العدد 1454 - الثلثاء 29 أغسطس 2006م الموافق 04 شعبان 1427هـ

العد التنازلي... «خميس وجمعة» يسلمان العهدة إلى «جمعة وسبت»!

عاشا وسيبقيان «شقيقين» ولم يفرقهما قرار «مجلس الوزراء»...

أمامنا يوم واحد، وهو يوم غد (الخميس) الحادي والثلاثين من شهر أغسطس/ آب، ليبدأ بعده تطبيق نظام إجازة الجمعة والسبت اعتباراً من الأول من سبتمبر/ أيلول وهو يوم جمعة أصلاً ليحتفل من يريد أن يحتفل من موظفي القطاع الحكومي بأول الغيث وهو: إجازة ثلاثة أيام، أو ليعبّر آخرون عن تذمرهم وسخطهم من تطبيق هذا النظام على رغم معارضة الشريحة الأكبر من الموظفين، بحسب قولهم، وطبقاً لاستبانة ديوان الخدمة المدنية.

تطبيق نظام الإجازة الأسبوعية أصبح قاب قوسين أو أدنى، ففي جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم 30 يوليو/ تموز الماضي، وافق المجلس على تغيير الإجازة الأسبوعية للوزارات والمؤسسات الحكومية اعتباراً من الأول من سبتمبر الجاري... ولن يفترق الشقيقان (خميس وجمعة) بسبب قرار مجلس الوزراء، بل سيبقيان شقيقين إلى الأبد ضمن أيام الأسبوع، لكن العهدة ستسلم إلى «سبت» الذي سيأتي عوضاً عن «خميس» ويبقى الجمعة.. كأي جمعة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، لكنه يوم مبارك لدى المجتمع باعتباره عيداً من أعياد المسلمين.

حال صدور الموافقة، نقلت الصحف المحلية تصريحات أبدت فيها فعاليات وشخصيات تأييدها للقرار، فقد عده مجلس التنمية الاقتصادية قراراً سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية في القطاع الخاص ويتيح له فرصة أوسع للتواصل مع المؤسسات الرسمية من جهة، ويوسع العلاقات بين مملكة البحرين وبقية دول العالم من جهة أخرى، في حين رأت غرفة تجارة وصناعة البحرين تغيير الإجازة الأسبوعية لموظفي القطاعين العام والخاص الذين ينطبق عليهم نظام يومي إجازة في الأسبوع، من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت تغييراً إيجابياً يصب في مصلحة البلد ويعزز النشاط الاستثماري والاقتصادي وسيدفع بالاقتصاد ويرفع من إنتاجية المملكة بحسب بعض التقديرات بمقدار كونه يقلص الفارق الزمني بينها وبين مراكز اتخاذ القرار الاقتصادي العالمي، ويقلل من التضارب ويقرب العمل بين المؤسسات داخل البحرين... في حين لم يكن المجال مفتوحاً أمام الفئة الرافضة لهذا النظام لتطرح وجهة نظرها التي، حتى وإن طرحتها، لن تكون مسموعة وخصوصاً أن هذا القرار لم يأتِ ليلخبط أوراق الإجازات أو العادات الاجتماعية، لكنه ارتبط بجوانب ومعطيات اقتصادية فرضت نفسها فرضاً.

مواطنون منفعلون وآخرون «في غفلة»!

في استطلاع سريع، التقطنا فيه خيوط الحديث مع عدد من المواطنين، أبدى العدد الأكبر من العاملين في القطاع الخاص الاستياء الشديد من تعمد الحكومة تجاهل هذا القطاع... فلا زيادات ولا امتيازات ولا تسهيلات ولا هم يحزنون! ويعتقدون أن الحكومة تتعمد تضييق المجال على العاملين في القطاع الخاص من جهة وفتح مجال التوظيف في هذا القطاع من جهة أخرى، في الوقت الذي تشبع فيه القطاع الحكومي بالوظائف، فرجل الأمن حسين يوسف عبدالكريم البقالي، يعمل في شركة صناعية معروفة، ولكنه يعبّر عن خيبة أمله في تخصيص الامتيازات للقطاع الحكومي ونسيان القطاع الخاص.

ويضيف أن إجازة الجمعة والسبت بالنسبة إليه ليست شيئاً... «فلتكن خميس وجمعة أو جمعة وسبت»، لا يهمني ذلك، كل ما يهمني أن تنظر الحكومة إلينا نحن العاملين في القطاع الخاص... وبانفعال يقول: «بودي أن أسأل مسئولاً معنياً بالأمر... ألسنا مواطنين؟!».

يعود الى هدوئه ليقول: «بالنسبة إليّ، حتى لو كنت موظفاً في القطاع الحكومي، فلن أشعر أن شيئاً في حياتي تغير إذا لم يتغير راتبي من الأساس».

سنموت من التعب!

وتعتقد اختصاصية شئون المجتمع بالمحافظة الشمالية حياة الحليبي أن تغيير الإجازة سيؤثر كثيراً في حياة الناس... لن يأتي هذا التغيير سهلاً، لكن الناس ستعتاد عليه يوماً، بحسب قولها.

وتشير حياة إلى أن الإجازة الأسبوعية في مجتمع مثل البحرين أصبحت مرهونة بالكثير من الأمور الاجتماعية والثقافية وأصبحت بعض العادات مقولبة على هذا الوضع، ولكنها تعتقد أن شريحة طلبة المدارس ستكون متأثرة بدرجة كبيرة مع طول ساعات الدوام حتى الواحدة والنصف بعد الظهر، وكذلك الحال بالنسبة إلى تقلص مدة الإجازة الأسبوعية أصلاً لأن يوم الجمعة سيكون محدود الحركة، ويوم السبت سيكون للاستعداد لليوم الدراسي الجديد والأسبوع الجديد على أي حال.

متضايق وسيتأثر رزقي!

ولأنه يسافر كثيراً إلى دول مجلس التعاون لشراء بضائع وبآلية متفق عليها في أيام الخميس ومنذ سنين، فإن إبراهيم. أ، يقول إن رزقه سيتأثر وذلك بعد أن تعود على التعامل مع عدد من التجار والمتعاملين في أسواق الخليج للسفر مساء الأربعاء والعودة مساء الخميس وهو نظام يناسبه ويناسب عملاءه، وبهذه الإجازة، فإن الوضع سيتأثر ولذلك فهو متضايق وخصوصاً أن رواتب الحكومة لا تغني ولا تسمن من جوع، وبحسب رأيه، فإن أي تطور اقتصادي أو نشاط استثماري في البلد لن ينتفع منه المواطنون... فلن تزيد الرواتب ولا شيء من هذا القبيل إطلاقاً!

ويعتقد محمد يوسف عبدالرحمن (طالب) أن كثيراً من الأمور ستتبدل وسيتم ضبطها، فالتغيير سنة الحياة ولابد من تقبل مثل هذه التغييرات، ولربما تكون هناك فائدة! فليس كل ما يمكن وصفه بأنه تغيير يكون سيء النتائج.

رافضون لكن غصباً عنهم!

قبل صدور قرار تغيير الإجازة، أجرى ديوان الخدمة المدنية استطلاعاً لمعرفة آراء موظفي الدولة بشأن تغيير الإجازة الأسبوعية لتصبح يومي الجمعة والسبت بدلاً عن الخميس والجمعة، إذ أشارت النتائج إلى أن نسبة موظفي الحكومة الذين رفضوا تغيير موعد الاجازة الأسبوعية 72 في المئة من الموظفين، فيما بلغت نسبة المؤيدين 25 في المئة، بواقع 13364 معارضاً و4701 مؤيد. وبلغ عدد الموظفين المشاركين في الاستفتاء نحو 18536 موظفاً، ويمثل هذا العدد نسبة 70 في المئة من إجمالي عدد الموظفين الذين تنطبق عليهم شروط المشاركة في الاستفتاء الذي يبلغ نحو 26358 موظفاً، وهم موظفو الخدمة عدا أولئك المدرجين على جدولي الوظائف العمومية والتخصصية بنظام النوبات بسبب اختلاف الإجازة الأسبوعية لديهم عن الخميس والجمعة. ويمثل عدد موظفي وزارة التربية والتعليم المشاركين في الاستفتاء النسبة الكبرى من بين موظفي الجهات الحكومية الأخرى المشاركة، إذ بلغت أعدادهم نحو 10843 موظفاً، فيما أكد 69 في المئة من المشاركين في الاستفتاء إجازتهم الأسبوعية هي الخميس والجمعة، وهي الإجازة نفسها بالنسبة إلى أزواجهم أو زوجاتهم، الأمر الذي يبرر عدم تأييد غالبية الموظفين تغيير إجازة نهاية الأسبوع إلى الجمعة والسبت.

وفيما برر 58 في المئة من الموظفين الذين رفضوا تغيير الإجازة رفضهم إتاحة الفرصة لإنجاز المعاملات الخاصة في القطاع الخاص يوم الخميس، برر 22 في المئة موقفهم بصعوبة التأقلم مع تغيير نهاية إجازة الأسبوع، وأكد 10 في المئة منهم أن تغيير الإجازة من شأنه أن يؤثر على الزيارات المتبادلة للأقارب في دول مجلس التعاون، وأكد 4 في المئة منهم أن التغيير من شأنه أن يؤدي إلى تراجع العمل الاقتصادي الخاص الذي يزاول يوم الخميس إذا ما تم استبداله بيوم السبت.

ويجمع كل من حسين رمضان بو سيف، ورائد زياد الورني ومحمد خليل الساعي، وهم مجموعة من الأصدقاء من العاملين في القطاع الحكومي، على أن لا أحد منهم يرغب في تغيير الإجازة، وهم رافضون للتغيير لكن القرار صدر رغماً عنهم وسينفذ غصباً عنهم... فمن يكونون (يقولونها بأسلوب مازح).

ويشير محمد إلى أن المشكلة تتمحور على ثقافة في المجتمع البحريني وهي رفض التبديل والتجديد... في السابق، لم يكن لدينا إلا يوم اجازة واحد وهو يوم الجمعة، ثم طبقنا نظام إجازة اليومين، والآن سيتحرك يوم واحد من الخميس إلى السبت، ومع ذلك، فالأمر يتطلب وقتاً للاعتياد ولن يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إلى الأسر التي تتوافق الإجازات معها سواء أكان الزوجان يعملان في القطاع الحكومي، أم أحدهما على أن يتطابق مع إجازة الآخر، إذ إن هناك قطاعات حكومية تمنح إجازة يومي الجمعة والسبت... لكن ماذا عن الآخرين؟ ستظهر مشكلة، سرعان ما سيعتاد عليها الناس

العدد 1454 - الثلثاء 29 أغسطس 2006م الموافق 04 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً