العدد 3479 - الجمعة 16 مارس 2012م الموافق 23 ربيع الثاني 1433هـ

«حوار تويتر»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

برزت في الآونة الأخيرة أحاديث وتغريدات من جهات رسمية تتحدث عن حوار وطني جديد أطلق عليه «حوار لمّ الشمل» روج له كثيراً، ولكن كل ذلك عبر تغريدات في «تويتر»، الفضاء الإعلامي الجديد غير الملزم لأحد.

وفي ظل تلك التسريبات (التي كانت من طرف واحد فقط) عادت قوى المعارضة من جديد لتنفي وجود أي حراك حقيقي وجاد بين المعارضة والسلطة يمكن أن يطلق عليه «حوار».

والواقع يقول إن ما يحدث من تغريدات وتسريبات، ومحاولة، جعل الإعلام المحلي والعالمي يتحدث عن هذا الموضوع استناداً إلى شخصيات رسمية عبر صفحتها في «تويتر»، هو من أجل إيهام العالم بوجود الحوار، وأن الحراك السياسي المقبل في الطريق الصحيح.

عندما تدير الدولة ملفاً وطنياً خطيراً في حجم الأزمة الحالية من خلال تسريبات على «التويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك يشير لعدم وضوح الصورة الحقيقية للمشهد السياسي العام لهذا الملف وضياع البوصلة، في ظل استمرار ما تراه «المعارضة» بـ «التصريحات المعادية من قبل مسئولين في الدولة، يرون في من يراد منهم دخول الحوار، عملاء للأجانب وأقلية يمكن سحقها في ساعة».

الكل يعلم بأن أي حراك جاد وحقيقي، يقوم على نوايا صحيحة تسعى لإنهاء الأزمة، لن يكون من خلال تسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن يريد الحوار الجاد والحقيقي يعرف قنواته الصحيحة، والسياسي الشاطر، يعرف من أين يصنع التصحيح، وللمراوغة أساليب لا يمكن عدها وحصرها.

والكل يعلم أيضاً أن فضاء الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي رغم انتشارها وتوسعها، إلا أنه مازال الفضاء غير الملزم لأحد، ولجوء جهات رسمية للترويج عن «حوار» عبر «تويتر» هو للهروب من أي التزام مستقبلي يمكن أن يترتب عليه الإعلان الرسمي عن حوار جاد.

الهدف من تلك التسريبات، أولاً إشغال الرأي العام بموضوع مهم، ألا وهو الحوار، وخلق صور لدى الرأي العام العالمي عن وجود حوار بين السلطة والمعارضة (وهو شئ غير موجود)، ومن ثم تخفيف الضغط الدولي الداعم لوجود حوار جاد، وكذلك ضرب صفوف المعارضة ببعضها البعض، في ظل تزايد إشاعات قبول أو رفض الحوار، والمرئيات المقدمة فيه.

وعلى إثر ذلك الحديث المراد منه إثارة البلبلة لدى الرأي العام، وخلق «سراب» لـ «حوار» جديد مقبل في الأفق، خرج نائب قريب جداً من المسئول الذي سرب عبر «تويتر» خبر ما أسماه بـ «حوار لمّ الشمل» ليطالب السلطة باعتماد سياسة الشفافية ومكاشفة المواطنين فيما يتعلق بتطورات عملية لتسوية الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من عام!

التسريبات الشحيحة التي تتواتر من خلال «تويتر» بشأن بدء الحوار بين السلطة والمعارضة، ومن ثم نفي المعارضة وجود مثل هذا الحوار، يزعزع ثقة المواطنين بصدقية هذه المصادر ويفتح المجال واسعاً للشائعات التي تزيد من الاحتقان السياسي بين الأطراف المؤيدة للحوار والمعارضة له.

الحوار الحقيقي والجاد، يجب أن يعلن عنه عبر قنوات رسمية صحيحة، وبرؤية وآليات واضحة، توضع فيها النقاط على الحروف، لتتضح الصورة للجميع، من أجل إيجاد حل حقيقي للأزمة، وما يحدث حالياً لا يخرج عن إشاعات إعلامية يراد منها تضليل الرأي العام.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3479 - الجمعة 16 مارس 2012م الموافق 23 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 12:09 م

      لا نحتاج إلى حوار

      لا نحتاج إلى حوار و السلطة تعرف مطالب الشعب لكن صعب عليهم التنازل إلي الشعب

    • زائر 12 | 5:48 ص

      مساكين المصابين بحالة هلوسايسيشن

      ظهور نخبة التأليب والتي شغلها الشاغل وضع البلد في تأزم مستمر وهذا ما يشعلاهم بنشوة وكأنها نشوة المدمن حينما يتعاطى . ولو حصل انفراج سيبقى المدمنون في هلوسة مستمرة لن يخرجو منها الا بعلاج من مستشفى الطب النفسي.
      الله يعينهم ، ترى العلاج طويل وصعب ومؤذي ، فهل لديهم القدرة على تحمله؟

    • زائر 10 | 3:18 ص

      من يريد الحوار عليه

      من يريد الحوار عليه ارسال رسائل ايجابية لا رسائل سلبية

      وما الاشاعات تلك سوى لاغراض دفينة أهمها ما جاء في مقالك وأهمها ضرب المعارضة وتفتيتها و تأليب أذراف أخرى وتحريكها ضد المعارضة وهي تمثل الجانب الرسمي

      تأليب

    • زائر 9 | 3:09 ص

      استاذ هاني حفظك الله

      استاذ هاني
      عشنا عشرات السنيين بالف والدوران ولكن حبنا للوطن وخوفا عليه تحملنا واليوم الشعب جعلهم على امر واقعهم ومازالت العقلية السابقة تفرض سيطرتها على الوضع الحالي بالأسالب القديمة نسوا او تناسوا نحن الآن في قمة التطور التكنلوجيا والأتصالات .

    • زائر 7 | 1:08 ص

      اخي هاني هاي ليست الا جعجعة فى الفنجان الفاضي والبعض حتى الجعجعة يرفضها

      مو طلع لنا شباب جديد بالامس ينادي انه صحي من سباته ويقول انه يرفض الحوار ولا حوار ولا حوار ولا حوار بل يتوجب محاسبة على كل من اعتدي على الوطن منذ فترة السلامة لليوم ويوصم هذا الشباب الجديد الفئة الاعرق والاصل والاكثر فى تركيبة المجتمع باوصاف مخزية لا تصدر الا عن شباب جاهل

    • زائر 6 | 1:00 ص

      صباح الامل يا ابن فردان

      يوليدي هو الحوار جاي جاي ولامناص من ذلك لايمكن ان تمر سنه اخرى على البلد والحال كما هو لا يمكن ان يتصور اي مراقب للوضع او محلل ان تتواصل السنين العجاف على البلد ترى الهزال التهمن السمان بعدين التسريبات على التويتر هي بالونات اختبار لجس نبض الشارع ومدا تقبل الناس لاي نوع من الحوار وللتهيئه النفسيه للحوار البلد ياهاني لا تحتمل سنه عقيمه اخرى ممكن ان تطيح باقتصادنا المنخور اصلا بغض النظر عن المؤشرات اللي طالعه نازله كل يوم وعزف العماله الاجنبيه والمستثمرين المجيء رغم المغريات....ديهي حر

    • زائر 5 | 12:41 ص

      لا نحتاج لاي حوار

      من دون الموافقة على و ثيقة المنامة نعتبره باطلا و لن يوقفنا دخول اي شخصية او جهة في الحوار و سنواصل حتى تحقيق المطالب

    • زائر 4 | 12:20 ص

      بيع الوهم والأوهام سوف يجعلهم يشترون الاوهام ايضا

      سوف لن يجدوا حلا جذريا للخروج من هذه الازمة طالما هم يحاولون بيع الاوهام. فليظلوا على هذه الحالة وليتمسكوا بالطرق الملتوية ويروا كيف ان البلد سيظل يراوح مكانه وفي النهاية سوف تصقد تكاليف الحل لاحقا
      ما هو متاح اليوم من قبول لن يكون مضمونا غدا وما قد تسببه الاحداث القادمة سوف يجعل الكلفة اعلى
      هذا ما قلناه قبل الازمة واثناء الازمة وهاهي الفاتورة ترتفع يوما بعد يوم ولا يوجد حكيم يدرك عواقب الامور
      على العكس هناك من يراهن على عامل الوقت
      وعامل الوقت يجبيء الكثير من المجهول

    • زائر 3 | 11:52 م

      شيلمهم شيلمهم

      ما دام الحوار بنظر الجميع هو الحل ..لماذا حدثت كل الانتهاكات إذا؟ سؤال يطرحه الجميع

    • زائر 2 | 11:45 م

      فرق تسد

      نعم لاشعال نار الفتنة بين المعارضين و الموافقين عن المطالب الحقيقية و تكون ضربة استباقية لحوار تكون فيه المعارضة ضعيفة مشتتة

    • زائر 1 | 11:09 م

      أحسنت أخي هاني

      ممكن أن نربط الحاضر بالماضي بتسمية حوار التويتر بحوار القهاوي ولو أن الآخير أسمى.

      أسمى من حيث أن جميع المتحاورين تجمعهم صفة واحدة وهي الصدق في طرح المواضيع ومناقشتها. بينما حوار التويتر بشان مسالة هامة تمر بها البلاد منذ أكثر من سنة هي من أطراف غير موثوق بها وبطرحها.

اقرأ ايضاً