العدد 3269 - الجمعة 19 أغسطس 2011م الموافق 19 رمضان 1432هـ

من تراث جداتنا «خياطة النقدة»

النقدة... مصطلح محلي يطلق على الخيوط الفضية أو الذهبية التي تطرز على الثوب أو الدراعة أو السروال الذي ترتديه النسوة قديماً، وفي كثير من قرى البحرين تسمى «النغدة» بدلاً من النقدة، هذه المهنة كانت مقتصرة على النساء الكبيرات في السن من الجدات والأمهات فقط.

وفي زيارتي منذ أيام إلى مركز تنمية الصناعات الحرفية في المنامة، قصدت ورشة «النقدة»، هناك اندهشت حقيقة، خصوصاً وأني رأيت العاملات في تلك الورشة من الشابات البحرينيات.

دخلت المكان «ورشة النقدة» سلمت على الشابات وعرفتهنّ بنفسي، فرحبْن بي أشدّ ترحيب... بادرتهنّ بما يجول في خاطري من تساؤل، قلت لهن: توقعت أن أدخل هذا المكان لأرى جداتنا وهنّ يعملن «النقدة» وليس أنتنّ «أيتها الشابات»؟

تعالت ضحكاتهنّ في المكان، ثم صمتن جميعاً لبرهة، فسارعت المشرفة «ليلى» بالقول: كما ترين جميع العاملات هنا شابات.

سألتها: وممن تعلمتنّ هذه المهنة؟

أجابت المشرفة ليلى: في العام 1996 حرصت الجمعية النسائية الراعية لهذا المشروع (جمعية أوال النسائية) على عمل ورشة عمل، من خلال إحضار إحدى النساء الكبيرات في السن ممن يتقنّ هذه المهنة «النقدة»، واستمرت هذه الورشة لمدة ثلاثة شهور.

أهداف مشروع «النقدة»

تشجيع الفتيات البحرينيات على ممارسة العمل اليدوي ضمن مشاريع انتاجية جماعية، وتوفير مدخول مادي ثابت لمن يعمل في هذه الحرفة، بالإضافة إلى أن هدفه أيضاً يرتكز على إحياء حرفة يدوية قديمة والتي ممكن أن تندثر إذا ما أهملت وتركت مقتصرة على الجدات والكبيرات في السن دون الاستفادة من الطاقات الشبابية الواعدة والمبدعة أيضاً.

من جهة أخرى، ذكرت «بثينة» وهي شابة بحرينية انضمت لهذه المهنة منذ العام 1997، بأنها كانت تشاهد خالتها قديماً وهي تمارس هذه المهنة «النقدة»، فكانت تطلب منها مراراً بأن تعلّمها كيفية عمل النقدة، إلا أنّها كانت ترفض وباستمرار، لأنها كما تقول بثينة مهنة تضر بالعينيين كما ترى خالتها، وبالتالي فإن الخالة كانت تخاف عليها من الضرر الذي قد يلحق بها لو أنها مارست ذات المهنة التي تضررت منها، لكن حينما سمعت بثينة بأن جمعية أوال النسائية تحتاج لبعض الشابات من أجل تدريبهن على هذه المهنة، سارعت لتسجيل اسمها، وعندما سمعت الخالة «خالة بثينة» بأن بثينة تعمل في ذات المهنة «النقدة»، أظهرت انزعاجها من الأمر، وقالت لها باللهجة البحرينية الدارجة «يا المكروده» أي يا تعيسة الحظ.

ورغم ذلك واصلت بثينة مشوارها، وها هي وبعد مرور اثني عشر عاماً تجد نفسها أكثر سعادة، رافعة رأسها عالياً وبلا خجل؛ لأنها تحافظ على جزء من موروثها الثقافي والشعبي «مهنة النقدة» التي كانت تزاولها النسوة البحرينيات من الجدات والأمهات قديماً؛ لتساهم في حمايتها من الاندثار. في المقابل... تذكر لنا فاطمة وهي شابة انضمت للعمل في المشروع في 1997 أيضاً... أنها كانت تشاهد قريباتها من النسوة الكبيرات في السن وهن يزاولن المهنة، وها هي الآن تزاول ذات المهنة بعد أن تدربت عليها هنا وهي فخورة بذلك.

