العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ

التعليم أمر أساسي في النهج الإسلامي المعتدل

رضوان ماكس سيجابات comments [at] alwasatnews.com

.

الإسلام دين الاعتدال، وهو عكس التطرف والتشدد واستخدام العنف، وهو لا يعارض الحداثة ضمنياً ولا يعادي الغرب، كما يقول رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي، مخاطباً المؤتمر الدولي الثاني للعلماء المسلمين الذي عقد في جاكرتا ما بين و يونيو/ حزيران الماضي، برعاية جمعية نهضة العلماء في اندونيسيا وبالتعاون مع وزارة الخارجية الاندونيسية، وناقش دور الاسلام والقيم الاسلامية امام العولمة ومشكلاتها والسعي لجعل هذه العولمة قائمة على اسس السلام والعدالة

و قال بدوي إنه يجب على الأمة المسلمة أن تطور منهجاً دراسياً يؤسس بثبات قيم التفاهم المتبادل والتسامح والحوار والتعددية على أسس تعاليم الإسلام.

«يجب علينا نحن المسلمين أن نفعل ما هو ضروري لرأب الصدع داخل الأمة حتى نثبت بالقول والعمل أن الإسلام بالتأكيد هو دين الاعتدال، الذي يرفض التعصب الأعمى والتطرف والتشدد، وبالذات الإرهاب» كمايقول بدوي الذي يترأس منظمة المؤتمر الإسلامي.

جاء ذلك من ضمن الحوارات اثناء اللقاء الذي جمع قادة مسلمين لمدة يومين قبل فترة في العاصمة الاندونيسية، جاكرتا، والذي افتتحه الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو وحضره نحو عالم مسلم من دولة.

كما صرح بدوي بأنه على رغم الأساليب المختلفة لإبراز العقيدة، والتي كثيراً ما كانت مصدر نزاع، يجب على المسلمين «رفض هؤلاء الذين يقتلون عن قصد الأبرياء وغير المقاتلين، هؤلاء الذين يظلمون ويستغلون غيرهم، وهؤلاء الفاسدون والطامعون، والمتشددون في الوطنية والمتعصبون لجالياتهم».

وقال إن المسلمين الحقيقيين هم الذين ينصرون العدل ويحاربون الاستبداد ويسعون وراء التحرر من الظلم، والصادقون المعتدلون العالميون في توجههم والذين يشتملون غيرهم. لم يكن الإسلام يوماً معارضاً للتحديث أو معادياً للغرب المسيحي أو الملحد، بحسب بدوي.

«بالتأكيد يمكن للمسلمين أن يكونوا ذوي حداثة وعصرية من دون أن يكونوا غربيين يستطيعون التحديث ويستطيعون عمل ذلك من دون أن يصبحوا غربيين. المسلم العصري الحقيقي هو الذي يستطيع أن يوائم بين تعاليم الإسلام وتقاليد النبي محمد (ص) من ناحية والمنطق الإنساني والعلوم من ناحية أخرى»، بحسب قوله.

مشاركاً الجمهور في تجربة ماليزيا في ممارسة شكل معتدل من أشكال الإسلام، صرح رئيس الوزراء بأن الإسلام لا يشكل عائقاً أمام التقدم والحداثة، بما فيها الديمقراطية.

على رغم أن غالبية السكان في ماليزيا من المسلمين، و في المئة منهم من غير المسلمين، فإنها طالما حكمت ديمقراطياً في نظام التشارك في السلطة مع مجموعات عرقية متنوعة من ديانات وعقائد مختلفة، بحسب بدوي.

«يتم الحفاظ على التناغم الديني من خلال ضمان الدستور المثمر بين الغرب والعالم المسلم لبناء السلام على الأرض. حتى يتسنى تحقيق ذلك من الضروري أن يعترف الغرب أولاً بأن الإسلام ليس مجرد ديانة وإنما هو كذلك حضارة وكينونة ثقافية وأسلوب حياة في الوقت نفسه. عند التعامل مع المسلمين يجب الأخذ في الاعتبار حساسياتهم الدينية».

وأضاف أن أي حوار سينجح إذا كان هناك احترام متبادل ومساواة وتبادلية. متحدثاً في المؤتمر نفسه الذي تنظمه «نهضة العلماء»، أكبر المنظمات المسلمة في إندونيسيا، أكد المبعوث الخاص للبابا بنديكت السادس عشر خالد عكاشة أهمية تقوية حوار الديانات مع العالم المسلم لتحقيق السلام العالمي.

عكاشة قال إن الكنيسة الكاثوليكية بقيادة البابا ستستمر في إتباع الحوار مع الأديان الأخرى وخصوصاً الإسلام بهدف تعزيز الصداقة القائمة.

«من خلال قوة عقائدهم ومن خلال الحوار يستطيع المسيحيون والمسلمون بل ويجب أن يشهدوا ويعملوا معاً حتى يتسنى إعادة فتح مجتمعاتنا مرة أخرى على المتسامي»، قال عكاشة مشيراً إلى ما أسماه «النسبية الأخلاقية» والعلمانية في الثقافية الغربية السائدة.

مستشهداً بالبابا في حوار جرى حديثاً مع قادة المسلمين في كولون، ذكر عكاشة أن الحوار بين المسيحيين والمسلمين يجب ألا يتم تقليصه إلى أمر إضافي اختياري. «إنه في الواقع ضرورة حيوية يعتمد عليها مستقبلنا إلى حد بعيد»

العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً