العدد 3315 - الثلثاء 04 أكتوبر 2011م الموافق 06 ذي القعدة 1432هـ

فتيات وفتيان الربيع العربي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لأول مرة في التاريخ، يتم ترشيح ثلاثة من الشبان والشابات العرب... لنيل جائزة نوبل للسلام.

الثلاثة لم يسمع بهم أحدٌ تقريباً قبل عام، ولم تظهر أسماؤهم إلا بعد انفجار الربيع العربي، فالأول مدير تنفيذي لشركة، والثانية إحدى مؤسِّسات حركة 6 أبريل المصرية، والثالثة ناشطة حقوقية ومدرسة لغة إنجليزية ومدوّنة تونسية من معارضي الرئيس الهارب بن علي... والثلاثة من جيل الشباب الجديد الذي أشعل ربيع الثورات.

لم يكن هذا الجيل يفكّر في جائزة نوبل، بينما كان كبار الكتّاب والمثقفين والروائيين يموتون حسرةً عليها، كما حدث مع أدونيس. وعندما فاز بها نجيب محفوظ ظلّت الصحف والمجلات الأدبية تحتفل به لمدة عقد كامل، كأنه لم يكتب روايةً إلا في ذلك العام. أمّا هؤلاء الفتية البيض فلم يفكّروا حين فجّروا ثوراتهم البيضاء لا بنوبل ولا بأبيه، ولا بجائزته البالغة مليون ونصف مليون دولار.

هذا الجيل الطالع من تحت الأرض ليطهّرها من أوضار السياسة، تجاوز الأحزاب القديمة، ونشر خريطة طريقه الجديدة بإبداعاته التي أذهلت العالم وصنعت التغيير. رفع الوردة أمام الرشّاش، وردّد الشعارات الجميلة، المكتوبة بلغة عامية نظيفة تخلو من تصنّع المثقفين المتفذلكين، لتعبّر عن أحلامه وتطلعاته في مستقبل لا تحكمه أجهزة القمع والخوف وقلع الأظافر. جيلٌ فاجأ الأجهزة السرية والجيوش بسلاحٍ لم يتوقعه الجنود ولا الجنرالات: «سلمية... سلمية»، كما فاجأ مراكز الأبحاث والدراسات الغربية، التي ظنت أن الشعوب العربية ماتت منذ هزيمة حزيران.

في البلاد التي تفجّرت فيها ورود الثورة، كان يُنصب لها فخٌ لإبطال أمضى أسلحتها، وهي النزعة السلمية، لتسقط في دوامة العنف والدماء... ومتى ما نجح هذا الاستدراج فسيحل شتاءٌ مظلمٌ طويل.

في العقد الأخير كان الكثيرون ينظرون بريبة إلى ما يحمله تطور الاتصالات من أخطار على أخلاق الشباب. وشاء الله أن تتحوّل هذه الأدوات إلى قنوات تواصل اجتماعي بين الشباب، بعدما نجحت الأنظمة في تصفية حركات المعارضة، فقتلت من قتلت، ولاحقت من لاحقت، ودجّنت من قبِل التدجين. لقد استبدل الجيل الجديد الحركات والتنظيمات السرية بشبكات التواصل الاجتماعي، في فضاء يتبادلون فيه الأفكار والأحلام والتطلعات، فكانت مواعيد غرامهم النزول إلى ساحات الحرية وميادين التغيير.

رئيس معهد أبحاث السلام في أوسلو (كريستين هاربفنكين)، أشار إلى أن «الربيع العربي سيكون على أجندة لجنة نوبل»، وألمح إلى احتمال اختيار وائل غنيم لأنه ناشط وملهم للتظاهرات في ميدان التحرير، أو لينا بن مهني لأنها مدونة كانت تنتقد الحكومة التونسية حتى قبل الانتفاضة الشعبية، وقد تذهب الجائزة إلى إسراء عبدالفتاح لكونها ساهمت مع حركتها (6 أبريل) في الحفاظ على مسار الانتفاضة المصرية بعيداً عن العنف». إنها الكلمة السحرية التي أعاد بها الجيل الجديد شباب غاندي ونضالات مارتن لوثركنغ وتضحيات نلسون مانديلا.

في القرن الماضي كان العالم يحتاج إلى ثورة ضخمة كل ثلاثة عقود لتتحرّك المياه الراكدة في بعض البلدان. أما اليوم فالشعوب تتفاعل وتتأثر بحركات جيرانها، وتستلهم من تجاربها السلمية في هذا الفضاء المفتوح. لم تعد هناك حدودٌ يمكن أن تمنع، ولا أجهزةٌ أمنيةٌ يمكن أن تقمع الأفكار وتمنعها من الدخول

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3315 - الثلثاء 04 أكتوبر 2011م الموافق 06 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:51 ص

      حروب وثورات العصر

      رغم أن هناك أسس عديدة لتصنيفها الا إن الثورات والحروب كانت مصاحبة لحيات البشر. فمن المعروف أن الثورة الزراعية التي تلتها الثورة الصناعية وفي عصرنا الراهن ثورة الاتصالات قد صاحبتها العديد من الحروب مختلفة الأسباب.
      حروب اليوم تتماشي وثورة العصر الراهن. فنلاحظ اليوم الحديث يكثر عن نوع آخر من الحروب مثل الحرب على الإرهاب، محاربة الفساد ....
      الحروب و الثورات نتيجة وليست المشكلة، فأين تقع المشكلة؟؟

    • زائر 4 | 6:19 ص

      الربيع الفارسى

      يجب ان لا ننسى الثورة الخضراء فى ايران وكيف قمعت ووصفو باءعداء اللة وموعدهم القادم2012

    • زائر 3 | 5:57 ص

      ليس حباً

      استاذ هذة حيلة المُتامرين علي الدول العربية والظاهر انطلت عليك ليزيد الشباب في تدمير اوطانهم وكما قلت (فسيحل شتاء مظلم طويل )وهذا ما يرمون الية

    • زائر 1 | 12:46 ص

      السلمية

      لقد بات شعار السلمية خيار الشعوب المقهورة الوحيد القادر على إصلاح وإستبدال الانظمة الشمولية القاقدة لشرعيتها بأقل الخسائر!!!!.

اقرأ ايضاً