العدد 3479 - الجمعة 16 مارس 2012م الموافق 23 ربيع الثاني 1433هـ

«الوطن يجمعنا»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تحت شعار «الوطن يجمعنا»، نظمت جمعية الجمري الخيرية احتفالاً في نادي سار مساء الأربعاء (14 مارس/ آذار 2012) وذلك لإطلاق مشروع 6 منح دراسية لـ «الزهرات الست»، تخليداً لذكرى الفتيات الست اللاتي قضين نحبهن في حادث مرور مؤلم في سار في 25 فبراير/ شباط 2012. الاجتماع ربما كان سيكون حدثاً عاديّاً، سوى أنه حدث في فترة حرجة تمرُّ بها بلادنا، وذلك بسبب محاولات تشطير المجتمع وإبعاده عن بعضه بعضاً خدمةً لأهداف أنانية أو سياسية. القاعة امتلأت بأهالي الفقيدات وبمواطنين من كل الفئات وبمقيمين، وشارك في إحياء الحفل الصغير والكبير، رجل الدين المسلم والمسيحي.

هدف الحفل، كما قال رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ الجمري الخيرية مجيد السيدعلي «تقديم ست منح دراسية لستة متفوقين كنّ هؤلاء الشابات سبباً في إسعادهم وتحقيق أحلامهم، حيث تصر جمعية الشيخ الجمري الخيرية على تحويل فاجعة الموت إلى حياة من خلال تخليد ذكرى زهراتنا الست، عبر تقديم ست منح دراسية، منحة باسم كل زهرة من زهراتنا، منحة غيداء، منحة طاهرة، منحة فاطمة، منحة مريم، منحة مروة، ومنحة رقية»، موضحاً أنّ الجمعية تستهدف جمع نصف مليون دينار، يتم توزيعها على مستحقين من جميع فئات الوطن للتأكيد على مسيرة الراحل الشيخ الجمري الذي نذر نفسه لكل الناس من دون فرق.

وكان من بين المتحدثين اثنان من القساوسة، هما راعي كنيسة سانت كريستوفر «كريس بوت»، وراعي الكنيسة الإنجيلية هاني عزيز، وكان مميزاً طرح القسين جنباً إلى جنب المداخلات الجميلة الأخرى. إحدى زهرات البحرين، وعمرها عشر سنوات قالت إنها قررت أن تتبرّع بنصف مدخراتها الحالية البالغة 500 دينار للمشروع، كما تبرَّع أحد الحضور ببعثة كاملة (من البعثات الست)، وأعلن آخر التبرُّع بعشرة آلاف دينار. والد الفقيدتين طاهرة وغيداء، عبدالأمير السهلاوي، اعتبر أنّ هذا العمل أفضل تخليد لابنتيه المتفوقتين في دراستهما، وأنّ المنح الدراسية المقدمة ستكمل المشوار الذي لم تستطع طاهرة وغيداء أن تكملاه لأنّ الموت كان زمنه أسرع من شهادة التخرج.

القس كريس بوت قال: «أتشرف أن ألبّي دعوة المشاركة في هذه المناسبة الجليلة، ونيابة عن المسيحيين والمقيمين الغربيين في البحرين أقدّم التعازي لعوائل الفقيدات، فأنا لديَّ بنات ثلاث أكبر قليلاً من البنات اللاتي فجعنا بفقدهن، ولقد شعرت مع زوجتي بحزن عميق عندما قرأنا خبر الحادث... ولكن من هذه المأساة نستطيع أن نوصل قلوبنا وأن نجمع بين الناس، وأنّ مشيئة الله تكمن في النتيجة التي يمكنها تحويل الحزن إلى أمر آخر من خلال برنامج المنح وإحداث التقارب بين الناس الذين لم يكونوا سيجتمعون لولا هذا الحدث المؤلم».

نسأل الله أن يجمعنا دائماً، ولكن على الأفراح، وأن نتمكن من تحويل الآلام إلى التئام الجروح عبر مشروعات تنموية إنسانية تجمع كل محبّي الخير - وهم الأكثرية في بحريننا الغالية - نحو ما يرفع شأنهم ويقوي نسيجهم الاجتماعي رغم كل التحديات والصعاب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3479 - الجمعة 16 مارس 2012م الموافق 23 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:08 م

      منك نتعلم الوطنيه وحب الإنسان

      في كل مره أقرأ فيها مقال للدكتور العزيز الوطني منصور الجمري أزداد حبا للوطن و أخي الإنسان مهما كان دينه أو عرقه أو لونه أو فكره,, فمنك نتعلم يا أستاذنا ودكتورنا وطبيب فكرنا يا منصور ونصرك الله بنصرٍ من عنده إن شاء الله.

    • زائر 22 | 3:24 م

      بوركت

      بوركت هذه الروح ، وهذا الطرح نعم مثل هؤلاء سيبنوا الوطن ، بالحب والأمل والتسامح وليس بالحقد او بث الكراهية

    • زائر 21 | 2:30 م

      أخي الزائر 20

      أخي العزيز: أنا أيضاً مثلك متشبث ببقاء النظام و لا أرضى بشعارات الإسقاط، و لكن يجب إشاعة العدل والمساواة بين المواطنين دون تمييز كما كان حاصلاً و لا زال للأسف الشديد. ولكنني في نفس الوقت لا أخوّن من نادى بإسقاط النظام، و لا أعتبره مخرباً، و هو حر برأيه كما أنا حر برأيي في التمسك ببقاء النظام. إننا إخوة في الدين الحنيف والوطن العزيز، و نستطيع أن نتعايش كما كنا من قبل، و قبلنا آباءنا و أجدادنا و لم يفرقهم شيئ على الرّغم من الأحداث التي مرت على البحرين منذ العشرينات حتى اليوم.

    • زائر 20 | 10:03 ص

      الى الزائر

      كنا متعايشين مع بعض لكن مع الأسف قامت مجموعة كبيرة من المخربين وطالبو بإسقاط النظام. هل تعرف ماذا يعني إسقاط نظام. يعني لنا الكثير يااخي وفيه خراب للبلد. نحن مع الاصلاح لكن أسقاط طبعا لا.

    • زائر 18 | 7:52 ص

      جمعنا الله و اياكم على الخير

      هذا التضامن و التفاعل الاجتماعي ما هو الا سبب يجمع هدف سامي يصب لخدمه و بناء مجتمع راقي مترابط في ظل التعاون المكفول لدى الجميع

    • زائر 17 | 6:52 ص

      بلا عنوان

      من يزرع الشوك لايجني العنب ومن يدعي انه اصيل ويبني الوطن لابد ان يكف عن التخريب والعنف ...

    • زائر 15 | 4:21 ص

      مشروع ناجح في قمة الإنسانية

      أأبكي أم أفرح؟ أبكي لتذكري فقد شيخنا أبو جميل وزهراتنا الست اللاتي كان التجمع بإسمهن. وأفرح بأن هذا المشروع سيخرج لنا مجتمع مثقف واع يخدم هذا الوطن الحبيب البحرين فسيروا على بركة الله وأرجوا منه التوفيق للجميع. محرقي / حايكي

    • زائر 13 | 3:19 ص

      نشكر كل الداعمين للمنح الدراسية - ولا منة الحكومة !!

      نشكر كل الداعمين للمنح الدراسية - ,, وبعد التشطير والتميير الذي صدر من وزارة التعليم من خلال ظلمها بتوزيع البعثات وأدخال مبررات وهمية وترك الدرجات على جنب - ادعمو شبابنا بما تقدرون لرفع مكانة البحريني .

    • زائر 12 | 3:06 ص

      الانسانية تجمع ولا تفرق

      الانسانية تجمع ولا تفرق بل تتجاوز علاقة الانسان باخيه الانسان الى غيره من المخلوقات ومن فقد انسانيته فقد كل شئ .

      ماأجمل الدنيا وهي تنعم بالحب بين بني البشر فبالحب يعيش الجميع السعادة فالنجرب الحب اا كنا ننشد السعادة في الدارين

    • زائر 11 | 2:26 ص

      اخواننا في الانسانية المسيحين شكرا

      تمنيت اخواننا في الوطن و الدين ملبين الدعوة

    • زائر 10 | 2:03 ص

      الاعمال الانسانية تحتضنها القلوب السليمة

      الناس الاسوياء يجتمعون ويحتضنون كل عمل انساني ويتفرقون عن كل عمل لا يمت الى الانسانية بصلة هذا هو شأن النفوس العالية السامية الراقية المترفعة على كل سافل دنئ

    • زائر 9 | 1:26 ص

      الإنسانية تجمعنا ..

      مُثلج للقلب هذا العطاء .. والروح الإنسانية العظيمة
      بوركت الخطوات

    • زائر 7 | 12:44 ص

      من البر

      قمه في احياء الدكري و التواصل و التعايش و المبحه ... هدي اصلنا هل البحرين ودومن طبايعنا

    • زائر 6 | 12:30 ص

      التميز

      هذا البلد سيكون اقوى من قبل بالتاكيد

    • زائر 5 | 12:22 ص

      ابن الموطن .. سيبني الوطن

      شكراً دكتور على شعورك النبيل تجاه وطنك وشعبك.. وشكراً لقلمك الراقي في خدمة مصلحة بلدك ورقيها وتقدمها. شعب البحرين الأصيل يثبت كل يوم أنه الأحرص على مصلحة الوطن حاضرا ومستقبلا، بل ان شعبنا لا يزال يكابد المحن والمصائب والاتهامات والتسقيط والكيد إلا أنه لم يتعب ولن يتعب في الدفاع عن وطنه وسوف يسعى لتطوره وبناءه بعرقه ودمائه اثبتت الأيام ذلك وستبثبت ذلك للقاصي والداني. وعندما يتحقق أملنا أن يصل المواطن البحريني لموقعه الصحيح سنرى البحرين غير.

    • زائر 4 | 12:14 ص

      هي اماني والانسان الخيّر يتمنى الخير دائما

      نعم نتمنى ولكن للاسف الأزمة كشفت لنا وجوها حاقدة علينا لم نتوقع منها هذا الكم من الحقد ولماذا؟ ماذا فعلنا لهم حتى يحقدوا علينا بهذه الدرجة فقط لاننا طالبنا بحقوقنا يصب علينا هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية.
      نعم نتمى كل الخير للبلد ولكن قبل ذلك نريد معرفة الاسباب التي دعت هذه النفوس المريضة الى الحقد.
      نعم نؤمن بالاختلاف هذا شيء متوقع فلا يوجد مجتمع كله متفق ومتوافق على امر واحد ولكن ما هو غير متوقع ظهور الاحقاد بهذه الصورة المقيتة لمجتمع اتصف اهله
      بالطيبة والمحبة اين ذهبت هذه الطيبة والمحبة

    • زائر 3 | 11:40 م

      الوطن يجمعنا

      و ..... تفرقنا

    • زائر 2 | 11:24 م

      ما أحلى مثل هذه الابداعات وهذه التوجهات

      عندما نقرأ بحب نعمل بايجابية وهذا حال معظم ابناء الديرة الذين يقرئون الواقع وبخاصة واقع الأشهر القليلة الماضية القاسية علينا جميعاً ليصطروا لنا أمجاداً من وراء تغيير السلبية الى ايجابية.

      رحم الله فقيدات الوطن وأثاب القائمين على هذا المشروع المتميز ولن ننساك يا شيخنا الجمري العظيم وان كنت غائباً عنا فإن اسمك يضل مخلدا.

    • زائر 1 | 11:03 م

      ما أجمل قلمك يادكتور

      رحمك الله يا شيخ عبدالأمير الجمري، فإن ذكر اسمك بالمحافل "كنت منبعاً للخير و العطف" سواء كنت حاضراً بجسمك أم بروحك الملائكية.

      رحم الله زهراتنا الست، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

      الفاتحة

اقرأ ايضاً