العدد 3366 - الخميس 24 نوفمبر 2011م الموافق 28 ذي الحجة 1432هـ

من أجل القضاء على العنف ضد المرأة وتحقيق المساواة

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

يتفشى العنف ضد المرأة والفتاة في جميع أنحاء المعمورة ويتخذ أشكالاً عدة. فهو يشمل ‏الاغتصاب، والعنف العائلي، والتحرش في أماكن العمل، والإيذاء في المدارس، وتشويه ‏الأعضاء التناسلية للإناث، والعنف الجنسي في النزاعات المسلحة. وغالباً مَّا يكون مرتكبو ‏هذه الأفعال من الرجال. إن تفشي هذا النوع من أنواع العنف سواء في البلدان النامية أو ‏البلدان المتقدمة النمو لا بد أن يكون أمراً مروعاً لنا جميعاً. فالعنف، بل ومجرد التهديد ‏باستخدامه في حالات كثيرة، من أهم العقبات التي تحول دون تحقيق المساواة التامة ‏للمرأة.‏

وحق المرأة والفتاة في العيش في مناخ يخلو من العنف هو حق أساسي غير قابل ‏للتصرف. وهو حق مكرس في القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. ‏كما أنه يتبوأ مكانته في لبِّ حملتي التي تحمل اسم «متحدون من أجل إنهاء العنف ضد ‏المرأة». لقد نجحت هذه الحملة، منذ انطلاقها في العام 2008، في حشد تأييد الحكومات ‏والمجتمع المدني وقطاع الشركات وحفز همم الرياضيين والفنانين والنساء والرجال والشباب ‏في جميع أنحاء العالم. وسجل محفل التعبئة الاجتماعية «لا للعنف - متحدون» أكثر من ‏مليوني نشاط في جميع أنحاء العالم - من المسيرات الاحتجاجية إلى حملات التوعية الجماهيرية ‏ومن أنشطة الدعوة في المجال التشريعي إلى تقديم المساعدة إلى الضحايا.‏

وتلقى الكثير من هذه الأنشطة دعماً من صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لدعم ‏الإجراءات الرامية إلى القضاء على العنف ضد المرأة. وقدم الصندوق، منذ إنشائه قبل ‏‏15 عاماً، منحاً قيمتها 77 مليون دولار إلى 339 مبادرة في 126 بلدا وإقليما. إننا نود أن ‏يتوافر للصندوق إمكان بذل المزيد إلا أن الطلب على الدعم لايزال يتجاوز الموارد المتاحة. ‏فقــد تلقى الصندوق في هذا العام فقط أكثر من 2500 طلب لتوفير ما يقرب من ‏‏1.2 مليار دولار. وإنني أناشد جميع شركائنــا أن يساعدونا على تلبية هذه الاحتياجات ‏الهائلة غير المستوفاة.‏

إن التحدي الذي نواجهه يتمثل في كفالة نشر رسالة «عدم التسامح إطلاقاً» في ‏كل حدب وصوب. ولتحقيق ذلك، لا بد أن نشرك المجتمع بأسره، ولاسيما الشباب.‏ والشبان والصبيان يجب، على وجه الخصوص، تشجيعهم على أن يصبحوا مناصري نبذ ‏العنف الذين نحتاج إليهم. إننا في حاجة إلى تعزيز نماذج الذكورة السوية. فلا يزال هناك ‏عدد كبير من الشبان ينشأون محاطين بنماذج نمطية للذكورة عفا عليها الزمان. وبالتحدث ‏إلى الأصدقاء والأقران عن العنف ضد المرأة والفتاة والتحرك للقضاء عليه، يمكن لهؤلاء ‏الشبان المساعدة في تحطيم هذه السلوكات التي توارثتها الأجيال.‏

وإنني، بمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم الدولي، أحث الحكومات والشركاء في جميع أنحاء ‏العالم على تسخير طاقات الشباب وأفكارهم ومهاراتهم القيادية لمساعدتنا على وضع حد ‏لوباء العنف هذا. عندئذ فقط، سننعم بعالم أكثر عدلاً وسلاماً وإنصافاً.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 3366 - الخميس 24 نوفمبر 2011م الموافق 28 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً