سنظل سنوات كثيرة نذكر ذلك الإنجاز الذي حققه أبناء الوطن وأدخل كرة القدم البحرينية التاريخ من أوسع أبوابه على رغم أن لقب دورة الألعاب العربية ليس الإنجاز الأول الذي حققه هذا المنتخب بعد حصوله على ذهبية دورة الألعاب الخليجية الأولى التي أقيمت أكتوبر الماضي، لكن الجديد الإنجاز الأخير في العربية الذي حمل توقيع المدرب الكبير الانجليزي بيتر تايلور وجيل ذهبي من حديد أثبت علو كعبه في الساحة العربية.

كم كنا سعداء بما حققه الأحمر من نجاح، فالبداية كانت من الاتحاد الذي عين مدربا مغمورا نوعاً ما وهو الانجليزي بيتر تايلور الذي ساهم بشكل فعال في تحقيق المنتخب البطولتين، فعلى رغم (بعض) الأصوات التي حاربته وطالبت بإبعاده إلا أنه أسعد الصغير قبل الكبير، وشخصياً كنت من الصفوف المؤيدة لبقاء تايلور وذكرت ذلك في هذه الزاوية بعد التعادل مع قطر في تصفيات كأس العالم وخصوصاً أنه سار على نهج عجز عنه المدربون السابقون باعتماده على وجوه جديدة، وأثمر ذلك عن تحقيق البطولتين.

يُقال بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فمن اختلف على تايلور وقال بأنه «مفلس» ولا يستحق قيادة الأحمر، أقول له هل حقق المدربون السابقون ما حققه تايلور، والأهم من ذلك هل اعتمد المدربون السابقون على وجوه جديدة، وأود التذكير بأن تايلور رد على حديث المدرب السابق جوزيف هيكرسبيرجر الذي قال بأن البحرين لا تمتلك مواهب، ولم يكمل المشوار مع الأحمر خوفاً من بناء جيل جديد لكن الجواب كان يمتلكه تايلور، وأنا هنا لا أدافع عن تايلور بقدر ما أتمنى مواصلته، فهو عمل في فترة صعبة للغاية وفي ظروف قاسية.

وراء كل نجاح، دائما ما يقف أشخاص ناجحون وفروا سبل الراحة للآخرين واجتهدوا من أجل ما يتحقق، فالبداية مع رئيس المجلس الأعلى سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي يأتي على هرم الإنجاز إضافة إلى رئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي أثبت بأن الكرة البحرينية بخير وحقق ما عجز عنه الكثيرون في السنوات الماضية، إضافة إلى العقل المدبر نائب الرئيس رئيس المنتخبات الوطنية الشيخ علي بن خليفة، فهؤلاء عملوا بكل طاقتهم من أجل النهوض بالكرة البحرينية، ولابد أن أذكر أشخاصا آخرين في هذه الأسطر وهو الجندي الذي يقف دائماً في كل صغيرة وكبيرة في الاتحاد ويعمل بطاقة لا تنتهي وتتجدد دائما وهو نائب رئيس الاتحاد للشئون الإدارية والمالية أحمد النعيمي الذي يعجز اللسان عن وصفه، فهو من يساهم بقوة برقي الأمور المتعلقة بالاتحاد وخير دليل على عطائه اللامحدود تلك الثقة التي منحت له بتعيينه مديرا لدورة الخليج العربي 21، فجاء من يستحق لتسلم هذا المنصب، وأنا على ثقة كبيرة بأن يتحمل النعيمي كل الصعوبات ويجتازها بنجاح في ظل الحنكة التي يتمتع بها.

أخيراً... لم يتبق سوى أن نعطي المدرب بيتر تايلور كامل الصلاحيات لقيادة الأحمر لمدة أطول من عقده الحالي، وأؤكد بأن هناك مواهب أخرى تنتظر الفرصة، فبعد أن كنا نفتقد للمدرب الشجاع الذي يعطي البعض فرصة لإثبات إمكاناتها حصلنا على مدرب ذي شجاعة لا توصف، فهو قادر على بناء منتخب آخر يكون جاهزا للاستحقاقات المقبلة إضافة إلى النجوم الصغار المتواجدين حالياً والتي وضعت البحرين واتحاد الكرة في مصاف الأبطال الذين لن ينساهم التاريخ والأهم أن يضع اتحاد الكرة بعين الاعتبار خطة طويلة الأمد للمحافظة على هذا الجيل