العدد 3394 - الخميس 22 ديسمبر 2011م الموافق 27 محرم 1433هـ

بلادي... بلادي... بلادي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«بلادي... بلادي... بلادي» هي أولى كلمات النشيد الوطني المصري، الذي ألّفه محمود يونس القاضي، ولحّنه سيد درويش، وحفظه كثير من أبناء الشعوب العربية منذ أن ظهرت هذه الكلمات على وجه الدنيا.

نعم... بلادي من كستني وأعطتني وكبّرتني وعلّمتني، ولا لأحد فضل عليّ بعد الله إلاّ بلادي، ولا لحبّ يدخل قلبي قبل حبّها، فهي مني وأنا منها، وهي التي أناضل من أجلها، وأحاول رفع شأنها.

لا أحد يستطيع الفخر ببلادي مثلي، ولا شركة أو مؤسّسة تستطيع تسويق بلادي خارجاً كما أسوّقها للناس، فأنا وبلادي 1 ولسنا 2، ممزوجة بها وممزوجة بي، وما حالي وحالها إلاّ 1.

أتذكّر عندما كنتُ أُحاضرُ في جامعة منسوتا الأميركية لتجسير الفجوة بين العرب والغرب، ولإنجاح عملية المبادلة الأكاديمية بين طلبة جامعة منسوتا وجامعة البحرين، كانت البحرين يومها تلتهب في أحداث 14 فبراير، وكنتُ حينها شديدة البأس لأظهر صورة بلادي على أكمل وجه.

وبعد المحاضرات تلو المحاضرات، اجتمعتُ بأولياء أمور الطلبة الذين كانوا ينوون دخول هذا البرنامج، ووصفتُ لهم حال البحرين كمجتمع متقدّم سياسيّاً عن بقيّة المجتمعات الخليجية، وأنّ هذه الأزمة سبقتها أزمات أخرى خرجت منها البحرين بحال أفضل بسبب حكمة القيادة الرشيدة وامتزاج الشعب البحريني في كتلة واحدة ألا وهي كتلة الوطنية.

وبعد رجوعي إلى البحرين، أسِفتُ لإلغاء البرنامج من قِبل جامعة منسوتا بسبب الأمور الأمنية التي خاضتها مملكتي، على رغم وجود شريحة غير قليلة من أولياء الأمور الذين تحدّوا الظروف وقبلوا بمواصلة ذهاب أبنائهم إلى البحرين، ليعيشوا ويكتشفوا تجارب جديدة.

لا أحد يستطيع التحدّث عن البحرين إلا ابن البحرين، ولا أجد بحرينيّاً يتكلّم بسوء عن وطنه، وإن كانت هناك مشكلات فإنّ البحريني مهما وصل إلى الخارج، ستجده أفضل المتحدّثين عن وطنه.

شركات العلاقات العامة التي تحاول تحسين صورة البحرين، لا تستطيع تحسينها، لأنّ المشاعر التي بين المواطن ووطنه، تختلف عن المشاعر التي بين شركات العلاقات العامة المؤجّرة وبين وطننا.

نتمنّى أن تتعدّل الظروف، ونبتغي تحسين الوضع، ونناشد الجميع التحدّث عن بحريننا بما يرتضيه ضميره، فلو قسنا ما كنّا فيه في السابق وما نحن عليه الآن، لوجدنا أنّنا وصلنا إلى قمّة الانفتاح والتحرّر وتحمّل المسئولية، فهناك واجبات من قبل الوطن وواجبات من قبل المواطن، وهناك حقوق يتناصفها الوطن والمواطن كذلك.

أعطونا المسئولية وسنريكم أنّ البحريني هو خير من يمثّل بلده في الداخل والخارج، ومدّوا يدكم إلينا وستجدون ثماراً طيّبة شهيّة. ويا مَن تُؤجّجون الطائفية، وتحاولون خلقها بشكل أو بآخر، نقولها لكم، نحن شعب واحدٌ منصهرٌ في هويّة واحدة، وتجمعنا أرض البحرين، فهل وصلت الرسالة؟ وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3394 - الخميس 22 ديسمبر 2011م الموافق 27 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:31 م

      أغنية للبحرين

      شيعتهه و سنّتهه .. نتمنى سلامتهه،. نفديهه العمر كلّه .. بس إتدوم بسمتهه.
      هذه مقدمة أغنية كتبتها متمنياً أن ترى النور و تُغنّى بمناسبة المصالحة الوطنية إن تمت، و ستتم بإذن الله تعالى، و بحكمة و شجاعة الوالد القائد، و بتكاتف أبناء البحرين من الطائفتين الكريمتين الذين يجمعهم حب الوطن مهما إختلفوا. أتمنى أن تتحقق هذه الأمنية الغالية على قلب كل مواطن مخلص يتمنى الخير لبلاده و أهلها.
      أشكر إبنتي مريم على مثل هذه المقالات التي تساهم في وحدة أبناء الوطن لا فرقتهم كما يفعل بعض الكتاب سامحهم الله

    • زائر 27 | 12:04 م

      بلادي هي متنفسي الوحيد

      لااحد يمثل بلادنا الا نحن فنحن من نعرف ماهي البحرين وماهو هذا الشعب الغالي المتحد رغم كل الازمات البحرينيون الاصلاء قوة بوجه الغرباء
      وغردي يابلادي يالغلى بوجه كل عــــــــــــــــادي
      احبج ياغلى العين يالبحرين
      واموت فيج يابنت الحد

    • زائر 25 | 11:26 ص

      الذات والدون

      أعطونا الطفولة .. مطلع كلمات الاغنية التي غنتها طفلة قد أحسنت الاداء وبلغت بكلماتها الاسماع، لكن لم ترى هل الرسائل بلغت الاسماع؟ أم أن الاذآن لا تنصت جيداً للاذان فتلبي ولا تلبي!
      الرسل والانبياء أبلغ وخير مثال قد حملو المسئولية وحملو الامانة وبلغت، لكن هل الناس وعيت الرسائل وفكرت وتدبرت أمورها؟
      يبدُ أن الأمر أكثر تعقيداً وأكبر من مسألة. فتجمع قضايا ومشاكل ومسائل خلق من الامر معضلة. تحتاج الفصل فيها والحل والربط والاجابة عن الاسئلة.

    • زائر 24 | 6:02 ص

      شكرًا لكم

      شكرًا لك يابنت البحرين الاصلية
      دائماً نلتقي حينما يتحدث العقل وتختلف حينما تتكلم الطائفية والكراهية
      وسلام من اعماق القلب

    • زائر 23 | 4:35 ص

      شكرا لكم

      كشرا لكم

    • زائر 22 | 4:00 ص

      Zainab Radhi

      نعم تلك بلادي , هذه أرضي التي ترعرت عليها , وطني انت لي كما كنت أنا لك بدمائي و تضحياتي , سحقا لمن يحاول أن ينشأ الطائفية و الحزازيات بيننا , نحن شعب واحد و سنبقى شعب واحد , حتى و لو حاولوا التفرقة بيننا , نحن أخوان و كما هتفنا في الميدان " اخوان سنة و شيعة هذا الوطن مانبيعه " و سنبقى نهتف و نهتف , تلك أرضنا و سنحصل على حقوقنا ,

      دمت بخير أختاه على كلماتك الرائعة , " مريم الشروقي " كلمات ترد الروح بين احشائي و تزيدني بالأمل الكبير بأن الغد أفضل

    • زائر 21 | 3:13 ص

      لا..لم تصل !

      شكرا أستاذة مريم

      لكن الرسالة لم ولن تصل والأسباب معروفة !

    • زائر 20 | 3:12 ص

      ونعم مريم

      هكذا طرح من مواطنة غيورة على وطنها يحتاج إلى عقولاً نيرة وصدوراً مفتوحة لتستوعب كل كلمة تنطقين بها، نعم مريم.

    • زائر 16 | 2:25 ص

      البحرين

      مَن تُؤجّجون الطائفية، وتحاولون خلقها بشكل أو بآخر، نقولها لكم، نحن شعب واحدٌ منصهرٌ في هويّة واحدة، وتجمعنا أرض البحرين!!!
      هل صحيح ما تقولين ام انك تعيشين في بحرين غير بحريننا حيث الواقع يقول بحرين لسنه وبحرين لشيعة وصلة الرسالة وجمعة مباركة

    • زائر 15 | 2:16 ص

      شكرا لك - نعم لكل محب

      أرى أن بلاء بحريننا الحبيب فيمن يغذي الطائفية البغيضة - يجب أن تلجم الألسن التي تلعب جراحات الناس

    • زائر 14 | 1:53 ص

      شكرا لك

      شكرا لكل انسان...شريف...حر...أبي

      و شكرا لك

      و رحم الله والديك

    • زائر 13 | 1:52 ص

      أ الله سميع الدعاء

      نعم ايتها الشروقية سيدافع البحريني بكل ما اوتي من حنكة وثقافة وفهم عن بحريننا الغالية عن تاريخها وماضيها وحاضرها, عن قراها ومدنها, عن الرفاع وسترة, عن الحد والدير, عن البديع والدراز, سيدافع وسيقول الحقيقة المرة لحاضرها الواقع المسلوب الواقع الذي دنس بالغربان التي تنهش وتسرق وتذمر وتهدم ما بني في الماضي, البحرين تصرخ تئن وتنادي اين ابنائي من تسبب بغربتهم, بسجنهم وبقتلهم, ايتوني وارجوا لي ابنائي, لم اسامحكم ساشتكي لكم عند الله, سادعوا عليكم عند الله (أن الله سميع الدعاء)

    • زائر 12 | 1:49 ص

      العقليه هيا هيا ..!!

      الموتورون بالهاجس الأمني مازالو يطفون علي المشهد البحريني رغم وقاحه افعالهم وذلك يعطي التفسير التالي : افعلو ماشئتم نحن ندعمكم
      فهم لا يأبهون بما يحصل الي بحريننا الحبيبه من خراب المهم هو الاستمرار في سياسه انتم ونحن ..!!

    • زائر 11 | 1:38 ص

      ماذا تساوي الارض بدون المواطن الذي على ظهرها

      تلك مقولة تمثل بها احد الفنانين في مسرحية من مسرحياته وهو فعلا صادق إذا لا قيمة لأرض جماد
      إذا كان ما خلق الله وكرمه تهان كرامته فيها
      مربط الفرس هي كرامة الانسان اين ما حل واين ما ذهب وما قامت عليه القوانين الوضعية ما هو الا غيض
      من فيض من القيم التي دعى اليها الدين الاسلامي
      وللاسف أن أكثر من داس على القيم الانسانية هم
      المسلمون بسبب تركهم لتعاليم دينهم وبذلك يصدق
      على المسلمين انهم مسلمين بلا اسلام وتلك حقيقة
      ربما تزعج البعض ولكنها واقعنا المرير

    • زائر 10 | 1:33 ص

      ياناكر المعروف

      نعم... بلادي من كستني وأعطتني وكبّرتني وعلّمتني، ولا لأحد فضل عليّ بعد الله إلاّ بلادي، ولا لحبّ يدخل قلبي قبل حبّها، فهي مني وأنا منها، وهي التي أناضل من أجلها، وأحاول رفع شأنها.

    • زائر 9 | 1:27 ص

      تحليل بمحله

      ولا أجد بحرينيّاً يتكلّم بسوء عن وطنه، وإن كانت هناك مشكلات فإنّ البحريني مهما وصل إلى الخارج، ستجده أفضل المتحدّثين عن وطنه
      ..............

    • زائر 8 | 1:22 ص

      غالية يا البحرين

      "نحن شعب واحد منصهر في هوية واحدة" ابكي احياناً عندما اكون في سيارتي في الطريق لارى ما آلات اليه بلادي .. يد وحدة ما تصفق يا بنت الحد .. علينا جميعاً ان نتعاون لنبني بحرين افضل و اجمل و اكثر استقراراً .. و الطائفية لن تنفع احداً .. فهي ستحرق الجميع اذا اشتعلت .. و الله يحمي البحرين و شعبها و يدفع عنهم السوء

    • زائر 7 | 12:27 ص

      تمثيل بلادي

      انت وغيرك من الكتاب الشرفا من كتاب الوسط خير من يمثل مملكتنا الحبيبة أتعجب وأشعر بالقهر عندما آري بعض الاشخاص يتحدثون علي الفضائيات باسم البحرين وهم لا يفقهون شي مما يتحدثون عنه خاصة في الاحداث الاخيرة فهم يسيئون الي الحكومه والي البلد اكثر مما يحسنون اليها ولهذا اضطرت الحكومه الي إسناد هذه المهمة الي شركات لتحسين صورتها فهل تنجح؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 11:55 م

      يادانه الحد صباح الزهور الباسمه في وجهه الفراشات الخالمه

      يبنيتي وين يعطونك المسؤليه خل المسؤليين اول يؤمنون ان مثلك وامثالك كفو لحمل المسؤليه يبنيتي الديره انترست اجانب اشكال والوان وكلمن كلمته قال انا بهريني يبنتي الوطن يباع في سوق النخاسه والسياسه والنجاسه عزك الله والكل يتفرج اعيال البلد سنه وشيعه اشما اختلفوا بيتصافون وكلمن بيرده حليبه يبنتي لكن الوهكه مع اليدد اللي يو لنا من بيئه غير بيئتنا وثقافه غير ثقافتنا يبنيتي احنا اذا قطوا مات جدامنا نهتز من الراس للجدم والجماعه ذول لو يموت الوطن بمن فيه مايحرك فيهم اشعره االله الحافظ يايبه

    • زائر 5 | 11:05 م

      ابداع يا بنت الشروقي

      سلمت اناملك على الخاتمة الحلوة
      نعم يعجبني فيك قرائتك الواعية وحسك الوطني الراقي الموضوعي
      والله يكثر من أمثالك
      الرسالة واضحة بس الحقد اعمى بصيرة الطامعين والمتملقين للظفر بالغنائم بأسم الوطنية والولاء وحب القيادة ووو

      أنا من المؤمنين بأن الوطن للجميع وكلنا مسلمين بل حتى غير المسلم و الحيوان له حق علينا أن يعيش بأمن وأمان فالله وحده الذي سيحاسب البشر ولن يقتص دين أو مذهب من أخر

      وما المذهبية إلا صنيعة تاريخية مزقتنا بعد أن جمعنا محمد ص على دين الأسلام

    • زائر 4 | 10:54 م

      كم مريم عندنا وكم نحتاج

      لا ادري لماذا يخطر لي في بالي هذا السؤال كلما قرأت واقرأ لك صدقيني لو كان لدينا عشرة من مثل مريم سواءاً أكانوا إناثاً او ذكرناً لجهلنا الوطن الكثير من المآسى وشكراً لك يا إبنة الحد

    • زائر 3 | 10:44 م

      بارك الله فيك

      بارك الله لنا في هذا العقل ونتمنى من كل من يقرأ هذا المقال ان يستوعب الدروس االحكم التي بين سطوره

    • زائر 1 | 7:39 م

      شكراً أبنتي - نعم هي البحرين بلادي

      فلتخرج الطائفية من بلادي و من صدور اهل بلادي
      نعم لنبني وطن الكل و للكل و من الكل مزجت اجساد اجدادنا بتراب هذا الوطن و تراب هذا الوطن من اجساد ابنائه سنة و شيعة ليس لاحد منهم خيار عن بعض و لا احد يتوهم ان اهل البحرين قد تطالهم يد الطائفية بل تجمعهم مطالب و حقوق و واجبات أنا لا أشك و لم أشك و لن اشك أو اشكك باحد من أبناء الوطن مهما تباعدت الروئ و دب خلاف على مصلحة الوطن ليس فينا خائن و لا معاند و طائفي و لكن أدعو المشنجين من كل الاطراف نبذ العناد و معاندة بعضنا حتى نؤسس وطن ينبط وطنية ديمقراطية.

اقرأ ايضاً