العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ

«ماما»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«ماما» - «أمي» -«mom - mother »، كلمات تدل على الأم، ولكن من هي الأم في حياتنا؟ وهل نوليها اهتماماً أكثر من الزوج والأطفال والأصدقاء؟ أم أنّ الكلمات التي تخرج من أفواهنا بسيطة أمام هذه الأم الرحوم، أمام تضحياتها لنا؟ ففي كلّ يوم تشرق فيها شمس الضحى، إلى أن ينتهي النهار، ونحن في بالها ولكنّها ليست غالباً في بالنا!

البحرين أمّنا جميعاً، ولا أحد يستطيع التشكيك في حبّنا، فهو ليس ملموساً، ولكنّه موجود في داخل كل بحريني أصيل، بحريني فعلاً، بحريني يعلم مدى غلاة هذه الأم، ولكنّنا نجدها تعاني اليوم الأمرّين من الانقسامات والصراعات والاختلافات الكبيرة. والبعض منّا يحاول، والبعض منّا يزيد إشعال الفتيل، ونسينا في ظل ذلك كلّه «البحرين».

لا نريد تكرار الكلام حول الوحدة الوطنية، ولا نريد العيش في دنيا الأحلام، دنيا «لا وجود لاضطرابات أو مشكلات في البحرين»، فهذه حقيقة واضحة للعيان، ولا ينكرها أحد، ولكنّنا نريد التأكيد على الإسراع في تحقيق الحلول التي ترضي جميع الأطراف، حتى لا تمتد الصراعات إلى أوجها، في حين نحن منكرون لما يحدث حولنا.

هناك تطاول على حقوق الإنسان، لاشكّ في ذلك، وهناك إرهاب في بعض الشوارع العامة من حرق إطارات ومولوتوف وغيره، إذاًً الأزمة مستمرّة، واستمراريتها ليس في صالحنا جميعاً. فالأم قد تموت أمام أعيننا، وسنقوم برسمها على الأرض حتى ننام عليها، أو هذا ما يريده البعض؟! أيريدون زوال البحرين وزوال الاستقرار، ونحن على يقين بأنّ حب الأم لا يجتمع مع كره استقرارها والخروج بحلول مبنية على ثقة كبيرة بين الجميع.

يحتاج الشارع اليوم إلى ذلك الخطاب الوحدوي الناصري المؤثّر، فلا كلمات برّاقة تخرج، ولكن كلمات حقيقية من القلب لتصل إلى القلوب، وليس هذا فقط، بل تعديل جذري لخريطة التوافق الوطني، بما يرتضيه الضمير، حتى لا نخسر أكثر ونبلع هموماً أكبر.

هذا الخطاب قد يصل إلى عقول الناس كذلك، وقد يغيّر مجرى أحداث لا تتغيّر، وقد يبني ثقة ماتت خلال هذه السنة، ويعدّل وضعاً معوجاً كاد أن يفتك بنا، فهل لنا الحصول على هذا الخطاب؟ يا تُرى متى سنحصل عليه؟

وما نقول إلاّ: اللهم احفظ البحرين وأهلها، اللهم إنّك عالم الغيب، أبعد عنّا الضر، وارحمنا، واشغل من أراد خراب البحرين في نفسه، وشتّت أهله، واجمعنا على الوحدة، إنّك على كل شيء قدير. وسنظل ندعو لأمّنا البحرين حتى تتوقّف الروح عن الجسد، فهي أعز ما لدينا والأحب إلى قلوبنا

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 10:20 ص

      Not the adopted bad one

      from Dehyi:- الاخوه الذين ولدو من رحم واحد ورباهم حظن واحد اللهم احفظ امي البحرين من كيد من لايخافك

    • زائر 10 | 10:03 ص

      الام الجريحة

      امي جريحة ووطني جريح وابنائها يعانون الامرين فهل من مجيب
      السطوة الامنية لن تفيد مدام الشعب قد قضى نحبه
      الشعب يعاني واخرون ينثرون الرماد على الجروح
      فماذا ستكون نظرة الام !!
      القسوة تظهرها البحرين بجراح ابنائها وتقول أنقذوني ابنائي ولاتجعلوني أغتصب بدماء غرباء جثمو على قلبي
      دمائكم أبنائي غالية فأجعلوني أضحك قريبا يافلذات قلبي

    • زائر 9 | 4:57 ص

      ماما زمانها جايّة ... جايّة بعد شوية ...

      جايبة هُموم و جراحات!!
      واه .. واه ..

    • زائر 8 | 2:35 ص

      الامر واضح يا اخت مريم

      هناك من يحاول تصوير الامور على انها طائفيه او صراع طائفي لاكن الحقيقه هناك مطالب بحقوق مشروعه يستفيد منها الجميع وكل هشي عشان اضل االاوضاع مثل ماهي والخاسر الوحيد هو الشعب والوطن

    • زائر 6 | 1:07 ص

      العزيزة مريم

      الخطاب الوحدوي دون العمل على الأرض لن يجدي تهدئة الناس يريد لها أفعال لما طالبوا به والموضوع اليوم ليس تهدئة نفوس فقط بل عمل على ما يهدأ النفوس فالجرح عميق لا يهدأ بخطبة أو نصيحة شيخ أو حتى اب أو ام لا الأفعال هي التي ستهدأ النفوس والأفعال هي اعطاء الناس حقوقها المسلوبة فبعد ان زهقت الأرواح وانتهاك الكرامات ليس ثمة شيء يهدء النفوس سوى الأمتثال لمطالب الناس التي زهقت ارواحها وانتهكت حرماتها .

    • زائر 4 | 12:54 ص

      الوضع لا يحتمل التعميم و المداراة

      أختي الكريمة مريم ... فالتفصحي أكثر و لتسلّطي الضوء على منابع الفرقة الوطنية, و منابع توحّدها.

      لفتة: أُقيم بمأتم سار الجمعة الفائتة احتفالاً كبيراً بعنوان "أخوان سنة وشيعة".

    • زائر 3 | 12:39 ص

      الاحتكام الى العقول و وضع النقاط على الحروف

      عدم الاصغاء الى الشعب و آلامه ليس الا تمديد الازمة ،، تجاهل الاصلاحات الدستورية و البرلمانية يكرس الاحتقان و وضع سيئ للبلد في جميع مفاصله ،، نرغب في حراك سياسي ينتشل الوطن من الفساد وتكون الفاسدين يمكن من اداء ديناميكي حيث تعمل الكفاءات لا المحسوبية و الطوائف و العوائل ،، اما ان يكون القمع و التلون و الوعود الباهتة باتت لا تشتري وقتاً .. العمل و الاداء هو الفيصل انتهى زمن الاصغاء و التمني وحان وقت المبادرة لتشكيل وطن حر يؤمن بالانسانية و المواطنة و الفرص للجميع دون تمييز او اقصاء .

    • زائر 2 | 11:45 م

      خداع

      أختي مريم :هناك من يجعل عبارة الوحدة الوطنية واجهة مخادعة في الوقت الذي يتزعم تفتيت الشعب .. إنهم لا يؤمنون بالمطالب العادلة ويتحدثون بلغة نحن وهم وهذا لعمري قمة الشر والنفاق والشقاق .. هداهم الله على كل حال

    • زائر 1 | 10:57 م

      يادانه الحد صباح الامومه والحنان

      يبنيتي هالام المسكينه تبدو اكبر من سنها بكثير بعد ان لعب بعض ابنائها بلتبني بحسبتها يبنتي هذه الام التى ارضعت ابناء غيرها طيبا منها وعطشت الكثير من ابنائها والاغرب من هذا يبنيتي ان طيب الحليب لم يطهر بطون بعضهم فاثار ما اثار من احقاد ليفرق الابناء مره بلطائفيه ومره بلطبقيه ابناء هذه الام من سنه وشيعه لم يعرفوا الانقسام الا بعد ان تبنت امهم الطيبه اغراب اثاروا اشكال الفتن لتمزيق الاخوه الذين ولدو من رحم واحد ورباهم حظن واحد اللهم احفظ امي البحرين من كيد من لايخافك وانته به كفيل...ديهي حر

اقرأ ايضاً