العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ

أوروبا تعرض بضمانات مفاعل بالماء الخفيف على إيران

يخضع لإشراف روسيا فيما إدارة بوش قلقة من انعكاسه على كوريا الشمالية

أفاد دبلوماسيون أمس أن الاتحاد الأوروبي يتدارس تقديم عرض جديد لإيران للحصول على مفاعل نووي مدني يعمل بالمياه الخفيفة شرط أن تعطي طهران ضمانات بأنها لا تسعى لحيازة القنبلة النووية.

وينص العرض الذي تعمل الدول الأوروبية على صوغه على أن تتولى روسيا عمليات تخصيب اليورانيوم الإيرانية. وقال دبلوماسي أوروبي على اطلاع على المفاوضات مع إيران «الثلاثي الأوروبي ومسئول السياسة الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا يخططون لعرض مفاعل أوروبي يعمل بالماء الخفيف على إيران في مقابل وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم». وأضاف أن مسئولين سياسيين من الثلاثي الأوروبي وسولانا سيناقشون خطة الحوافز المقترحة مع نظرائهم الأميركيين والروس والصينيين في لندن الجمعة المقبل.

وفي واشنطن، قال دبلوماسيون إن مسئولي حكومة جورج بوش الذين يعارضون اتفاقا ابرم في العام 1994 ولا يعمل به الآن كان وعد كوريا الشمالية بمنحها مفاعلات نووية يخشون أن العرض الأوروبي لإيران قد يفتح من جديد الباب أمام كوريا الشمالية لطلب معاملة مماثلة.

وفي وقت سابق، استبعدت إيران احتمال قبول تلك المبادرة وأكدت أنها غير مهتمة بالحوافز الأوروبية مقابل وقف نشاطاتها التخصيب. وقال المتحدث باسم الخارجية حميد آصفي انه «مندهش» من أن الاتحاد يواصل تقديم مثل هذه العروض على رغم تأكيد إيران الدائم رفضها وقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وأوضح آصفي انه «إذا كانت أوروبا تسعى إلى حلول دبلوماسية وسلمية، فيجب عليها أن لا تتجاوز المعاهدات الدولية». وأوضح «لا توجد حوافز أفضل من تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دون تمييز». وأضاف «قرار إيران الحفاظ على حقها في التخصيب نهائي ولن تتراجع عنه».

كما قال رئيس قسم الشئون الخارجية في هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محسن نجفي إن بإمكان إيران التعامل مع أية عقوبات قد تفرض عليها بسبب برنامجها النووي، وأنها ستلحق ضرراً كبيراً بواشنطن في حال تعرضت لضربة عسكرية. ولوحت إيران بقدراتها العسكرية وقال وزير دفاعها مصطفى نجار «إن الخبراء الإيرانيين مستعدون لصنع طائرات من دون طيار وأجهزه الكترونية لتوفير الأمن لحدود البلاد». وأضاف «أن هناك الكثير من المشروعات التي يجري الإعداد لها وسيتم تنفيذها في الوقت المناسب». وبشأن ما وصفه «بتهديدات الأعداء على إيران عسكريا» اعتبر «أن تكرار هذه الأقاويل والتهديدات دليل على أنها خاوية».

من جهة أخرى، ندد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي «بإمبراطورية وسائل الإعلام العالمية» التي اتهمها بتعمد تشويه مواقف إيران بشأن ملفها النووي. وقال إن «وسائل الإعلام، التي يهيمن عليها أصحاب المال والقوة، تصف أميركا على أنها رمز لحقوق الإنسان والديمقراطية وتشبه في الوقت نفسه الإسلام بالإرهاب».

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا والصين لن تدعما إطلاقا أي استخدام للقوة ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وصرح لافروف خلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع مع نظيره الصيني لي تشاو شينغ أن «روسيا والصين لن تصوتا بكل تأكيد لمصلحة استخدام القوة لحل هذه المسألة». وأضاف في ختام زيارة استمرت يومين للصين «نعتقد أننا يجب ألا نعزل إيران أو نزيد الضغوط عليها، لأن ذلك سيزيد من احتمال انتشار الأسلحة النووية».

من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو جيانتشاو تأييده للعرض الأوروبي وحث طهران على إبداء رد ايجابي لهذه التسوية. ووصف المتحدث العرض بالموقف المهم. كما صرح رئيس الأركان الروسي يوري بالويفسكي أن عملية عسكرية أميركية محتملة في إيران ستكون «خطأ سياسيا ودبلوماسيا كبيراً جداً» من جانب أميركا.


كيسنجر يحث بوش على دراسة رسالة أحمدي نجاد

واشنطن - أ ش أ

دعا وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر إلى دراسة الرسالة الأخيرة التي بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للرئيس الأميركي جورج بوش، موضحا أنه يمكن التعامل معها على أنها حيلة تهدف إلى عرقلة مشاورات مجلس الأمن بشأن تجاهل إيران لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال كيسنجر لصحيفة «واشنطن بوست» أمس إن هذا الاعتبار وكذلك النغمة الغوغائية للرسالة استحقا الرفض من جانب وزيرة الخارجية كوندليزا رايس، لكن ربما يكون له أيضاً نوايا تتجاوز التكتيكات والدعاية. وأوضح انه يتعين على الفرد أن يتصور ما كان سيحدث إذا استخدم حتى أكثر سلاح نووي بدائي في الهجمات على نيويورك أو واشنطن أو لندن أو مدريد أو اسطنبول أو بالي. وأشار كيسنجر إلى وجود نوعين من المفاوضات الأولى المحادثات الكورية التي بدت أكثر تقدما من محادثات الترويكا مع إيران

العدد 1349 - الثلثاء 16 مايو 2006م الموافق 17 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً