العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ

الجيش اللبناني ينتشر اليوم في الجنوب

اتخذت الحكومة اللبنانية أمس قرارا بنشر الجيش في جنوب لبنان ابتداء من صباح اليوم (الخميس)،

فيما وجه رئيسها نداء إلى اللبنانيين دعاهم فيه إلى الالتفاف حول الجيش وحول الدولة «صاحبة القرار» و«حصرية السلاح». وقال رئيس الحكومة اللبناني في كلمة بثتها محطات التلفزة اللبنانية

«لن تكون هناك مناطق أو أماكن محظورة على الجيش» . وقال وزير الإعلام غازي العريضي

«حتى الأخوة في حزب الله قالوا ليكن السلاح في يد الجيش».


«إسرائيل» تعتبر أنها حققت «انتصاراً ليس مدوياً» وتلوح باستئناف الحرب

حزب الله يرحب بقرار الحكومة بدء الانتشار في الجنوب اليوم

بيروت، القدس المحتلة - أ ف ب

قررت الحكومة اللبنانية أمس نشر الجيش في الجنوب ابتداء من اليوم (الخميس) تماشيا مع القرار 1701، وذلك بحسب وزير المالية جهاد ازعور، فيما أكد حزب الله ترحيبه بالخطوة.

وردا على سؤال عن موقف حزب الله من انتشار الجيش، قال مسئول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق: «نريد أن نوضح للجميع أن الجيش اللبناني موجود جنوب الليطاني. أليس موجودا في ثكنات صور والنبطية ومرجعيون وعلى نقاط قريبة من الحدود؟».

وذكر قاووق خلال تفقده مجمعا سكنيا عند مدخل صور دمره القصف الإسرائيلي أن «حزب الله لم يدع يوما بأنه سلطة بديلة عن الجيش. فالجيش منتشر وموجود مع القوى الأمنية واستكمال هذا الانتشار في الجنوب مرحب به من قبلنا». من ناحية أخرى، أعلن قاووق «البدء الفعلي بمشروع رفع آثار العدوان لنعيد الجنوب إلى حياته الطبيعية»، مؤكدا أن الجنوب «سيبقى متراسا للوطن ومقبرة لأحلام (الرئيس الأميركي جورج) بوش و(إسرائيل)».

وذكر ان «حزب الله اخذ على عاتقه أن يؤمن ماليا جميع الاحتياجات التي تتطلبها مساعدة الأهالي من أثاث للمنازل وإيجار للمساكن وذلك حتى الانتهاء من إعمار البيوت».

ومن جهته، اعتبر الجيش الإسرائيلي انه حقق «انتصارا مهما» لكن «ليس مدويا» في الحرب. وقال مسئول عسكري كبير أمس أمام لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست: «لقد حققنا انتصارا مهما لكن ليس مدويا».

وفي موازاة ذلك، أكد مسئول كبير في الخارجية الإسرائيلية أن «إسرائيل» ستستأنف هجومها على لبنان إذا لم يتم تجريد حزب الله من أسلحته طبقا للقرار 1701.

وقال المسئول: «إذا قرر المجتمع الدولي تجاهل رفض حزب الله نزع أسلحته فإن ذلك سيعني عاجلا أم آجلا أننا سنستأنف الحرب لان حزب الله سيعاود التسلح مجددا ويعاود استفزازنا». وأضاف «إذا تجاهل المجتمع الدولي انتهاك القرار فسنضطر إلى التحرك».

كما قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن الحرب مع حزب الله لن تنتهي حتى التنفيذ الكامل للقرار. وقالت في نيويورك إن هناك حاجة لنشر قوات أجنبية نشطة وفعالة إلى جانب القوات اللبنانية في جنوب لبنان معقل حزب الله.

وأضافت «في البداية كانت هناك المعركة العسكرية ثم المعركة الدبلوماسية والآن من المهم أن ينفذ المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية القرار 1701 بالكامل». وتابعت «جزء من قرار مجلس الأمن يدعو إلى إطلاق سراح الجنديين فورا ومن دون شروط. وحقيقة أن الجنديين محتجزان لدى حزب الله تعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن». وذكرت أن من المهم كذلك أن يمنع المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية حزب الله من إعادة التسلح عن طريق إغلاق الحدود اللبنانية مع سورية.

وقال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء موشيه كابلينسكي إن «إسرائيل» ستحتفظ بمواقع عسكرية في لبنان حتى بعد الانسحاب من جنوبه. وأوضح لإذاعة الجيش أن سيطرة الجيش الإسرائيلي في تلك المواقع ستنفذ «من دون وجود فعلي للقوات في لبنان». وأضاف أنه «إذا بدأت المعارك ثانية فلن نضطر إلى الهرب أبدا وسنعرف كيف نواجه ذلك». وقال إن «مهمتنا هي تمكين تطبيق شروط اتفاق وقف إطلاق النار في الميدان، وعلى الجيش الإسرائيلي السيطرة على الأماكن التي يسيطر عليها الآن لأن مهمته هي حماية سكان شمال (إسرائيل)». وتابع أن «مهمتنا وواجبنا الاستعداد للمدى البعيد».

ورأى كابلينسكي أن «وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان سيطول بضعة أسابيع أخرى وليس سنة ولا شهوراً». وأعلنت الأمم المتحدة في بيان أن قائد قوة الطوارئ الدولية في لبنان التقى ضباطا لبنانيين وإسرائيليين بهدف التحضير للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني. وعقد قائد القوات الدولية الجنرال الفرنسي الان بيليغريني الاجتماع الثاني خلال ثلاثة أيام مع ضباط لبنانيين وإسرائيليين كبار في مقر القوة في الناقورة الحدودية. وتهدف المحادثات، بحسب نص البيان، إلى «تنسيق عملية الانسحاب (الإسرائيلي) وانتشار الجيش اللبناني في قطاعات محددة من الجنوب».

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في رسالة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» انه سيكون من الصعب تطبيق خطة الأمم المتحدة للسلام في لبنان لكنها «خطوة أولى جيدة» في اتجاه سلام دائم في المنطقة.

وفي غضون ذلك، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي مساء الثلثاء أن الجيش الإسرائيلي قتل قائد القوات الخاصة في حزب الله قبل وقف العمليات الحربية. وقال إن «قواتنا قتلت ساجد دواير، قائد القوات الخاصة في حزب الله قبل البدء بوقف العمليات الحربية الاثنين الماضي».

وأكدت قوة (يونيفيل) الأربعاء أن أربعة من مقاتلي حزب الله قتلوا في اشتباك مع القوات الإسرائيلية اثر تبادل لإطلاق النار في منطقة حداثا أمس الأول. على صعيد متصل، دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بعد محادثات أجراها في بيروت، «إسرائيل» إلى فك الحصار البحري والجوي المفروض منذ 12 يوليو/ تموز.

وأفاد مسئول عسكري كبير أن الجيش اللبناني بدأ يرمم الجسور ويجمع قواته من اجل انتشار وشيك في الجنوب مع الانسحاب الإسرائيلي. ومن جهتها، قدرت المفوضية العليا للاجئين في بيروت بنصف مليون عدد اللبنانيين الذين غادروا مراكز النزوح التي كانوا لجأوا إليها خلال الهجوم، من اجل العودة إلى الجنوب، ما تسبب في شلل تام لحركة السير على الطرق

العدد 1441 - الأربعاء 16 أغسطس 2006م الموافق 21 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً