العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ

المعارضة ليست موضة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

واحدة من نتائج انتفاضات الربيع العربي في 2011 أنها خلقت سوقاً كبيراً للمعارضة، وهذه تحولت إلى صناعة، لها أصولها، ومدخلاتها ومخرجاتها، ولاعبوها، وعباراتها، وشعاراتها، ومحتواها... وحتى كلمة «المعارضة» أصبحت مثل «الموضة» يشعر هذا الطرف أو ذاك بضرورة التغني بها لكي لا يفوته القطار.

لكننا نعرف أن «المعارضة» ليست موضة؛ فهي قضية لها جذور، وتضحيات وآلام، ومعاناة تتعدى الموت والسجن لتتغلغل في أعمال الوجدان بحيث يتحول المتحمسون - ولاسيما الشباب - إلى حراك لا يمكن إلغاؤه بالقوة. وبما أننا نمر بمخاضات تاريخية؛ فإنَّ المؤمل أن نصلح العملية السياسية ونوسع القدرة التحملية لتحويل هذه الطاقات نحو مستقبل طموح، ينظر إلى هذه الثروة من الطاقات كفرصة لإنطلاقها في اتجاهات إيجابية.

المعارضة الموسعة التي انطلقت مع الربيع العربي ليست موضة، وإنما قصتها مختلفة، ويمكن رصد جذورها من السأم من مجريات السياسة بوضعها الرتيب، وانتشار إحباط وبؤس وغياب الأمل لدى الشباب، وهذا بمجمله دفع بالأوضاع إلى ما نشاهده حاليّاً.

قبل سنوات كان الحديث بين الشباب يتركز على توفير المزيد من فرص العمل، وتحسين الأجور، وضمان وضع التقاعد وتحسين الخدمات والبنية التحتية. لكن الشباب انتبه إلى أن كل تلك المطالب ليست سوى نتيجة فرعية لبيئة سياسية أكثر انفتاحاً على الواقع، وأكثر شفافية، وأقل فساداً، وأن كل ذلك مرتبط بمنظومة حقوقية أصبحت نهجاً عالميّاً واضحاً يضمن كرامة الإنسان وحقه في التعبير والعيش من دون إهانة والمساواة مع الآخرين. هذه الطموحات والتصورات تحولت إلى نشاطات تفاعلت على مستوى الوطن العربي في 2011 بشكل لافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم انبثقت من كل ذلك معارضة واسعة لم تتمكن العملية السياسية الحالية من استيعابها.

ولو لاحظنا ما يجري في العالم؛ فإن هذه الظاهرة آخذة في التوسع في مختلف البلدان، بما فيها البلدان العريقة في الديمقراطية، لكنَّ الفرق يأتي في القدرة على استيعاب هذه المتغيرات، والقدرة على إدماج الطاقات في العمل الوطني. وهذه القدرة لا تأتي بالاعتماد على تصورات خاطئة عن طبيعة الإنسان، أو التعامل مع الأمور كما لو كان العالم لا يزال يعيش في قرون سحيقة لا تمتُّ إلى العصر الحالي بصلة.

نحتاج إلى رؤية شجاعة نحو مستقبل يحفظ لنا بلادنا ويحفظ لنا شبابنا ويفتح الآفاق نحو الإبداع الخلاق الذي ينعش الكرامة الإنسانية، ويبني حضارة من أجلها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 50 | 9:43 ص

      فعلاً المعارضة ليست موضة

      المعارضة تضحيات، بذل وعطاء من اجل الحرية وإلا فكانت معارضة للمعارضة ، شكراً دكتور منصور مقال رااااااائع واكثر من رائع حقيقه.

    • زائر 49 | 9:42 ص

      الموضة ليس لها جذور

      ان حكومات من مثل تونس ومصر وليبيا..... اعتبرت ان المعارضة موضة وانها سحابة صيف وانها ستزول على مر الايام ، لكن الكل يعلم علم اليقين ان هذه الثورات اطاحت بتلك الحكومات عن بكرة ابيها .

    • زائر 48 | 7:56 ص

      المصلي

      المعارضة متواجدة في كل بلد وحتى البلدان المتقدمة توجد بها معارضة تصحح البوصلة وتتبناها الدول المتحضرة وتفتح لها السلطة في تلكم البلدان قلوبها في تناغم يصب لمصلحة الوطن والمواطن على حد سواء لاكن مانراه في البلدان الناميه وانا اقول البلدان النائمة نرى العكس تماما حينما تصدح المعارضة بالمطالبة بالأصلاح يزج بها في غياهب السجون والزنازين المكتوب عليها الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود هذا هو الفرق بيننا وبينهم والله في عون شعوبنا المقهورة والمغلوبة على امرها

    • زائر 46 | 5:31 ص

      العارضه تطالب بالديمقراطيه

      المعارضه تطالب بالديمقراطيه و بحق التعبير ومن اليقراطيه تقبل رأي الاخر .

