العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ

بين العيد والعيد مسافة إنسان

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عيدان مرا من هنا، افتقُدت فيهما روح العيد، الوجع اكبر من ان يعبر، والفرحة عصيةٌ على قلوبٍ محزونة، منذ سنوات لم ارَ عيداً حزيناً كما كان هذا العيد، لا مظاهر للفرح، لا احتفالات بالأماكن، حتى الشوارع خلت من اعلانات التهنئة، وكأن كل ما يشترك في هذا الوطن يرفض ان يشارك في مسيرة فرح وسط هذا الحزن المطبق على القلوب، الناس ايضاً تبادلوا كلمات العيد لا من فرح، بل من منطلق الواجب، او العادة، وبعضهم فضل الانسحاب ريثما يمر العيد من هنا.

كل ما يحدث اليوم يجعل الفرح الذي طالما انتظرناه ضيفاً غير مرحب فيه، لا بوادر للخروج من عنق الزجاجة الذي حشرنا فيه جميعاً، تأملنا انفراجة قبيل العيد، وتمنينا ان نرى الابتسامة تعلو وجوه المشتاقين لابنائهم الذين غيبتهم السجون، وان نشهد تباشير خير بعودة المفصولين بعد طول وعود، اردنا حقاً ان يكون هذا العيد استثنائياً على الجميع، وان يكون كل ذلك بادرة لحل طويل الأمد ينقذنا جميعاً مما لا تحمد عقباه، لا نعرف حقاً الى اين نمضي، ولا بارقة تضيء لهذا الوطن طريقه المظلم نحو مصالحة وطنية تضمن استقرار الوطن لعقود من الزمن.

عوائل المفصولين حرمت العيد بجرة قلم، والتردد في ارجاع المفصولين ومن افضى شرد ورمي للمجهول آلاف العوائل البحرينية دون وجه حق، ولأسباب يكفل ممارستها الدستور، وبعد تحقيق هزيل من لجنة شكلت على عجالة لم تخرج المفصولين من محنتهم.

العيد الذي قضاه من ساهموا في قطع ارزاق الناس منعمين بين اهليهم، يتناولون غداء العيد براحة جيب، ويرسمون الابتسامة على وجوه اطفالهم بالعيدية التي حرم منها ابناء المفصولين، كما حرموا من ملابس العيد، وهداياه، وبرنامجه الذي اعتادوا على تجديده في كل عيد، حين كان عائلهم على رأس عمله.

نستغرب كل هذه المماطلة في تنفيذ الأمر الملكي بارجاع المفصولين، في الوقت الذي لم يستغرق فصلهم نصف هذا الوقت او اقل من ذلك، لنقتدِ بالدول المتحضرة في التعامل مع الاضرابات وحالات العصيان المدني، فمعظم دول العالم تقريباً مرت بحالة اضراب عمالي على الأقل في هذا العام، وليس اكثر دلالة على ذلك من اضراب وول ستريت واقربه اضراب العاملين بمجال الطيران في دولة الكويت الشقيقة وما صاحب ذلك من تعطيل لحركة الملاحة الجوية، ومع هذا لم نسمع عن حالة فصل او ايقاف عن العمل او انذار او أي نوع من العقوبات لممارسة العمال حقهم في الاحتجاج، ان تفرد مملكة البحرين بهذه العقوبات يسيء لها، ولا يزيد من رصيدها بين الدول الديمقراطية المتحضرة، لذا هذه دعوة لكل من يملك يد التأثير في ملف المفصولين، انقذوا البلد من ان يخسر كل شيء، من ان يفقد ثقة مواطنيه، وأن يضيع جهد عشر سنوات قضاها في تكوين سمعة جيدة بين الأمم، ليس من المنصف خسارة كل ذلك في اشهر بسبب تعنت البعض واستهتارهم بكل منجزات الوطن من اجل مصالحهم الشخصية، لتكن البداية ملف المفصولين، والوفاء بالوعود في ارجاعهم لأعمالهم دون قيدٍ او شرط، واحترامهم كمواطنين شركاء في هذا الوطن، ليس لأحد عليهم منة ولا كرامة

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:25 ص

      أسجل إعجابي بالعنوان

      مسافة إنسان :)

      تعبير بليغ

    • زائر 8 | 6:22 ص

      ياشمس المنامه عيدك سعيد

      تتكلمين عن الكويت وحال الكويتين تري يبنيتي الكويتين عندهم برلمان فعال ما احد يمليه عليه سنو يسوي يعني برلمان مو صوري صجي يبنتي ايتلون الوزير ويحاسبونه بغض النظر عن اسمه لو يتفنش واحد في الكويت قبل لا يلم اغراضه الوزير طار وين احنه وين اهل الكويت بس ما في شي عسير على الله نتمنى يصير برلمانا مثلهم وترتاخذ الناس احقوقها كاش انصير كشخه احنه تالي مثل الكويتيين حبايبنا

    • زائر 7 | 5:55 ص

      الإرادة السياسية ليست موجودة

      لو كانت هناك إرادة سياسية لإرجاع المفصولين لرجعوا إلى أعمالهم ولكن الإرادة السياسية على العكس تماما. فنواب الريموت لا يحركهك ضميرهم بقدر ما تحركهم الجهات التي أدخلتهم البرلمان، وتلك الجهات هي من تطلب منهم إصدار البيانات المضادة وغيرها. نفس النوعيات من الناس تقرأ تغريداتهم على التويتر وبدون خجل أيضا يطالبون بقطع أرزاق عباد الله وكأنهم موكلون على الأرزاق.
      نقول أن الرزق على الله وليس بيد أحد منكم،

    • زائر 6 | 3:21 ص

      شكرا

      شكرا للكاتبة على هذا الموضوع ..
      والعار لمن قطع ولمن يحاول الى الآن قطع ارزاق الناس وحرمان اولادهم حتى من الابتسامة ..

    • زائر 5 | 2:06 ص

      لا وجود للعيد في ظل كرامتي المهدورة في وطني

      العيد يوم يشعر الإنسان بكرامته ويرفع هامته في وطنه
      معتزا به ومكرما فيه ولا يكون العيد يوم يكون الاجنبي
      هو المفضل علي في وطني واكون مواطنا من درجة دنيا وأقل من غيري.
      الأخرون يتكلمون عن الولاء للوطن ومن حقهم ذلك فقد اعطاهم الوطن مالا يعطينا ولو سلبوا نفس الحقوق التي سلبنا اياها لكان موقفهم اسوء من موقفنا
      ونحن رغم ذلك لم ولن نساوم على وطننا ووطنيتنا
      تلقينا الآلام وخابت بنا الأمال ولا زلنا محبين لوطننا

    • عبدالله ميرزا | 1:36 ص

      قلم حر

      عوائل المفصولين حرمت العيد بجرة قلم، والتردد في ارجاع المفصولين ومن افضى شرد ورمي للمجهول آلاف العوائل البحرينية دون وجه حق، ولأسباب يكفل .

      العيد الذي قضاه من ساهموا في قطع ارزاق الناس منعمين بين اهليهم، يتناولون غداء العيد براحة جيب، ويرسمون الابتسامة على وجوه اطفالهم بالعيدية التي حرم منها ابناء المفصولين، كما حرموا من ملابس العيد، وهداياه، وبرنامجه الذي اعتادوا على تجديده في كل عيد، حين كان عائلهم على رأس عمله.

    • زائر 3 | 11:20 م

      نعم لم نعيد

      نعم مر عيدان والحال من صعب إلى أصعب والأطفال لا ذنب لهم ولكنهم يعانون من قصر ذات اليد التي تسبب بها بعض الطارئين والذين عملوا ليل نهار على قطع أرزاقنا. للأسف أن النواب أيضا يعملون على مواصلة الفصل بدون أدنى اعتبار لمعاناة العوائل من جراء الفصل. اليوم وبعد سبعة أشهر من الفصل وثمانية أشهر من انقطاع الدخل، لازالت الجهات نفسها تحارب المفصولين وتعمل على منعهم من العمل في أي جهة كانت حتى خارج البحرين مااستطاعوا إلى ذلك سبيلا.

    • زائر 1 | 10:13 م

      احسنتي اختي

      اي والله اللي فصلونا من اعمالنا بجرة قلم دون تردد مرتاحين في العيد يتغدون مع اهاليهم بفرح، بينما نحن المفصولون نعيش القهر مع عوائلنا وندعو الباري ليل نهار بأن نعود الى اعمالنا.

      يتهموننا بالخيانه وهم لا ينفذون الاوامر الملكيه فيا ترى هل عدم تنفيذهم للاوامر الملكية خيانه ام لا!!!

اقرأ ايضاً