حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت من أن العملية العسكرية التي أطلقها لتأمين إطلاق سراح الجندي المخطوف ستتحول إلى «حرب طويلة الأمد». فيما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس إلى تمديد المفاوضات الدبلوماسية بشأن القضية و«المحافظة على حياة الجندي». في المقابل، انسحبت ثلاث فصائل فلسطينية من المفاوضات مع وسطاء مصريين مع انتهاء المهلة التي حددتها. وقررت عدم الإفصاح عن أي معلومات بشأن الجندي، بينما وسع جيش الاحتلال عملياته في غزة وقام بقصف مبنى بالجامعة الإسلامية غرب غزة.
وقال أولمرت أمام مؤتمر بشأن التنمية الإقليمية بمدينة بئر السبع «سنستخدم كل ما لدينا من قوة ولكننا لن نستسلم للابتزاز». وقال «لقد أصدرت أمراً بمواصلة العمليات لضرب الإرهابيين ومن يحميهم ومن يصدر لهم الأوامر». وأضاف «سنضرب كل الإرهابيين ولن نستثني أياً من الذين يهاجمون (إسرائيل)».
وأكد النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز أن «إسرائيل» لن تدفع أي ثمن مقابل الإفراج عن الجندي المخطوف مشيراً إلى «اننا لن نكافئ الخاطفين». وحمل بيريز بشدة على سورية متهما إياها بمساندة «الإرهاب وإيواء قيادات لتنظيمات إرهابية». وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يحتمل مثل هذا الوضع.
ومن جانبه، قال هنية في اجتماع مجلس الوزراء «إن الحكومة منذ اللحظة الأولى وجهت النداء ومازالت عند موقفها القاضي بضرورة المحافظة على حياة الجندي الإسرائيلي المخطوف ومعاملته معاملة حسنه». وأكد هنية ان حكومته «تبذل الجهود مع أطراف فلسطينية وعربية وإقليمية لإنهاء هذه القضية بشكل مناسب ولائق».
وعقد مجلس الوزراء الفلسطيني اجتماعا علنيا للمرة الأولى منذ الهجوم الصاروخي الإسرائيلي يوم الأحد الماضي الذي دمر مكتب هنية في غزة واجتمع المجلس في غياب ثلث أعضائه بعد أن اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي. إلى ذلك، قال المتحدث باسم «الجيش الإسلامي» أبومثنى (إحدى المجموعات الثلاث التي تحتجز الجندي المخطوف) ان الخاطفين قرروا «تجميد أي اتصال مع أي طرف سواء كان داخلياً أو خارجياً وطي ملف الجندي الإسرائيلي» وعدم الإفصاح بأي معلومات تتعلق بمصيره. واستبعد الاقدام على قتله. وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن رفضه إجراء أي مفاوضات مع المسلحين الفلسطينيين الذين يحتجزون الجندي الإسرائيلي، قال أبومثنى «اعتدنا على التصريحات الإسرائيلية منذ عشرات السنوات، قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يقومون بالتعنت وإبداء مواقف متشددة ولكن من تحت الطاولة يقومون بالاتصال ويقومون بإرسال وساطات بعيداً عن الحكومة ولكن نحن نقول لهم مواقفنا ستبقى صلبة وسنكون لكم بالمرصاد».
ومن جانب آخر، وصل موفد الرئيس الفلسطيني نبيل شعث في زيارة إلى القاهرة يبحث خلالها الوضع الفلسطيني، وبعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أوضح شعث أنه تم حل مشكلة الأموال المجمدة التي جمعتها جامعة الدول العربية، إذ تم تحويل مليون دولار إلى حسابات تحت تصرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونفى شعث وجود أية اتصالات تمت بين السلطة وخاطفي الجندي.
ميدانيا، قام جيش الاحتلال بتوسيع عملياته العسكرية في شمال القطاع في إطار حملة عسكرية قال إنها «متدحرجة» ويتم توسيعها بصورة تدريجية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي إن الجيش الإسرائيلي وسع نطاق عملياته العسكرية. لكنه أضاف أن العمليات العسكرية في شمال القطاع «تم توسيعها لمسافة كيلومتر واحد ولم تصل القوات إلى بلدة بيت حانون». وتابع أن «الغاية الآن هي البحث عن ألغام وأنفاق».
ولم يستبعد أدرعي توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية عبر التوغل أكثر في شمال القطاع. وقال إن المخططات العسكرية تقضي بأن تسير العملية بصورة تدريجية بموجب قرار من الحكومة الإسرائيلية. وفي تلك الاثناء قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر إن لدى «إسرائيل» «معلومات لاشك فيها» تفيد بأن الجندي المختطف جلعاد شليط لايزال على قيد الحياة. وأشار إلى أن (إسرائيل) «تعلم أنه مصاب وأن طبيباً فلسطينياً زاره قبل عدة أيام».
كما شنت طائرة مروحية إسرائيلية من طراز «أباتشي» فجر أمس غارة استهدفت خلالها بصاروخ مبنى مجلس طلبة الجامعة الإسلامية غرب غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن القصف احدث أضراراً مادية كبيرة من دون وقوع إصابات، فيما تعد هذه الغارة الثانية التي تستهدف الجامعة الإسلامية خلال أربعة أيام، إذ كانت مروحية إسرائيلية قد أطلقت صاروخا سقط في ملعب الجامعة من دون وقوع إصابات.
وأفادت مصادر أمنية وطبية أن ناشطاً فلسطينياً قتل خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال في جنين. وأوضحت المصادر أن فداء أبو قنديل ( عاماً) من «كتائب شهداء الأقصى» قتل عندما كان يحاول زرع قنبلة لدى مرور دورية للجيش تشارك في عملية في المدينة.
الأراضي المحتلة - يو بي آي، قنا
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي إن النيابة العسكرية ستحضر الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطينيين إلى محكمة عسكرية إسرائيلية لتمديد اعتقالهم «تمهيدا لإعداد لوائح اتهام ضدهم».
وفي السياق نفسه، قال وكيل وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية زياد أبوعين إن محاكمة الوزراء والنواب الفلسطينيين ستجرى اليوم (الأربعاء) في محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية قرب رام الله، مضيفاً أن طاقم المرافعة القانونية من المحامين موجودون في المحكمة لمتابعة هذه القضية.
وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل قيادياً من حركة «حماس» يوم الخميس الماضي في أنحاء الضفة الغربية، وشملت الاعتقالات وزراء و نائباً ورؤساء بلديات وناشطين سياسيين. ويحتجز معظمهم في سجن «عزل الرملة» وعدد آخر في مراكز التوقيف والمعتقلات بشمال وجنوب الضفة الغربية
العدد 1398 - الثلثاء 04 يوليو 2006م الموافق 07 جمادى الآخرة 1427هـ