العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ

رسالة من المنظمات الدولية إلى المعلمين في يومهم السنوي...

مجموعة كتاب من المنظمات الدولية comments [at] alwasatnews.com

.

إيرينا بوك - أنطوني ليك - هيلين كلارك - خوان - سومافيا - فريد فان لوين 

نكرم بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين (5 اكتوبر / تشرين الأول) ملايين المربين في شتى أنحاء العالم الذين وهبوا حياتهم لتعليم الأطفال والشباب والكبار.

ويذكرنا موضوع هذه السنة المعنون «معلمون من أجل المساواة بين الجنسين» أنه لكي تتحقق أهداف التعليم للجميع والأهداف الإنمائية للألفية ينبغي أن تحظى قضية المساواة بين الجنسين في التعليم باهتمام خاص ابتداء من مسألة توفير التعليم للفتيات وتيسير انتفاعهن به. فنحن نعرف، على سبيل المثال، أنه في كثير من مناطق العالم تؤدي قلة المعلمات إلى قلة الفتيات اللاتي يلتحقن بالمدرسة وبالتالي إلى تراجع عدد المعلمات في المستقبل. وليس بخاف على أحد أن تعليم الفتيات يجلب منافع جمة للتنمية البشرية مثل انخفاض نسبة وفيات الأطفال عند الولادة، وارتفاع نسبة الأطفال الأصحاء، وكذلك نسبة التحاق الأطفال بالمدارس، وتوفير حماية أفضل للأطفال والنساء من فيروس ومرض الايدز ومن الاتجار بهم والاستغلال الجنسي لهم، وتمكين النساء اقتصاديا وسياسيا ما يؤدي إلى تعزيز التنمية وجعلها أكثر استيعابا وشمولا.

وإذا أردنا أن نوفر لبناتنا وأبنائنا فرصا متساوية من أجل إطلاق العنان لقدراتهم وتمكينهم من التمتع بحقوقهم، فإن علينا أن نضع السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تشجع وتحفز النساء والرجال من ذوي القدرة على الانخراط في سلك التعليم وتمكينهم من إيجاد بيئات التعليم التي تتحقق فيها المساواة بين الجنسين. كما أن توفير المزيد من التعليم الجيد للجميع يتطلب وجود معلمين جيدين وحوافز من أجل تشجيع المعلمين والمعلمات وتعزيز قدراتهم في جميع مجالات التعليم ومستوياته. وسيضمن هذا الأمر للفتيان والفتيات وجود نماذج إنسانية ومعرفية يقتدون بها طوال سنوات حياتهم المدرسية.

وتشكل النساء غالبية العاملين في مهنة التعليم على المستوى الابتدائي، إذ تبلغ نسبتهن 62 في المئة على الصعيد العالمي وربما تصل إلى 99 في المئة في بعض البلدان. ولكن يلاحظ مع ازدياد نسبة النساء في هذا الحقل التعليمي وجود تدهور في ظروف الخدمة والرواتب والوضع العام. من هنا نقول إنه إذا كنا نريد جعل المعلم والمعلمة قدوة صالحة للفتيان والفتيات من حيث المساواة بينهم في جميع مجالات التعليم المدرسي وعلى جميع مستويات، فإنه يجب معالجة التمثيل غير المتوازن للجنسين في المهن التعليمية والتصدي لأوجه عدم المساواة في هذا المضمار. كما يجب النهوض بوضع المرأة داخل الوسط التعليمي من خلال تعزيز المساواة في فرص العمل المتاحة في هذا المجال بحيث يمكن للنساء أن يصبحن مديرات في المدارس والمؤسسات وصانعات للقرارات داخل وزارات التعليم. وينبغي كذلك زيادة أعداد المعلمات في مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا وزيادة أعداد الذكور كمربين في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي.

ومن المهم كذلك معرفة أسباب قلة المعلمات أينما تجلى ذلك. ولابد من توفير المستلزمات الضرورية لرعاية الأمومة واتخاذ التدابير التي تكفل حق التمتع بإجازة الأمومة أو الأبوة، هذا فضلا عن ضرورة توفير الحماية الفعالة من العنف والانتهاك الجنسيين. فإذا تجنبت المعلمات المؤهلات الذهاب إلى المناطق الريفية المحرومة، كيف لنا أن نقنع الآباء والأمهات بإرسال أبنائهم إلى المدرسة؟

فإن مثل هذه الأمور، بما فيها توفير الفرص المناسبة للمعلمين لتشكيل القرارات التعليمية من خلال الحوار الاجتماعي، تحتاج إلى المعالجة إذا أردنا لظروف العمل الكريمة للمعلمين، ومن ثم التعليم الجيد للأطفال، أن تصبح أمرا واقعا. وندعو جميع الشركاء في مجال التعليم إلى العمل من أجل الاحترام الكامل للحقوق والمسئوليات المحددة في التوصية المشتركة بين منظمة العمل الدولية واليونسكو للعام 1966 الخاصة بأوضاع المدرسين وتوصية العام 1997 الخاصة بأوضاع هيئات التدريب في التعليم العالي، تلك هي نقطة البداية في هذا اليوم الخاص، وهي من الدعائم التي نبني عليها القوى التعليمية المهنية الماهرة.

ونكرر امتنانا وتقديرنا للجهود التي يبذلها المعلمون ولتفانيهم، سواء كانوا من النساء أو الرجال، وهم يتحملون مسئولية تعليم أجيال المستقبل لبناء المجتمعات المبنية على مبادئ التنمية المستدامة والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة.

فانضموا إلينا في الخامس من أكتوبر من كل عام للاحتفال بالمعلمين في جميع أرجاء العالم

العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً