنا بعضاً من زهرة الشباب العربي المحروق ظلماً. وما ذلك الرماد سوى تخصيب للأرض العربية التي أجهدها الظلم والطغيان لحكومات لا تشبع، ولخطابات لا تغني من جوع.

في زمن ما، كان المتسلقون يلاحقون السلطة ومقربيهم، ويظهرون مهارة كبيرة في التعامل مع القوى المهيمنة، وينتظرون فتات أسيادهم كزاد يؤمن لهم حياة مريحة.

وآخرون من فئة المثقفين جهز لهم حلبة مصارعة دولية بعنوان البحث في أسباب الانحطاط وتراجع الثقافة العربية، والمتخاصمين من الأصوليين الإسلاميين، والمحدثين التغريبيين.

والأخير من فئة التراب، وهم غالبية الشعب، أولئك من ينخرون الصخر ليؤمنوا قوت يومهم، من جردوا من أبسط حقوقهم كمواطنين من الدرجة الأخيرة.

وكل يوم كان يتغذى هؤلاء على التبعية والصراعات، والتهميش بينما يتغذى أبناؤهم على العلم والإصرار كجيل يبني ذاته على العزيمة لغد أفضل، مؤمن بما أعطاه الله من قوة، باحث لأسباب التطور، لا يهويه الانقياد والتبعية للأقوى، فكل قوى بإرادتها، وكل يبني ثقته بذاته على أسس انتمائه القوي لأرضه، وتعميق مكانته ودوره في المجتمع، فلا يشيد صرح، ولا تكون جماعة من دون معرفة مكانة هذا البناء العظيم، ودوره في المجتمع كبناء فعال، ومميز، ومؤثر.

زينب ربيع


حياتنا مخبأةٌ في أجهزتنا المحمولة

 

منذ أيام تجولت في حديقة قريبة من بيتنا فرأيت امرأة تحمل بين كفيها كتاباً تقرأه، فتبادر إلى ذهني قول المتنبي: وخير جليسٍ في الزمان كتاب، أكملت تسكعي في الحديقة حتى التقيت بشبابٍ جالسين وبدا جلياً أنهم منهمكون في تصفح الانترنت على أجهزة البلاك بيري والآيفون وغيرها فقلت في نفسي لو أن المتنبي قد عاصر زمني هذا وشاهد ما أشاهد لأنشد يقول: خير جليسٍ في الزمان الإنترنتُ!

لا أستطيع سوى أن أقول بأن ثقافة الشباب هذه الأيام هي في استخدام الاجهزة المحمولة، فأنت أين ما تذهب تجد أشخاصاً «يطقطقون» بأصابعهم الرشيقة على أزرار تلك الأجهزة الخاصة بهم، بعدما تلقت هذه الأصابع تمارين رياضية مكثفة للنقر والقفز على الحروف والأرقام، إن لم تكن أنت نفسك تملك واحداً منها.

ولو عاش الجاحظ عصرنا هذا لما كان توفي بسبب كتبه الضخمة التي سقطت عليه فأردته قتيلاً، لأنه بالطبع سيكون قد حمّل كل الكتب في جيبه بواسطة أيٍ من أجهزة الآي باد أو الآي بود أو الآيفون أو البلاكبيري!

لطالما حاولت التكنولوجيا جاهدةً أن تستأثر بحياتنا اليومية، لتجعل من حياتنا أكثر سرعة وأكثر راحة، وأظن بأنها نجحت فعلاً؛ أليس هناك اليوم كتاب إلكتروني وجريدة إلكترونية ورسالة إلكترونية وصديق إلكتروني ولقاء إلكتروني، حتى صار يمكنني أن أقول بأن حياتنا أصبحت مخبأة في أجهزتنا المحمولة، وأنني لأتخيل بأنه سيأتي يوم يتعرّف الزوجان على بعضهما ويحبّان بعضهما إلكترونياً ثم يتفقان على الزواج ويحدّدان الموعد ويتم استدعاء المأذون إلكترونياً وترسل بطاقات دعوة إلكترونية الى أصدقاء إلكترونيين، ويتم التحضير لكل شيء بضغطة زر على لوحة المفاتيح، وقد يُرسل المهر بالكريديت كارد إلكترونياً، ثم ليلة الزفاف تتم طقوس الزواج «أون لاين» وتطلق أم العروس زغرودة إلكترونية في «المايك»، وربما بعد عدة أيام يتم الطلاق إلكترونياً أيضاً بعد أن تكتشف الزوجة بأن زوجها يخونها إلكترونياً!

منذ أيام شاهدت فيلماً وثائقياً عن الحياة الرقمية والأشخاص الرقميين، وهم أشخاص يقضون معظم حياتهم على الإنترنت، وحتى علاقاتهم الشخصية رقمية بحته، لدرجة أنه يوجد طفل عمره 13 سنة كوّن له شركة رقمية عبر الإنترنت وله موظفون رقميون يدفع لهم رواتب أيضاً، دون أن يعلم موظفوه بأنه مجرد طفل!

غريب أمر التكنولوجيا، تتمسكن حتى تتمكن، لدرجةٍ صارت حياتنا مجرد أيام مخبأة في أجهزتنا المحمولة.

حنان محمد رجب

العدد 3246 - الأربعاء 27 يوليو 2011م الموافق 26 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:58 ص

      حنان محمد رجب

      جميلةٌ مقآلتكِ =)

    • زائر 2 | 5:27 ص

      الى وزارة الكهرباء؟؟

      الى متى يستمر الانقطاعات , اولسنا دولة متقدمة غنية بالنفط؟
      لا اعلم من المسؤال عن الانقطاعات المتكررة والتى تحرجنا كثيرا مع مسؤولينا خصوصا عندما لا نستطيع ان نتغيب او ان ننتج في العمل بسبب عدم النوم .
      اتعبتينا ياوزارة الكهرباء يجب ايجاد حل ؟
      وموظفيكم لا اعلم لماذا يتاخرون عندما نقوم بالتبليغ ؟
      رمضان قادم فلا تجعلونا كالدول المتاخرة ؟

    • زائر 1 | 3:46 ص

      أين ما تذهب تجد أشخاصاً «يطقطقون»

      فأنت أين ما تذهب تجد أشخاصاً «يطقطقون» بأصابعهم الرشيقة على أزرار تلك الأجهزة الخاصة بهم،
      غريب أمر التكنولوجيا، تتمسكن حتى تتمكن، لدرجةٍ صارت حياتنا مجرد أيام مخبأة في أجهزتنا المحمولة.
      hahaha KALAM SAHEH 100/100

اقرأ ايضاً