    • زائر 45 | 4:39 ص

      شكرا لكم شكرا لكم

      نعم صحيح انهم معارضه

      هناك معارضة ضد الدكتاتورية والظلم
      وهناك معارضة ضد الدمقرطية والعدل

      فمن اي المعارضات انتم ؟؟!!

    • زائر 44 | 4:05 ص

      يقولون معارضة بناءة

      بالأمس معارضة رشيدة .. واليوم اسمها معارضة بناءة .. وبكرة ما ندري ويش بسمونها!!!
      يعني يصير معارضة ما سقط منها جريح ولا قتيل ولا سجين دخل السجن.. اشلون يعني اريد أفهم؟؟؟؟

    • زائر 43 | 3:38 ص

      الجذور

      هناك فئة وضعت السياسة منذ الطفولة وعارضت بحرفية وقبلها النية الصادقة من اجل الوطن والناس، وهناك فئة تريد ان ترضع السياسة في الكبر

    • زائر 39 | 3:13 ص

      المعارضة الناعمة

      نسيت يا دكتور أنه لدينا في البحرين المعارضة الناعمة

    • زائر 35 | 2:41 ص

      ماذا جنينا من المعارضة؟

      تحطيم الوطن وشق اللحمة الوطنية

    • زائر 34 | 2:39 ص

      المعارضة

      يحب على المعارضة الجادة ان تميز نفسها دون مواربة عن اعمال الإرهاب وان تدينها وتثبت فعلا ان لا علاقة لها بإرهاب الشارع عندها يصير خير

    • زائر 33 | 2:32 ص

      ابداعك يا دكتور جننهم مره

      ما شاء الله عليك يا دكتور عيني عليك بارده وربي يحفظك من عين الحساد . والله كاني اشوفك مثل ميسي ابداع ما ورى ابداع انت تستحق جائزة أفضل كاتب صحفي في الوطن العربي أجمع

    • زائر 32 | 2:26 ص

      تعريف المعارضة في البحرين

      الكل يتحدث عن المعارضة المعارضة، ممكن احد يتكرم ويقوم بتعريف المعارضة، ما معناها، ما شروطها، ماضوابطها،ما حدودها. وخصوصا في البحرين

    • زائر 30 | 1:56 ص

      القلم الحر

      أحسنت أستاذي في اختيار العنوان والموضوع ، مقال اكثر من رائع ، المشكلة انهم يريدون أن يغطون على تاريخهم السيء في التعامل مع هكذا حراك إنساني متطور، من أجل أن يكتب التاريخ بأن ( أولئك ) كانوا من المعارضة التي هدمت مساجدها وانتهكت حرماتها و قتل شعبها و عذب أهلها و فصل عمالها وطلابها، نعم ، هؤلاء يعملون على تزويير التاريخ لتورية الحقيقة على أبنائهم ، كما نحن درسنا تاريخا مزور في مدارسنا وجامعاتنا ، لكنهم يحلمون ، فنحن في عصر التوثيق ، لا في العصر الحجري ، و ستذهبون إلى مزابل التاريخ لما صنعتموه .

    • زائر 28 | 1:19 ص

      ننتظر بزوغ فجر جديد

      الحمدلله أننا نمتلك حس وطني له جذور في تاريخ البحرين الاصيل وبما يسمى معارضة ،ونحن ننتظر بشغف بزوغ فجر جديد ليوم جديد نعيش الآمل للمستقبل ،تطل علينا جريدة الوسط بمقال جديد من أنامل تزرع الامل والحب والوطنية الحقة ، وكما يقول المثل اليد التي تعطي ليس مثل اليد التي تأخذ ، فهذا هو شعبنا العظيم الذي تعود على العطاء عقودا دون كلل أو ملل،وأتى الربيع العربي فكان شعبي نجم ساطعا فيه لا تغيبه السحاب ولا التهميش ولا التعامل بقسوة ،وينشد التتغيير بكل سلمية وحضارية وهذ حقه الطبيغي الذي كفلته القوانين ,

    • زائر 27 | 1:11 ص

      كلمة حق أقولها فى حقك يا أخي أبوعلي

      لمن كنا بالخارج كنت زينتنا لانه انت المحنك فينا لادارة دفة الازمات كنت حقا مدبرا حدقا, ويعجبني فيك انك لااقول تركت بل سنحت المجال لغيرك من الشباب ان يديروا زمام المبادرة للتصدي للواقع - وانا ها كذلك لست بعيدا بل اريد للشباب ان هو من يقودني لا أن يصبح تحت زعامتى لاننى اري فيهم الوعي المطلق لادارة الازمات كمعارضة اكثر وعيا مني وهذا حق يقال فلذلك كنت اتمني ان يسنح للشياب الذين هم الخيرة الضافرة للمجتمع ومستقبله

    • زائر 25 | 1:05 ص

      معارضـة المــعارضـة

      الحجي لش يجارة

    • زائر 24 | 1:01 ص

      نعم المعارضة تراكم خبرات وصقل عبر سنوات

      ثم يأتي من لا يعرف الف باء المعارضة ويتصدر المنصات ويقول انه معارض بين ليلة وضحاها ، لم أسمع في حياتي معارضة تدافع عن الظلم والأستبداد ، وتطالب بحقوق فئتها ، ثم تتهم الشرفاء بالفئوية ، نعم يا دكتور هذه هي معارضة ( الموضة ) التي تخاف ان يطوفها القطار وبالفعل طافها القطار لأنها معرضة أي كلام لا تاريخ سياسي ولا تنطبق عليها اي مما ذكرت من شروط للمعرضة ، فمسكينة تلك المعارضة الطارئة .

    • زائر 23 | 12:57 ص

      كلامك ذهب يا دكتور,,,,,,,,و صباحك فل,,,,,

      "كان الحديث بين الشباب يتركز على توفير المزيد من فرص العمل، وتحسين الأجور، وضمان وضع التقاعد وتحسين الخدمات والبنية التحتية (و الأسكان) . لكن الشباب انتبه إلى أن كل تلك المطالب ليست سوى نتيجة فرعية لبيئة سياسية أكثر انفتاحاً على الواقع، وأكثر شفافية، وأقل فساداً"

    • زائر 21 | 12:53 ص

      المطلوب غير

      والوقع غير....وكلمة الحق التي يراد بها باطل واضحة للشعب بأكملة

    • زائر 20 | 12:51 ص

      الطرف الاخر

      الطرف الاخر يعرف ولاكنه يبغض ولان البغض يعمي العيون والقلوب فلا يعطي اذن .

    • زائر 19 | 12:34 ص

      هكذا نريد وطناً

      أصبت يا دكتور فسابقاً كانت بعض الوعود بمكرمات وتعديلات بسيطة كافية لتدغدغ مشاعر الناس ، الأزمة الحالية أيقظتنا لما هو أهم ، بالنسبة لي لا أمانع أن تذهب كل الميزانية في بناء هذا الوطن بجوهره على أن أستلم حفنة نقود تذهب هنا وهناك ، نريد أن نرسم لأجيالنا القادمة مستقبلا يضمن للجميع العيش بكرامة وبحرية ، نريد وطننا متطوراً في شخوصه قبل شوارعه ، نريد بحرين حرة للجميع ، لن نستطيع العيش في وطن نشعر فيه بالدونية .

    • زائر 18 | 12:34 ص

      مفهوم المعارضة في البحرين

      عارض كل شي عارض الصح والغلط عارض عارض كل شي

    • زائر 17 | 12:32 ص

      كلنا فهمنه

      احد ما فهم يا جماعة، ما ضن حتى الغبي يفهم هذه السالفة0

    • زائر 16 | 12:30 ص

      شكرا منصور

      لقد أسمعت لو ناديت حيا 00 ولكن لا حياة لمن تنادي تؤذن في خرابة

    • زائر 15 | 12:27 ص

      اكتشفت ان مسمى المعارضة لا يتفق مع ما نمر به

      ان ما يجري الآن ليس معارضة بل رفض للظلم و الاستبداد رفض للاستهانة بالبشر و حقوقهم .. المعارضة قد تكون في برنامج حكومة مثير للجدل و نتائجه قد تكون مضرة .. والانكى من هذا ياتي اشخاص مارسو دور تضليلي لحراك شعبي وطني عالي المستوى مطالبه محقه ، الربيع العربي نتج من معانات الشعوب وصمتهم بعد تكبيل و اهانة رافضين ان يكون هذا هو ايضا مستقبل ابنائهم لذا تحركو لمستقبل افضل وحياة كريمة تحت اسس مواطنة و مساواة والعجيب ان هناك من يدعي شيئاً كان هو دوره إنكار آلام المطالبين بوقف الفساد و قمع السلطات وتنكيلها .

