العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ

هل تتكرر «أزمة» الأئمة والمؤذنين؟

بعد تحويل رواتبهم...

الحكاية كانت لها بداية، وظل 500 من المؤذنين وأئمة المساجد التابعين للأوقاف الجعفرية تائهون يبحثون عن نهاية... حسبوا أن إقرار كادر الأئمة والمؤذنين سيكون الفرج لهم، وظنوا أنهم وجدوا ما كانوا يبحثون عنه فصارت لهم وظيفة ثابتة يجنون من ورائها أرزقاهم ولكن...

في سبتمبر / أيلول صرفت رواتب المؤذنين وأئمة المساجد، وكانت الأمور تسير على السكة الصحيحة، ولكن الأحوال تغيرت حين «هلّ» شهر ديسمبر/ كانون الأول النحس الذي سيسجله المؤذنون وأئمة المساجد في ذاكرتهم، ففي هذا الشهر انقطعت الرواتب وباتوا من دون مدد مادي، وحينها بدأت بداية التوهان!

وأخذ المؤذنون يطرقون كل الأبواب، ويدخلون ما استطاعوا من مكاتب المسئولين، ظنا منهم أن مشكلتهم ليست إلا مشكلة عابرة أو خللاً مفاجئاً في هذا الشهر... صرفت الرواتب بعد أن كان المؤذنون وأئمة المساجد يحاولون التأقلم مع وضع جديد بشق الأنفس، ولكن المشكلة استمرت للشهر الثاني على التوالي.


شهور عجاف!

يعرج مؤذن مسجد الشيخ عيسى في النويدرات يعقوب يوسف على مأساة المؤذنين قائلا: «المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي الراتب الذي يصرف شهراً ولا يصرف في الشهر التالي، وحين نراجع الأوقاف الجعفرية يقال لنا إن الخلل في الموازنة التي لم تصرف بعد، وتصوروا حالنا من دون رواتب ولدينا التزامات مصرفية إضافة إلى أن لدينا عوائل وهذه العوائل بحاجة إلى من يعولها».

ويستطرد «حين نراجع إدارة الأوقاف ولا نحصل على نتيجة نقول لهم: أين نذهب؟ ومن نراجع؟ فيجيبوننا بأن نقصد ديوان الخدمة المدنية لأن الخلل في الديوان الذي لم يصرف الموازنة حتى الآن، وعندما نذهب إلى الديوان يقول لنا الموظفون إن الخلل في إدارة الأوقاف الجعفرية»!. من جهته يقول مؤذن مسجد الضامن في المعامير جعفر حسن: «من المفترض أن الراتب سينزل خلال فترة من ديوان الخدمة المدنية، وصبرنا تقريباً شهراً كاملاً وبعد ذلك أخبرنا المسئولون في الأوقاف الجعفرية بأنهم سينزلون الراتب، وتكررت هذه العملية من شهر ديسمبر من العام الماضي حتى الشهر الجاري».


مصدر الخلل مجهول!

يعود مؤذن مسجد الشيخ عيسى في المعامير يعقوب يوسف، متحدثا عن الضياع الذي يعيشه المؤذنون وخصوصا أنهم لا يعرفون من المسئولين مصدر الخلل «لا نعرف أين الخلل بالضبط، وحين نقارن وضعنا بالأوقاف السنية يتضح لنا الفرق، فالأوقاف السنية لم يحدث فيها هذا اللغط، فالأوقاف السنية تصرف الرواتب للمؤذنين والأئمة وديوان الخدمة المدنية يسدد للأوقاف، وحين طلبنا من الأوقاف الجعفرية بأن يقوموا بالطريق نفسه قال لنا المسئولون في الأوقاف الجعفرية إنهم لا يمتلكون الموازنة التي تؤهلهم ليقوموا بما تقوم به الأوقاف السنية، وكم غريب هذا العذر لأن الجميع يعلم أن موازنة الأوقاف الجعفرية تفوق موازنة الأوقاف السنية وربما بأضعاف مضاعفة».

ويقول: «في السابق كنا نعمل مع المقاولين، وصحيح أن المقاولين يؤخرون الرواتب أياما عدة، ولكننا في الأخير نعلم متى سينزل الراتب ونأقلم أنفسنا مع وقت نزوله».

وعن طريقة التوظيف يشير يوسف إلى أنها «خطأ في خطأ، ففي البداية طلبوا منا رسالة تزكية من القرية، وحين جئنا بالرسالة طلبوا منا أن نأتي برسالة استقالة من الشركات التي نعمل فيها وجئنا بالاستقالة، وحتى الآن لم يتم ترتيب الأمور والرواتب تتقلب من شهر إلى شهر».


الكادر الذي لم ير النور!