وتخبرنا فاطمة: أن هناك أنواعاً من «النقدة» وهي معروفة لدى جداتنا وأمهاتنا قديماً مثل (الفرخ الكبير، والفرخ الصغير، والكازوه، والنجمة، والوردة الكبيرة، والسبع خوات، والدبله، والفوله، وغصن الشجرة، ورأس السكر، ورأس الرمح، ودرب الحيه، والسعفه... )

واضافت: هناك أنواع استحدثناها بأنفسنا أثناء عملنا الجماعي كشابات هنا، مثل (وردة المثلث ، ووردة المعين، ووردة الرباعية، ووردة سبع الخوات).

لكن في المقابل، فإن الزائر لهذه الورشة يجد أن عمل النقدة مطور للغاية، لأن مهنة الجدات «النقدة» وفي الأزمنة القديمة، كانت تطرز على الثوب والسروال والدراعة فقط.

أما «النقدة الحديثة» والتي تحترفها الشابات يتم عملها على الأثاث كـ «البراويز، والمخدات، وأغطية الطاولات، والجلسات... الخ»، بالإضافة إلى الجلابيات والشيلات والتي تقوم هؤلاء الشابات بعملها حسب طلبات الزوار، وكثرة الطلبات في بعض الأحيان، قد تدفع بالجمعية لأن تستعين بربات البيوت ممن عملن في ذات المجال أو كانت لهن خبرة قديمة بعمل النقدة، وهذا من الأهداف الرئيسة والتي يرتكز عليها هذا المشروع للاستفادة من الأسر البحرينية المنتجة

العدد 3269 - الجمعة 19 أغسطس 2011م الموافق 19 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:34 م

      ياسلاااام

      حلاااوتهم جداتنا بصروال أبو نغدة

    • زائر 7 | 8:15 ص

      طلب مساعد

      السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

      تحيه طيبه بالورد والياسمين اما بعد

      الي من يهمه الامر
      انا موطنه بحرينيه وحابه اتعلم خياطة النقده والبريسم اذا امكن واتمنى من فريق العمل ارشادي الي اين اذهب

      ولكم جزيل الشكر والتقدير لاهتمامكم

    • زائر 6 | 1:52 م

      مآإشـآإء الله

      الله يعطيهم الصحه والعافيه يارب ..
      بس بغيت أسألكم مركز الصناعات الحرفيه
      هنآك يبآع * ثوب النقده* ؟؟
      لأن جدتي الله يطولنا في عمرها خآطرها في هالثوب فديتها .. وتبي تشتري
      فإذا تفيدوني لوسمحتوا مشكورين

    • زائر 5 | 8:08 ص

      رداً على الزائرة الأولى

      اسم المركز " مركز تنمية الصناعات الحرفية " في المنامة خلف مركز القلعة، بجانب مخازن وزارة التربية والتعليم..
      وكل ما تريدين تعلمه من حرف " موجود بذات المركز وتشرف عليه عدة جمعيات أهلية .. بالتوفيق يا رب.

    • زائر 3 | 7:56 ص

      بارك الله بكن

      أرجو من الاجيال القادمة المحافظة على تراث البحرين العريق

    • زائر 2 | 6:19 ص

      بارك الله بكن اخواتنا الكريمات

      هذه مهنة رائعة مهنة الاجداد القديمة
      ياليت بعض الزوجات تهتم بشي من التراث القديم
      افضل واشرف من الجلوس على النت وثرثرة وعمل العمايل والمكايد على الزوج لانه يريد الزوجة الحسنة االخلق واالابتسامة التي تنمي عن صدق وحياة مشتركة وليس مجرد مصلحة

    • زائر 1 | 11:31 م

      والدتي الله يطول فى عمرها ممتهنة هذه المهنة منذ طفولتها ولكن؟

      بعد ما اضعف نظرها هذا العمل الشاق تركته منذ سنين طويلة إذ كنت صغيرا فى الستينات اجلس واحيك معها "بالمعفوس" وبعد ان كبرت الان واصبحت عاجزا انا, اقسم لو حصل لي الشرف الان بالتعلم لهذه المهنة المحببة على قلبي لما ترددت وتوانيت ولو تشرحوا لنا اين المركز والتلفون للاتصال كي اذهب لعل يعلموننى لانى بعدي لم اتخطي الستين من عمري واحب ان اعمل لا اريد الجلوس بالبيت قد سئمت وضاق صدري اريد من يعلمنى ويخرجنى مما انا فيه وشكرا لو يحصل لي العمل

اقرأ ايضاً