العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ

بين جلعاد شاليط والعرب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بين جلعاد شاليط والعرب كثير من الاختلافات، ليست اختلافات على المستوى الأيديولوجي فقط، بل على المستوى الشعبي والحكومي والدولي، فقضية جلعاد شاليط أثبتت لنا قيمة المواطن لدى الدولة الإسرائيلية، وقيمة المواطن لدى الدول العربية!

لم تهدأ إسرائيل حتى رجع ابنها إليها مرّة أخرى، مقابل اطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، بعد مفاوضات وانتهاكات وقتل ومجازر لقطاع غزة وغيرها - من أجل شاليط - على مدى 5 سنوات متتالية، وقد انتفضت الحكومة الإسرائيلية في آخر رسالة لجلعاد، وأثبتت للعالم أنه أثمن من الجميع، وقيمته تكمن في أنه مواطن له حقوق على الوطن.

من ناحية أخرى، رأينا ومازلنا نرى كيفية تعامل البلدان العربية مع أبنائها سواء المحتجزين في سجون الدول العربية من المطالبين بالحريات والديمقراطية.

لقد أثبتت حكومات بعض الدول العربية رخص دم المواطن، ومدى قيمته وكرامته للدولة، فهو في نظر الدولة لا يساوي شيئا، ولابد من قمعه حتى لا يصبح شوكة في أمام الاستبداد.

وليس هذا فقط، فلقد استفاد القذافي (المقبور) كثيرا من خبرة بن علي في تونس ومبارك في مصر، حتى يدمر شعبه (أبناء المختار)، وحرص على تهديم البنى التحتية والاقتصاد، حتى لا يستفيد الشعب بعد خلعه.

أما سورية واليمن فلقد استفادتا من القذافي عندما أطبقتا أسنانهما على المواطن، فأصبح الدم العربي مجانا، وكل يوم تأتينا الأخبار بما لا يقل عن 6 أو 10 جثث لأبناء وآباء وأجداد، ولم نجد لا حرمة لطفل أو مسن أو امرأة، والجميع متساوٍ عند الدولة في عمليات التعذيب والقتل، وعلى هذا المنوال مازالتا متشبثتين بالسلطة.

استعدت الحكومات العربية للفتك بشعوبها من أجل الحكم والكرسي، ونسيت أن الله لن يخذل شعبه، وان العجلة دوما تدور، وان ما هو لك اليوم سيصبح ملكاً لآخر غداً، وان نهايات الدكتاتورية والاستبداد قريبة جدا، وسنشهدها لا محالة، مهما رخص ثمن البشر عند تلك الحكومات.

وكان إقدام الحكومة الإسرائيلية على صفقة تبادل الأسرى بشاليط، مثالا يحتذى في قيمة المواطن داخل معقلها، ودرساً للعرب قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه.

منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع عن الهمِّ الفلسطيني، وسقتنا الحكومات كراهية لا مثيل لها، وإلى الآن نعيش في تناقضات محرقة، فاليهود أثبتوا للعالم وليس للعرب فقط، أن دمهم غال وأن أبناءهم أغلى، وأنهم يرجعون أبناءهم مهما كان الثمن، في وقت قامت الحكومات العربية برسم تاريخ بشع لممارسات غير أخلاقية أو إنسانية ضد شعوبها، التي لم تطالب بشيء إلا الحرّية، وهي تدفع الثمن غاليا من أجل هذه المطالبات

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:22 م

      موضوع جميل

      موضوعك جميل يامريم استمري في هكذا كتابات شكرا لك

    • زائر 6 | 12:20 م

      الاسرائيلي فعلا يساوي

      هذا ماقالته احدى امهات احد الجنود المقتولين من قبل المقاومة ونحن نقول لها بان مواطن (( اسرائيلي مجرم )) يساوي الف عربي بريء بل اكثر ...

    • زائر 5 | 3:27 ص

      لم تهدأ إسرائيل حتى رجع ابنها إليها

      اشكرك علي هذا المقال والجرأة وفعلا هذه الصفقة قد اعطت الي الغالم قيمة الأنسان العربي 1 مقابل 1027والرابح اسرائل كم يكلفها يوميا اطعام هذا العدد وايضا قد فرضة شروطها بأبعاد 40 فلسطيني عن غزه

    • زائر 2 | 12:44 ص

      صباح الخير يادانه الحد

      هكذا تورد الابل غير هذا المنطق لا يصل الى اذان اسرائيل عجزت كل اجهزه الاستخبارات العالميه عربيه واجنبيه عن تحديد مكان شاليط واذعنت دوله الجبروت الى شروط مجموعه ابت الا ان تموت واقفه وسلمت انها اكثر حنكه واصرار من كيان اسرائيل وهكذا حماس اصرت حماس على شروطها رغم تخويف العرب لها وتلويحهم باستعمال اسرائيل للقوه وتصفيت حماس ما ردت حماس على المفاوضين العرب جمله واحده اقتبسوها من نهج الاحرار ( اولسنا على الحق؟ اذا لا نبالي وفع الموت غلينا ام وقعا عليه) وهكذا كانو فعزهم الله بنصره

    • زائر 1 | 12:11 ص

      الوزن دولي

      الدولة التي لا تقيم وزن وقيمة لمواطنيها بالنتيجة لا وزن دولي لها ولا قوة تأثير دولية، وهي تابعة في كل شيئ" تستجدي، وتستعطف و تقتات على حساب كرامتها وعزتها ومنعتها.

اقرأ ايضاً