العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ

آخر قافلة للقوات الأميركية تغادر العراق أمس

المالكي يطالب البرلمان بسحب الثقة من نائبه صالح المطلك

مركبات من فريق اللواء القتالي الثالث في طريقها لمغادرة العراق
مركبات من فريق اللواء القتالي الثالث في طريقها لمغادرة العراق

الحدود العراقية الكويتية - أ ف ب 

18 ديسمبر 2011

غادر آخر الجنود الأميركيين العراق صباح أمس الأحد (18 ديسمبر/ كانون الأول 2011) بعد حوالى تسع سنوات من بداية الحرب، وكان جنود اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الأولى آخر من اجتاز الحدود العراقية الكويتية.

وغادر الموكب الأخير الذي ضم 110 آليات تحمل على متنها 500 جندي معسكراً يبعد حوالى 350 كلم عن المعبر الحدودي العراقي الكويتي الذي لفته الأسلاك الشائكة، عند حوالى الساعة 02,30 (11,30 تغ)، وعبر طريقاً خالية من أي حركة أخرى. وبدأت آخر الآليات الأميركية تجتاز المعبر الحدودي عند الساعة 07,30 (04,30 تغ) وسط تصفيق وصيحات الجنود، قبل أن تسدل بعد ثماني دقائق من ذلك الستار على أكثر الحروب الأميركية إثارة للجدل منذ حرب فيتنام قبل نحو نصف قرن.

وسيبقى في العراق 157 جندياً أميركياً يساعدون على تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة وإشراف السفارة الأميركية، إضافة إلى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة حماية بعثة بلادها الدبلوماسية.

وجاء الانسحاب الأميركي تطبيقاً لاتفاقية أمنية وقعت العام 2008 بين بغداد وواشنطن علماً أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما أكد في أكتوبر/ تشرين الأول الانسحاب الكامل إثر رفض العراق منح آلاف الجنود الأميركيين حصانة قانونية. وتترك القوات الأميركية العراق بعد ساعات من انزلاق البلاد نحو أزمة سياسية مستجدة تمثلت في تعليق قائمة «العراقية» التي يقودها رئيس الوزراء السابق، إياد علاوي والمنافس السياسي الأبرز لرئيس الوزراء، نوري المالكي، مشاركتها في جلسات البرلمان بدءاً من السبت اعتراضاً على «التهميش».

وأوضحت «العراقية» (82 نائباً من 325) في بيان أنه «انطلاقاً من مسئولياتنا الأخلاقية والدستورية والسياسية (...) تعلن القائمة تعليق مشاركتها في جلسات مجلس النواب اعتباراً من يوم السبت وإلى إشعار آخر».

وتابع البيان أن القائمة «عبرت مراراً عن رفضها لسياسات الإقصاء والتهميش والتفرد بالسلطة (...) وعدم الالتزام بالدستور وخرق القوانين والتعامل بمنهجية القمع وإرهاب الناس خاصة في إدارة الملف الأمني».

وتضاف أزمة تعليق القائمة العراقية لعضويتها في البرلمان، إلى أزمة أخرى تتمثل في مطالبة رئيس الوزراء، نوري المالكي البرلمان أمس بسحب الثقة من نائبه صالح المطلك بعدما وصفه بأنه «ديكتاتور أسوأ من صدام». كما تضاف إلى أزمة مطالبة محافظات تسكنها غالبيات سنية بالتحول إلى أقاليم مستقلة، وهو ما يثير انقسامات بين المسئولين العراقيين. وإلى جانب الأزمات السياسية المستمرة التي أبقت العراق العام الماضي دون حكومة رغم مرور أكثر من ستة أشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس/ آذار 2010، يلوح تحد أمني خطير أمام بلاد لا تزال تشهد أعمال عنف شبه يومية منذ حوالى تسعة أعوام.

وفيما يبدو رجال الأمن وعددهم حوالى 900 ألف جاهزين مبدئياً للتعامل مع الأمن الداخلي، إلا أن مسئولين عراقيين وأميركيين يشككون في قدرة هؤلاء على حماية حدود البلاد البرية والمائية وخصوصاً الجوية حيث لا يملك العراق أي دفاعات حقيقية ويعتمد فقط على عدد محدود من المروحيات. ورغم كل هذه التحديات، فإن الانسحاب الأميركي يسدل الستار على قصة دامية بدأت باقتناع إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش بأن إسقاط نظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائياً بقلوب وعقول العراقيين، فشنت حرباً بذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل، تبين أنها لم تكن موجودة أصلاً

العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً