بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نكرم النساء من جميع أرجاء المعمورة ونحتفي بالمساهمات الفريدة اللاتي يقدمنها. فعلى مدى أكثر من مئة عام، يظل اليوم العالمي للمرأة نبراساً من الأمل لأعداد غفيرة من النساء على جبهات التقدم ممن كافحن للنهوض بمجتمعاتهن وأهاليهن ولتغيير وجه العالم.

لقد حققنا تقدماً باهراً في تاريخنا الحديث. ففي السنة الماضية وحدها، قامت النساء بمسيرات، وكتبن في المدونات الإلكترونية والرسائل النصية، وجازفن بحياتهن من أجل الكرامة والحقوق والفرص. وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتخذت لجنة نوبل الخطوة التاريخية بمنح جائزة السلام لثلاث نساء استثنائيات تقديراً لمساهماتهن في دفع عجلة حقوق الإنسان.

ومع ذلك تظل التحديات قائمة. فقد صُدّت محاولات أعداد لا تحصى من النساء للمشاركة في الحكم والاقتصاد والمجتمع. ولاتزال الإناث يعانين بفارق كبير عن الذكور من الفقر والعنف، بينما تكمم أفواههن ويمنع حضورهن في الأماكن حيث تتخذ قرارات حاسمة الأهمية. وتواجه النساء قوانين تَجنّس تحرمهن من حقوق المساواة في التجنس، ناهيك عن أن النساء والفتيات كثيراً ما يُحرمن من حق الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية التناسلية والتعليم والقروض الائتمانية التي هي في حاجة ماسة لها للبدء في مشاريع تجارية صغيرة.

ولهذا السبب تعمد حكومة أوباما إلى تسريع الجهود لتعزيز مشاركة النساء في عمليات صنع السلام والمحافظة عليه، وجعل ذلك أمراً مؤسساتياً، بما في ذلك إطلاق خطة العمل القومية الأميركية للنساء والسلام والأمن. وليست هذه سوى البداية، لأن سفاراتنا حول العالم، من العراق وأفغانستان إلى جنوب السودان ودول التحولات الديمقراطية الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعكف على تطوير استراتيجيات محلية لتوسيع الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنساء.

إن الولايات المتحدة ملتزمة بجعل النساء وتقدمهن حجر الزاوية في سياستنا الخارجية ليس لمجرد أن ذلك هو الأمر الصواب. فالاستثمار في النساء والفتيات أمر حميد ونافع للمجتمعات، كما أنه أمر حميد لرخاء الدول مستقبلاً. فالنساء هن محركات اقتصادنا، وهن يبنين السلام والرخاء والاستقرار السياسي للجميع، الرجال والنساء والصبيان والبنات. إذن، فلنجدد التزامنا بمستقبل من المساواة. وبوسعنا سوية أن نضمن أن جميع الشعوب في كل مكان ستحظى بفرصة تحقيق الإمكانيات التي وهبها الله لها.