العدد 3420 - الثلثاء 17 يناير 2012م الموافق 23 صفر 1433هـ

الجماهير... محلها من الإعراب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

للوهلة الأولى يرى الجميع أن أي اتحاد في العالم يتحصل على رعاية لمسابقاته فإن ذلك يعني نجاحا للمسابقة ونجاحا للمسئولين في الاتحاد، وطريقا في تطوير المسابقة إلى الأفضل من جميع جوانبها، لكن على العكس من ذلك، فنحن في البحرين عندما نعلم أن اتحادا ما قد حصل على رعاية من شركة معينة، فإننا نتوقع الأسوأ للمسابقة، إذا ما عرفنا أن جميع الشركات الراعية لمسابقاتنا لا تأتي فقط للرعاية وإنجاح المسابقة، وإنما تهدف من وراء هذه الرعاية إلى الحصول على فائدة من خلال زيادة أرباحها، ولكن ليس بالطريقة المتعارف عليها عالميا من خلال العمل على جذب الشركات الأخرى، وإنما من خلال الجماهير، ولكن كيف؟

الجماهير هي ملح البطولات والمباريات، لذلك فإن حضورها صار أمرا ضروريا ولأسباب عدة، وما الحضور الجماهيري الكبير لبطولة مثل بطولة ناصر بن حمد انتهت منذ أسابيع، أو حتى دورات التعارف باختلافها، إلا دلالة واضحة من مجموعة دلائل برهنت ومازالت تعطينا البراهين على أن ما يحدث من غياب للجماهير عن حضور مباريات المسابقات المحلية أمر ليس بالسهل ووراءه الكثير من المسببات.

منذ أن جاءت الشركات المعنية بدخول الجماهير ورعاية المسابقات الواحدة تلو الأخرى والدوريات تحظى بحضور ضعيف وقياسي من الجماهير، إذا ما استثنينا بعض المباريات القوية، حتى أن بعض المباريات يمكن عد حاضريها بعدد أصابع اليدين، وهي مفارقة لم يصل إليها دوري كرة القدم مثلا منذ سنوات أو حتى دوري اليد، فكيف به هذا الموسم وسابقه وهو يحظى مثلا برعاية وبمسمى دوري فيفا لكرة القدم.

دوري كرة القدم الذي أطلق عليه حاليا دوري فيفا، وصل لمرحلته السادسة، من دون أن تكون هناك حلول جذرية سواء من الاتحاد المعني أو حتى من الجهة الراعية، لعلاج الحالة المزرية التي تعيشها مدرجات ملاعب البطولة، من حيث الحضور الضعيف لجل مباريات البطولة.

لقد أصبح من المعروف لدينا في البحرين أن أية شركة راعية لمسابقاتنا هي في الأساس شركات راغبة وليست راعية، راغبة في زيادة دخلها بالدرجة الأولى وعدم خسارة أي مبلغ تقوم بدفعه للاتحادات من خلال رعايتها، والفارق كبير بين رعاة مسابقاتنا في البحرين ورعاة مسابقات دول الخليج، إذ بينما تقوم الشركات الراعية هناك بوضع جوائز عينية كبيرة لجذب الجماهير إلى جانب إدخال الجماهير بالمجان، نجد شركاتنا الراعية تزيد من مبلغ دخول الجماهير مثلا من دون أن تكون هناك جوائز تشجيعية، وإن وجدت هذه الجوائز فستكون مبلغا ماديا يبلغ 50 دينارا أو كرة قدم أو دراجة هوائية ولموسم كامل!

هل سيبقى الاتحاد البحريني لكرة القدم مكتوف الأيدي في هذا الموضوع الذي ملت الصحافة الكتابة فيه، وكلّت ألسنة الجماهير في المطالبة بإيجاد الحلول المناسبة لذلك، وكأن الاتحاد غير معني بذلك، نعلم جيدا أن للأحداث السياسية الحالية في البلد دور في خفض أعداد المتفرجين، إلا أن الحضور الجماهيري من شأنه أن يصل لما كانت عليه مباريات بطولة ناصر بن حمد أقله، وكل ذلك بالتأكيد بسبب الجوائز العينية الكبيرة التي يتم رصدها للجماهير، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الاتحاد، هنا يدعونا الحديث إلى مطالبة الاتحاد بالتفكير مليا في طريقة جديدة تساعد المواطن على حضور المباريات وبحماس من خلال تخفيض مبالغ الدخول مثلا، أو إيجاد الحوافز والجوائز التشجيعية وغيرها، مما يجذب الجماهير لحضور المباريات، حتى يمكن الاستفادة من رعاية شركة فيفا بأحسن صورة

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3420 - الثلثاء 17 يناير 2012م الموافق 23 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:45 م

      يجب الاستفاده من الدوريات المجاورة

      جلب الجماهير يكون اولا من خلال التغطيه الاعلاميه المميزة ويجب الاستفاده من طريقة الدوري الاماراتي في جلب الجماهير من خلال تغطيتهم في الصحف والبرامج جميعهم يكتبون بشكل يحمس الجمهور للحضور

اقرأ ايضاً