ويعلق مؤذن مسجد الضامن في المعامير على كادر الأئمة والمؤذنين، مشيراً إلى أن «هناك خللاً في الكادر، ولذلك تأخر حتى الآن، وبحسب علمنا فإن الأمور تسير في الطريق الصحيح في الأوقاف السنية، ولا ندري لماذا كل هذه العرقلة من الأوقاف الجعفرية»؟

وبشأن الكادر كانت وزارة الشئون الإسلامية ردت على سؤال النائب علي أحمد والمتعلق بكادر الأئمة والمؤذنين بأنه بناء على موافقة مجلس الوزراء رقم 1 في جلسته رقم 1777 بشأن إخضاع المتفرغين من الأئمة والمؤذنين لكادر وظيفي خاص يعمل به اعتباراً من دورة موازنة 2005 و 2006 في ضوء ذلك. وتم إعداد واعتماد الهياكل التنظيمية لكادر الأئمة والمؤذنين لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية من قبل وزارة الشئون الإسلامية وديوان الخدمة المدنية بصورته النهائية. كما قامت الوزارة باعتماد قوائم الأئمة والمؤذنين التابعين لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية وإرسالها إلى ديوان الخدمة المدنية بحسب المعايير المعتمدة للكادر الجديد. والإيعاز إلى إدارتي الأوقاف تكملة إجراءات التوظيف (الصحة والداخلية) بالنسبة إلى المتفرغين ممن ينطبق عليهم نظام الخدمة المدينة. وبالنسبة إلى الأئمة والمؤذنين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً ولا تنطبق عليهم معايير الكادر والأئمة والمؤذنين غير البحرينيين فقد وجهت إدارتي الأوقاف لزيادة مكافآتهم على النحو الآتي: البحرينيون المتفرغون لمهمات الإمامة والأذان ولا يتسلمون معاشات تقاعدية تمت زيادة مكافآتهم بنسبة 32 في المئة، والبحرينيون المتفرغون لمهمات الإمامة والأذان ويتسلمون معاشات تقاعدية تمت زيادة مكافآتهم بنسبة 30 في المئة. وبالنسبة إلى غير البحرينيين ممن يقومون بمهمات الإمامة والأذان سواء كانوا متفرغين أو غير متفرغين تمت زيادة مكافآتهم بنسبة 15 في المئة. أما الأئمة والمؤذنون الذين هم حالياً خارج الخدمة ونظراً إلى ما قدموه من أعمال جليلة في خدمة بيوت الرحمن وإذ إنهم لا يتسلمون معاشات تقاعدية من أية جهة أخرى فتم توجيه إدارتي الأوقاف لمنحهم مكافآت ومساعدات تتناسب مع سنوات خدمتهم.

وتم التنسيق مع وزارة المالية لصرف مرتبات ومكافآت الأئمة والمؤذنين اعتباراً من سبتمبر الماضي وخصص لذلك مبلغ وقدره 165 ألف دينار شهرياً لكل إدارة من الأوقافين، وذلك لحين تسكين الأئمة والمؤذنين في الكادر من قبل ديوان الخدمة المدينة.

ويبلغ مجموع المؤذنين المتفرغين الخاضعين لأنظمة ديوان الخدمة المدنية 203 مؤذنين، وبلغ مجموع الذين صرف لهم 108 آلاف و800 دينار بأثر رجعي، ويصل راتب كل منهم الى 268 ديناراً. والصنف الآخر هم المؤذنون بنظام المكافآت ويصل عددهم الى 224 مؤذنا، ويحصل كل واحد منهم على 180 ديناراً كراتب مقطوع، وبلغ مجموع ما صرف لهم بأثر رجعي 71 ألفاً و240 ديناراً، اضافة إلى عدد قليل جدا من الأجانب الذين يعملون في المساجد الواقعة في المناطق النائية ويحصل كل واحد منهم على 135 ديناراً.


«الأوقاف» تلقي باللائمة على « الخدمة المدنية»

في السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن سبب عدم تسلم 500 إمام ومؤذن منتسبين إلى كادر الأئمة والمؤذنين التابع لإدارة الأوقاف الجعفرية مكافأتهم لشهر مايو/ آذار الجاري يعود لعدم انتهاء ديوان الخدمة المدنية من إجراءات تطبيق الكادر.

من جهته، صرح مدير الأوقاف الجعفرية عون الخنيزي بأن « الإدارة تسلمت التحويلات المالية المخصصة لمنتسبي كادرة الأئمة والمؤذنين لشهر مايو الجاري، واعتمدتها على وجه السرعة، ليتم صرفها إلى المؤذنين وأئمة المساجد».

وبالتالي ينتهي فصل جديد من فصول معاناة أئمة المساجد والمذنين من دون أن يعلموا إذا ما كان هذا الفصل هو الأخير، أم أن للحكاية بقية، وهناك فصول أخرى لم يخوضوا غمارها بعد... ويظل السؤال المحير ملازما مكانه يصدح به المؤذنون وأئمة المساجد: متى سينتهي ديوان الخدمة المدنية من إجراءات تطبيق الكادر في صيغته النهائية؟ بالتأكيد، سيكون الجواب لدى ديوان الخدمة المدنية ووزارة الشئون الإسلامية

العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً