العدد 3358 - الأربعاء 16 نوفمبر 2011م الموافق 20 ذي الحجة 1432هـ

السعداوي الذي تخرج من معطفه ملائكة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

رأيته أول ما رأيت، ملاكاً تتسابق الزهور في الدخول إلى قلبه، كي تسمع أنين الجمر في نبضه.

يغريك صمته المجلل أثناء أي فعالية ثقافية فتعتقد أنه يغط في نوم عميق، ليفاجئك عند انتهاء الفعالية بنقاش حول كل ما جاء فيها؛ فتعلم أنه كان الأكثر إصغاءً بروحه قبل أذنيه، وهو قليل الكلام، كثير المعرفة.

لم يكن يوماً مسئولا أو ذا منصب؛ لكنه كان الأجدر بأن يملك زمام المسرح بحبر قلمه، وأعضاء جسده.

أرَّخ للخشبات عندما أسَّس العديد من النوادي والمسارح، في البحرين وقطر والإمارات، وأحرز أول جائزة كانت باباً لمشاركات خارجية متعددة له ولغيره.

إنه عبدالله السعدواي، مسرحي له تاريخ من النضال الثقافي والمسرحي والوطني، حمل الوطن على أكتافه، وجال به البلدان في مسرحيات أنجزت الكثير وأضافت لاسم البحرين الكثير.

رجل مثله، يواصل الإخراج؛ فقط كي يحيا، كما يقول دائماً، يستحق الكثير، ولعل ولعنا بما يقدِّمه، وولعنا بالبحرين التي يجب أن تحتفي بأبنائها قبل غيرها كما ينبغي، يجعلنا نخجل كلما كتبنا عنه؛ إذ باتت الكتابة عنه ضرباً من تذكير من لا يريد التذكُّر.

أنقل هنا عبارة كتبها الزميل حسين مرهون في مقال ذات ملف عن السعداوي لم تغب عن بالي كلما رأيت هذا الرجل: «من يجهل السعداوي؟ وحده... من يريد أن يجهل!». ولهذا طالب مرهون بقتله في المقال ذاته، من أجل أن يُرحم لأنهم «يريدون له موتاً بارداً ، كيما ينجو من ورثة الدم».

السعداوي الذي كان همُّه الأول والأخير تدريب الشباب على المسرح، لئلا يموت هذا الفن الذي بدأ ينحسر قبالة السينما والانترنت والفضائيات، لايزال يعاني الكثير كي يُخرج مسرحية أو ينشر كتاباً، وهو الذي لا يفعل إلا قليلاً، ومثله يملك الكثير كي يكتبه وينشره، لأننا بحاجة إلى الكثير منه.

في ظل وجود وزارة للثقافة في مملكة البحرين، يقوم على قسم المسرح فيها واحد ممن عانوا الكثير قبل أن يتبوأ منصبه في الوزارة فعرف معاناة المسرحيين جيداً، وعاشها وكتب عنها الكثير ولام المسئولين على قصورهم في رعاية المسرح وأهله، وفي ظل وجود مسرح وطني قيد الإنشاء، لايزال المسرحيون يعانون الكثير حين لا يقررون الانجرار وراء المنظومة الحالية التي تتطلب منك أن تكون «دهّاناً» كي تحصل على حقوقك، والسعداوي واحد منهم لأنه لم يفعل ذلك ولن يفعل، فبات معتاداً على التخلي عن طوحاته كلما واجهته صعاب لا يقوى مواطن عادي على حلها وحلحلتها.

أما آن أوان تكريم هذا الرجل وحصوله على جزء من حقوقه؛ لأن البلاد باتت عاجزة كل العجز عن إيفائه حقه كاملاً.

فهل سنشهد هذ التكريم العام المقبل في البحرين عاصمة الثقافة، بعد أن ملت الصحف جميعها تكريس ملفات من أجل الاحتفاء به والمطالبة بحقه؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3358 - الأربعاء 16 نوفمبر 2011م الموافق 20 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:30 م

      السعداوي رمز

      وجب على مملكة البحرين تقدير هذا القامة المسرحية تعلمت تحت يديه في عدة ايام ما يُغني عن سنوات المعاهد والكليات يسكب من العلم المسرحي والقدرة على التحكم ما يجعل المسرحيين يقفون له احتراماً جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالسعودية تشكر جزيل الشكر على زيارتها واتحاف مرتاديها

    • زائر 3 | 4:51 ص

      خافوا الله

      اللى زائر رقم 1
      هل تعتقد ان البحرين كل البحرين تمشي بالواسطة ؟
      كفاية تشويه لسمعة البلد هناك قلة فقط من المسئولين يقومون بمثل هذه التجاوزات ولكن لدينا شرفاء كثيررين
      السعداوي كغيره ان كان يستحق سيحصل على ما يستحق لان بلادنا تهتم بالناس
      اما انت استاذة سوسن فاعتقد انك لا ترين الا بعين واحدة وهي العين التي لا ترى سوى السعداوي ونسيتي ان البحرين اهتمت بالكثير من الطاقات
      طبعا الحين بتقول انا بلطجي بس ماعلي منكم احب بلادي

    • زائر 2 | 1:01 ص

      لابد أن نموت لنكرم هنا

      السعداوي علم لا يحتاج أن يراه الاخرين لانه اكبر منهم
      سيكرمونه بعد أن يمون مثل عادة العرب
      شكرا لاهتمامك بغيرك من الاسماء البحرينية

    • زائر 1 | 11:52 م

      يحتاج لواسطه

      ارجو من الفنان غبدالله السعداوي ان يبحث له عن ووووووووااااااااسسسسسطططططههه ؟

اقرأ ايضاً