    • زائر 14 | 12:21 ص

      فعلا ليست موضه

      المعارضه فعلا ليست موضة دكتور
      نشكرك على هذا الكلام الطيب

      تكون المعرضة موضه في حالة واحدة اذا قامت على اساس مذهبي او طائفي

      نحييك

    • زائر 12 | 12:17 ص

      دكتور منصور

      إني أحبك في الله

    • زائر 11 | 11:53 م

      ضربة معلم

      دكتورنا العزيز اختيارك لكلمة موضة اكثر من موفق ، وبعبارة أخرى ( ضربة معلم )

    • زائر 9 | 11:41 م

      هي معارضة وبس حتى لو كانت معارضة المعارضة

      البعض يريد سرقة حتى التسمية التي للشعوب شرف الاتصاف بها يريد سرقتها من هذه الشعوب ولكن من دون
      ان يشعر بمعاناة هذه المعارضات. هو من جانب يريد الاستحواذ على نصيبه من الكعكة في كل شيء حتى
      شرف المواقف يريد ان يحصل عليه ولكن دون ان يدفع الثمن هؤلاء هم الراكضون وراء المصالح.
      هناك نوع من المسلمين في صدر الاسلام كانوا كذلك
      في الحرب يدسون رؤوسهم وإذا جاء وقت النصر والغنائم
      برزوا وظهروا. نعم كذلك وكما نسميهم في مجتعنا
      مصلحجيون أي اين ما وجدت المصلحة هم وراءها

    • زائر 8 | 11:25 م

      سلمت يمينك

      المعاناة نعم ليست نزهة. والعذابات ليست رحلة استكشافية.. عشرات السنين ونحن نئن دون أن يسمعنا أحد و بالذات في العشر سنوات الأخيرة صارا شكوانا عندهم شيئا اعتياديا لا يحرك مشاعرا و لا يوقظ ضمائرا و عقولا..لقد عرفنا أن جراحنا ستدوم ما لم نقرع جميع الأبواب .. وبقوة.. شكرا لك أنت ضمير هذا الوطن

    • زائر 7 | 11:20 م

      سماء - البحرين (الموضة المستمرة)

      تحية صادقة لك شخصيا وللطاقم و وقراء الوسط, اعجبنى المقال لتركيزة على كرامة الانسان اللتى كانت على وشك الاندثار, ايضا لتطرقة لفئة الشباب الموجود حاليا والانتفاضات العالمية اللتى شملت حتى الدول الديمقراطية العريقة, جيل الشباب الحالى جدا صعب من ناحية الاقناع وذلك لطموحاتة الواسعة مع وجود المسببات و التكنولوجيا للتواصل اللتى تعتبر المحرك الاساسي لهذا التوجة, الجيل القادم سوف يكون اشد صعوبة فلابد لجميع الانظمة الدكتاتورية والمعتدلة نسبيا التعامل مع التغير وتصحي من شهر العسل الذى طول وقاربت نهاية.

    • زائر 5 | 10:49 م

      حلوة

      اللبيب بالإشارة يفهم

    • زائر 4 | 10:38 م

      نحن امتداد للربيع العربي

      في كل دول الربيع العربي كان هناك طرفان طرف يطالب بالتغير والكرامه وطرف يطبل ويدافع عن النظام و كلاهما امتداد للربيع العربي لكن الفرق بينهما ان الاول سيدخل التاريخ من أوسع الأبواب والثاني سيذهب الى مزبلة التاريخ . تحيه لك يا ابو علي مقال في الصميم

    • زائر 3 | 10:32 م

      نعم المعارضة ليست موضة

      المعارضة ليست موضة هذا ما لا يختلف عليه ولا سلعة تصنعها الانظمة لاغراض ضرب المعارضة الحقيقية وهذه احدى اسلحة الانظمة الظالمة الجائرة

      وبسؤال المعارضات المصنوعة وتضحياتها وبرامجها لا تجد سوى ضرب ومخالفة المعارضة الحقة والحقيقية

      لكن الانسان والمواطن الذكي لا يمكن ان تنطلي عليه هذه اللعب

    • زائر 1 | 9:32 م

      جيفارا

      بعض الناس تحب توهم نفسها انها من المعارضة وتبي تسجل اسمها في تاريخ البحرين لكن لايعلمون انا المعارضة تعبت وبذلت أشياء ازيد من الغالي والنفيس وانا ‏

اقرأ ايضاً